في حال تواصل ندرة تساقط الأمطار
نوري لا يستبعد إعلان حالة الجفاف
- 902
لم يستبعد وزير الموارد المائية والبيئة عبد الوهاب نوري، أمس، إعلان حالة الجفاف في حال تواصل ندرة تساقط الأمطار آملا في تساقط كميات معتبرة خلال الأيام المقبلة لتفادي هذا الاحتمال. وأوضح السيد نوري للصحافة على هامش يوم تقني حول إعادة تأهيل السدود "في الوقت الحالي لن نعلن عن حالة الجفاف ولكن إذا ظلّت الوضعية كما هي عليه فلا أستبعد أن نتوجه إلى هذا الاحتمال". وشدّد قائلا "لم يحن الوقت للحديث عن حالة الجفاف ولازلنا نأمل في تساقط أكبر للأمطار في الأيام المقبلة"، معترفا في نفس الوقت أن الجزائر أمام "وضعية ندرة مياه فعلية".
وذكر الوزير بأن نسبة امتلاء السدود حاليا تعادل 67 في المائة مع نسب متفاوتة من سد إلى آخر، مشيرا إلى أن سدي بني هارون (ميلة) وبوغرارة (تلمسان) وصلا إلى الامتلاء التام. وفي رده على سؤال حول ما تناولته وسائل إعلام حول تقليص مدة تموين سكان ولاية تيزي وزو بالمياه الصالحة للشرب، نفى نوري هذا الأمر في الوقت الحالي قائلا "لحد الساعة لم نفكّر في تقليص مدة تموين المواطنين بالمياه الصالحة للشرب". وأوضح أنه تقرر توجيه مياه سد تاقصبت (تيزي وزو) - الذي كان مخصصا لتموين تيزي وزو والجزائر العاصمة- لتموين هذه الولاية فقط، حيث يعد موردها الوحيد وذلك نظرا لحجم المخزون الموجود فيه.
وسيتم تعويض مياه سد تاقصبت التي كانت توجه إلى الجزائر العاصمة بمياه سد كدية أسردون حسب توضيحات الوزير، الذي أشار أيضا إلى أن ولاية الجزائر تشهد هي الأخرى عجزا في المياه بسبب نقص منسوب سد بورومي (تيبازة). ولتغطية هذا العجز تقرر وقف سقي الأراضي الفلاحية من سد بورومي الذي يبلغ منسوبه حاليا 30 مليون متر مكعب وتوجيهها لتموين الجزائر العاصمة وولاية البليدة بالمياه الصالحة للشرب فقط. كما أشار السيد نوري إلى عدة مشاريع لتجنيد المياه الجوفية لتموين هذه الولاية.
17 سدا يحتاج إلى إعادة التأهيل
ومن جهة أخرى، كشف السيد نوري أن 17 سدا من مجموع 75 سدا حيز الاستغلال يحتاج إلى إعادة التأهيل لضمان أمن هذه المنشآت وديمومتها، وأن 15 سدا تجاوز سنها خمسون عاما (متوسط عمر السدود)، فيما تجاوز عمر سدين آخرين المائة سنة وهو ما يتطلب الشروع في عمليات لإعادة تأهيلها. وتعاني أغلب السدود الجزائرية - حسب توضيحات الوزير- من التوحل وتراكم الطمي الذي يقلص من سعتها نتيجة انجراف التربة من المنحدرات لقلة الغطاء النباتي. وشرعت الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات في القيام بـ 10 دراسات لتعزيز 10 سدود سينتج عنها مخططات عمل وإجراءات لصيانة هذه المنشآت وضمان استمراريتها وديمومتها حسبما أوضحه المدير العام للوكالة، أرزقي براقي.
وأشار السيد براقي إلى أن تكلفة صيانة السد الواحد تعادل حوالي 2 بالمائة من تكلفة الاستثمار. وبالإضافة إلى عمليات الصيانة، من المقرر أن يتم تجديد المعدات الميكانيكية لـ 19 سدا بتكلفة تتجاوز 4 مليار دولار حسب المسؤول. وفي هذا الخصوص، شدد وزير الموارد المائية والبيئة على ضرورة المراقبة والفحص اليومي لهذه المنشآت التي تتأثر كثيرا بالعوامل الطبيعية. وتحوز الجزائر على 75 سدا مستغلا بسعة إجمالية قدرها 7 مليار متر مكعب، فيما ينتظر تسليم 9 سدود أخرى قريبا. وتم تسجيل 23 سدا جديدا للخماسي المقبل لرفع سعة تخزين المياه في البلاد التي تعاني في الفترة الأخيرة من نقص كميات تساقط الأمطار.