نشرف على إنجاز مسافات تفوق مرتين الطريق السيار شرق - غرب

فريدي: حلمي تجسيد القطار السريع

فريدي: حلمي تجسيد القطار السريع
  • القراءات: 2953
جميلة. أ جميلة. أ

أطلقت وكالة "أنسريف" 44 مشروعا هاما، موزعا عبر 8 محاور استراتيجية منتشرة بين الشمال والجنوب إلى الشرق والغرب، مرورا بمنطقة الهضاب العليا، وتشرف مديريات الوكالة على إنجاز 2300 كلم من خطوط السكة الحديدية وهو ما يعادل مرتين طول الطريق السيار شرق –غرب، ويتجاوز طول المشروع الواحد الـ100 كلم، حسب مدير الوكالة، الذي أكد أن المشاريع المسجلة تسير بوتيرة جيدة، مفصحا لـ"المساء" عن حلمه في تجسيد القطار السريع بقوة 220 كلم والذي بلغت نسبة إنجازه الـ70 بالمائة على أن يسلّم نهاية 2017.. وسيصبح القطار السريع عنوانا آخر للعصرنة والتطور الزمني الذي يحسب على فريدي والوكالة.

لم يخف المدير العام للوكالة للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية رغبته القوية في استكمال إنجاز مشروع القطار السريع والذي يشكل أكبر تحد لـ"انسريف". وقال المتحدث إنه يرغب في أن يركب المواطن قطارا بسرعة 220 كلم ويصل إلى وهران في ساعتين من الزمن .. السيد فريدي وانطلاقا من مهامه السابقة على رأس المديرية الجهوية للسكك الحديدية، يرى أن المشروع سيعيد الثقة للمواطن في القطار الذي كان ولا يزال أفضل وسيلة بل والأسرع في الوقت الحالي إلا أنها تفتقر الى بعض العناصر كالأمن والراحة والنظافة واحترام المواعيد والخدمات الراقية داخل القطار...وتدخل هذه العناصر في إطار الخدمة العمومية التي يجب أن ترقى إلى مقام المواطن الجزائري .. ونفس الشيء بالنسبة لنقل البضائع الذي يتطلب مهنية واحترافية أكبر من خلال ضمان توصيل البضائع بأمانة وبحذر. والتزم المسؤول بتحسين ما هو موجود حاليا في محاولة لكسب المواطن وبعث الثقة لديه وجلبه بطريقة آلية خاصة في مثل هذا الوضع الذي يتميز باختناق الطرقات وازدحامها.

القطار السريع سيكون مفخرة "انسريف" والجزائر كلها، ليس فقط من حيث سرعته التي حددت بـ220 كلم بل أيضا بمنشاته الفنية الكبرى التي بلغ عددها 50 منشاة من مجمل 131 منشأة فنية يتضمنها مشروع القطار السريع، منها ما حاز على صفة الأكبر في العالم على غرار جسر وادي تليلات بطول 1.800 كلم .. ووصلت الأشغال بالمشروع نسبة متقدمة بلغت الـ70 بالمائة خاصة على مستوى المحور الرابط بين وادي تليلات وتلمسان، حيث تم الانتهاء من إنشاء أغلب المنشآت الفنية ويجري حاليا وضع السكك على الطريق.

وانطلاقا من هذه النسبة المتقدمة في الانجاز، تلتزم الوكالة بتسليم المشروع في آجاله المحددة لنهاية العام القادم 2017 علما أن الأشغال أوكلت لشركة إنجاز إيطالية بمرافقة إطارات ومهندسين جزائريين. حاليا تم الانتهاء من أكبر المنشآت من جسور وأنفاق .. ويتوقع أن يمتد المشروع إلى العاصمة. القطار الذي يربط وهران بتلمسان وصولا إلى الحدود المغربية سيمتد إلى العاصمة ومنها إلى ولايات الشرق نحو الهضاب العليا على طول 750 كلم من تبسة إلى المسيلة.

