أيام الفيلم الأردني بالجزائر
على شرف "3000 ليلة" و"ذيب"

- 1089

لخامس مرة على التوالي، تستضيف الجزائر أيام الفيلم الأردني من الرابع والعشرين فيفري إلى السادس والعشرين منه، بمبادرة من الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي والهيئة الملكية الأردنية للأفلام، وسيكون فيلم "ذيب" المرشّح لاقتناص "أوسكار" الفيلم الأجنبي في الواجهة، حيث بإمكان الجزائريين الاستمتاع بما يحمله من رسائل ومواقف. الأفلام الأردنية المحتفى بها ستعرض بالمركز الجزائري للسينما "سينماتيك الجزائر"، وعددها ثلاثة أفلام فيلمان طويلان هما "3 آلاف ليلة" و"ذيب" والفيلم الوثائقي "المجلس" بحضور المخرج يحيى العبد الله، كما ستشهد هذه الطبعة تنظيم ورشات عمل حول "التوزيع السينماتوغرافي في الوطن العربي".
هذه التظاهرة التي تندرج في إطار التبادل الثقافي بين البلدين وتعريف الجمهور الجزائري بالثقافة والسينما الأردنية، هي فرصة لاكتشاف الأعمال السينماتوغرافية الأردنية التي لقيت دعم ومساندة الهيئة الملكية الأردنية للأفلام منذ تأسيسها سنة 2003، وستكون مناسبة أيضا للمصادقة على بروتوكول تعاون بين الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي والهيئة الملكية الأردنية للأفلام بحضورالسيدة ندى دوماني المكلّفة بالاتصال والإعلام بالهيئة الملكية الأردنية للأفلام والمخرج يحيى العبد الله. أيام الفيلم الأردني بالجزائر التي باتت موعدا سينمائيا قارا في أجندة "آرك" يفتتحها فيلم "3000 ليلة" (إنتاج 2015) للمخرجة مي مصري، بعد عرضه في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي ومهرجان دبي السينمائي الدولي، وتم ترشيحه لجائزة "ساذرلاند" في مسابقة الفيلم الروائي الأوّل في مهرجان لندن السينمائي، ويتناول رحلة ليال التي تعمل مُدرسة وتعيش في مدينة نابلس في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في السجون الإسرائيلية، حيث تُعتقل في نقطة تفتيش إسرائيلية، وبعد اتّهامها زورا يُحكم عليها بالسجن لثماني سنوات، وتنقل إلى سجن إسرائيلي للنساء يتبع إجراءات أمنية مُشدّدة.
تواجه ليال عالما مخيفا، حيث يتم احتجاز المعتقلين السياسيين الفلسطينيين مع مرتكبي الجرائم الجنائية من الإسرائيليين، وتكتشف ليال أنّها حامل، فتمارس رئيسة السجن "روتي" عليها الضغوطات لإجهاض مولودها ودفعها للتجسّس على السجينات الفلسطينيات، إلاّ أن ليال تجد في نفسها القوّة للدفاع عن طفلها الذي ستسميه "نور". بينما تناضل ليال في سبيل تربية "نور" خلف قضبان السجن، تتمكّن من العثور على معنى لحياتها يبعث فيها الأمل، تتدهور الأوضاع في السجن، مما يدفع السجينات الفلسطينيات إلى بدء إضراب عام، عندئذ تُحذّر "روتي" ليال من الانضمام إلى الإضراب مهددةّ إياها بإبعاد ابنها، وبالرغم من خشيتها حيال فقدان ابنها، تتغلّب ليال على مخاوفها وتشارك بالإضراب.
ثاني فيلم سيميّز هذه الأيام هو فيلم "ذيب" لناجي أبو نوار، الذي ينقل في مائة دقيقة قصة من البادية عن الأخوة والخيانة، تجري أحداثها في وادي رم عام 1916، حيث يعيش ذيب مع قبيلته في منطقة منسية من الإمبراطورية العثمانية، بعد وفاة والده، شيخ القبيلة، تقع مسؤولية تربية ذيب على عاتق شقيقه حسين الذي يحاول تعليم ذيب أسلوب البداوة في العيش، إلا أن ذيب مهتم بالمشاكسات الصبيانية أكثر من محاولات أخيه لإرشاده، يتغير وجه الحياة في القبيلة لدى وصول ضابط في الجيش البريطاني في مهمة غامضة برفقة مرشد له، وحرصا على سمعة والده الراحل، يوافق حسين على مرافقة الضابط ودليله إلى وجهتهما نحو بئر على طريق الحجّاج إلى مكة المكرمة، وخوفا من فقدان شقيقه، يلحق ذيب بالمجموعة ليقبل على رحلة محفوفة بالمخاطر عبر الصحراء العربية القاسية، التي أصبحت منذ اندلاع الحرب العالمية الأولى أرض مواجهات بين المرتزقة العثمانية والثوّار العرب والمعتدين من البدو، إذا كُتِب لذيب البقاء على قيد الحياة، فلا بدّ أن يتعلّم الرجولة والثقة والخيانة ليصبح اسماً على مُسمّى.
"المجلس" ليحيى العبد الله الفيلم الوثائقي الوحيد بهذه الأيام، يرصد في سبعين دقيقة، سعي عبد الغني وعمر الطالبان في المرحلة الأساسية بإحدى مدارس الأونروا على أطراف مدينة الزرقاء، للانضمام إلى "المجلس النيابي" في المدرسة، في محاولة منهما لتحسين بيئتهما التعليمية، فتتخطى رحلة الحلم أسوار المدرسة ليصبح على تماس مع الحياة العامة. الفيلم الحائز على جائزة تظاهرة "النسخة الأخيرة" في مهرجان البندقية الدولي للأفلام في عام 2014، ونال تنويها خاصا في مسابقة المهر للأفلام الطويلة في مهرجان دبي السينمائي الدولي 2014، كما شارك في أيام بيروت السينمائية 2015 ونال تنويها خاصا ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة في مهرجان الإسكندرية السينمائي 2015، يلقي نظرة قريبة للتحديات التي يمر بها النظام التعليمي المجاني في الوطن العربي.