لافروف في زيارة للجزائر ابتداء من الغد
تقييم مجالات التعاون، سوق النفط وقضايا الساعة
- 675
يقوم وزير الشؤون الخارجية لفدرالية روسيا سيرغي لافروف، بزيارة عمل إلى الجزائر غدا الإثنين بدعوة من وزير الدولة وزير الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، لتقييم الشراكة الاستراتيجية الجزائرية - الروسية بموجب الإعلان الموقع في أفريل 2001، فضلا عن تشخيص واقع التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والعلمية والثقافية، على ضوء انعقاد الدورة السابعة للجنة المختلطة الجزائرية الروسية في جويلية الماضي. حسب بيان لوزارة الشؤون الخارجية تلقت "المساء" أمس نسخة منه، فإن المحادثات بين الجانبين ستشمل أيضا مسائل الساعة لاسيما القضايا الجهوية ذات الاهتمام المشترك، خاصة أزمتي ليبيا وسوريا، إضافة إلى مكافحة الإرهاب وتقييم سوق النفط، باعتبار موسكو أكبر منتج خارج منظمة "أوبك" وشرعت في تنسيق جهودها مع المنظمة من أجل التوصل إلى استقرار السوق النفطية.
في هذا الإطار أشارت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية إلى أن لافروف سيستقبل من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والوزير الأول عبد المالك سلال، إلى جانب إجراء محادثات مع وزير الدولة وزير الشوؤن الخارجية والتعاون الدولي. للإشارة كان الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل قد أجرى، أول أمس، في موسكو محادثات مع لافروف على هامش انعقاد الدورة الثالثة للمنتدى العربي - الروسي، وتبادل الجانبان وجهات النظر حول المسائل السياسية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما الأزمة الليبية ومستجدات الساحل والتهديد الإرهابي ووسائل ردعه. تأتي زيارة لافروف إلى الجزائر بعد الزيارة التي قام بها رئيس مجلس الدوما لفيدرالية روسيا سيرغي ناريشكين شهر نوفمبر الماضي، إذ أعلن خلالها أن مواقف الجزائر وبلاده متطابقة بخصوص ضرورة احترام سيادة الدول والقانون الدولي، معتبرا أن ما يجري في الشرق الأوسط وكذا الأوضاع غير المستقرة التي تعيشها كل من ليبيا وسوريا والعراق سببه الرئيسي هو التدخل الخارجي السافر.
أشغال الدورة المشتركة المنعقدة في جويلية الفارط كانت أفضت إلى التوقيع على 13 اتفاقية شراكة وتعاون خصت مجالات الطاقة والبناء والمناجم والصناعة والفلاحة والصيد البحري والتعليم العالي والتكوين المهني، بالإضافة إلى استعراض مجموع ملفات التعاون الذي يعرف ديناميكية متجذرة منذ التوقيع على اتفاق الشراكة الاستراتيجي بين البلدين بمناسبة زيارة الرئيس بوتفليقة إلى موسكو سنة 2001، لتكون بذلك الجزائر أول دولة عربية وافريقية توقّع اتفاقا من هذا النوع. وتتقاسم الجزائر وروسيا وجهات النظر نفسها تجاه القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث تنصب رؤية الجزائر على الحل السياسي السلمي للقضايا الراهنة إلى جانب مراعاة حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، تبعا لقوانين وبنود الأمم المتحدة وهي التوجهات التي تزكيها وتثمّنها وتشجعها روسيا. كما تعد الجزائر بالنسبة لروسيا شريكا قديما وموثوقا به، حيث يؤكد المحلل السياسي الروسي فريشسلاف موتدوف في هذا الصدد أن بلاده تولي اهتماما كبيرا للجزائر، مشيدا في تصريحات إعلامية سابقة بالدور الذي تلعبه بلادنا في الأمور الإقليمية وكذا الدولية، في حين يرى ميخائيل مارجيلوف، رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، أن الجزائر نجحت إلى حد كبير في تجنب عواقب الربيع العربي، التي زعزعت الاستقرار في بعض الدول المجاورة للجزائر وفي المنطقة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى وفي الشرق الأوسط.
التعاون بين البلدين يعود إلى الستينيات، إذ ساهم الخبراء السوفييت مساهمة فعالة في تطوير الاقتصاد الجزائري بمنح قروض لأغراض التنمية الاقتصادية بمبلغ ملياري دولار، فضلا عن إنشاء القاعدة الصناعية الوطنية وتطوير فروع الاقتصاد مثل الطاقة والتعدين والصلب والحديد وبناء الماكينات وإنشاء المشاريع المائية. كما نفذت بمساعدة الاتحاد السوفيتي مشاريع كبرى في شتى فروع الاقتصاد كمصنع الحديد والصلب في الحجار والمحطة الكهروحرارية في جيجل وخط انابيب الغاز بحاسي مسعود. علاوة على ذلك مازال التعاون العسكري يطغى على علاقات البلدين، كون الجزائر تعد ثالث بلد مستورد للأسلحة والمعدات الحربية من موسكو بعد الهند والصين مثلما سبق وأن أكد على ذلك ألكسندر فومين، المسؤول الفدرالي للتعاون العسكري التقني الروسي، مشيرا إلى أن مشترياتها من السلاح الروسي تتجاوز نسبة 91 بالمائة.