حلم السيد فريدي في تجسيد القطار السريع ما هو إلا جزء من حلم الرجل الاول في البلاد، السيد عبد العزيز بوتفليقة، في ربط المغرب العربي من الحدود التونسية إلى الحدود المغربية بخط شمالي يربط كل المدن الكبرى والموانئ، وتشيرالأرقام إلى الشروع منذ سنة 2000 في تحديث خطوط السكة الحديدية المتوارثة منذ العهد الاستعماري مع السعي في بلوغ شبكة حديدية تربط ما بين جميع ولايات الوطن من الشمال إلى الهضاب العليا إلى الجنوب بطول 12 ألف و500 كلم، وهو ما يصب في أجندة تحقيق محاور كبرى سطرتها الحكومة الجزائرية ضمن برنامج رئيس  الجمهورية.

السكك المنجمية في عهد الجزائر المستقلة أعيد تحويلها الى مشاريع متطلعة نحو التحديث في الإنجاز، ومع مطلع 2000 تم إحداث قفزة نوعية بإنشاء خطوط حديثة وعصرية وتجهيزها بأحدث الأنظمة العصرية. ليرتكز الرهان سنة 2007 على مضاعفة قدرات الانجاز التي مكنت منذ 2008 إلى يومنا هذا من تمديد طول شبكات السكك الحديدية التي انتقلت من 1700 كلم إلى 4000 كلم في انتظار أن يبلغ طولها 6300 كلم بعد استكمال تنفيذ 22 مشروعا قيد الانجاز على مسافة 2300 كلم منها مشروع عنابة رمضان جمال على مسافة 96 كلم ومشروع وادي تليلات تلمسان على مسافة 130 كلم ومشروع خميس العفرون بمسافة 56 كلم. 

الدور الكبير والفعال للوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية، بدا واضحا وهي التي جعلت من إنشاء الخط الحديدي للهضاب العليا على مسافة 1162 كلم موازيا للخط الشمالي ويعبر معظم ولايات الهضاب العليا باعتبار الأخير همزة وصل بين الشرق والغرب من خلال فك العزلة عن المناطق النائية، والشطر الأول منه مستغل ويمتد من تبسة إلى المسيلة على مسافة 412 كلم في انتظار استكمال أشغاله التي تعرف تقدما في الانجاز.. أما الشطر الثاني الممتد من المسيلة شرقا إلى مولاي بسيدي بلعباس غربا على طول 750 كلم فهو قيد الإنجاز، ومن الناحية الغربية دخل خط وهران بشار بطول 574 كلم حيز الخدمة منذ 2010 بمقاييس عالمية متطورة.

ومن الشرق الجزائري وعلى طول 388 كلم الخط الجديد المنجمي الذي يمثل رابطا حيويا نظرا لأهميته في استغلال المناجم المتواجدة بالمنطقة، لتنطلق أشغال عصرنته وكذا كهربته. وستنطلق قريبا أشغال تثنيته وتمديده إلى الوادي على مسافة 200 كلم.. وإلى العمق الصحراوي تتفرع شبكة السكة الحديدية بالجزائر، بإنجازات ومشاريع محل دراسة لفك العزلة وتقريب الحركة التجارية في هذه المناطق من الجنوب، إذ يربط خط تقرت جبل العمق مثلما هو الحال بين بسكرة وولاية الوادي. وهو الدور أيضا على الجهة الجنوبية الشرقية الممتد من البليدة شمالا إلى حاسي مسعود جنوبا في انتظار استكماله نحو تقرت.. وفي الأفق مشاريع أخرى قيد الدراسة تتعلق بالحركة الجنوبية الغربية من غرداية إلى بشار مرورا بالمنيعة وتيميمون وأدرار وبني عباس وعبادلة على مسافة 1500 كلم وكذا من بشار إلى تندوف.