تقنية جديدة خطفت الأضواء خلال المعارض

الحرفية حميدة بن زيان تبدع في النقش على السيراميك

الحرفية حميدة بن زيان تبدع في النقش على السيراميك
  • القراءات: 780
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تبدع الحرفية حميدة بن زيان في النقش على السيراميك بتقنية جديدة أذهلت بها زوار معرض الصناعة التقليدية الذي احتضنه مركز فنون وثقافة مؤخرا، وأثارت قطعها عشاق ألوان الباستيل الهادئة التي تتمتع بنعومة وأنوثة تعكس شخصيتها الهادئة. ورغم حداثتها في مجال الإبداع اليدوي، إلا أن الحرفية في ظرف قصير نجحت في البروز وسط كبار المختصين في السيراميك، لفت وجودها في صالونات الصناعة التقليدية، نظر كل عاشق للجمال الحرفي، تميزت بتحفها الفنية المتمثلة في طاجين التزيين وعلب حمل المجوهرات، وبعض صحون التزيين التي تحمل رسومات مستوحاة من الطبيعة.

ويتميز عمل الحرفية حميدة بلمستها الشخصية التي تتمثل في إعادة تكرار زهرة "القرنفل" التي تحملها مختلف قطعها، حيث قالت "إن زهرة القرنفل من أروع الأزهار التي أوصفها بالسحرية، فهي تزيد جمالا فريدا في الديكور، وشكلها يتميز بالنعومة، وهي زهرة تعكس جانبا من إرثنا الثقافي المجتمعي، فقد كان أجدادنا قديما يعشقون هذه الزهرة التي كانت متوفرة في الجزائر لدرجة أنهم كان يعيدون رسمها على مداخل مختلف المنازل، ولا تزال إلى يومنا هذا بعض الشواهد التي تحملها في مدينة القصبة العتيقة، والمحافظة على إبراز هذه النبتة في القطع الفنية هو محافظة على موروث ثقافي قديم مهدد بالزوال.

ثمنت الحرفية تنظيم مثل هذا النوع من المعارض في الصناعة التقليدية، فهي ليست فرصة فقط لخلق مساحة ترويجية للمنتج المحلي، وإنما لتقريب المواطن من المنتجات اليدوية الأصيلة التي تعرفه بصفة أو بأخرى عن تاريخه، فمن خلال تلك القطع سواء في الخشب، السيراميك، الجلد، أو غيرها، حرفي أو حرفية تروي قصة عتيقة مرتبطة بجذور أجدادنا، عاداتهم وتقاليدهم الأصيلة، فضلا على خلق فرصة للحرفيين ومساعدتهم على تطوير مهاراتهم الحرفية من خلال تبادل الخبرات واكتشاف تقنيات جديدة واستلهام أفكار جديدة كذلك.

بداية الحرفية مع هذه الحرفة كانت بعد تكوينها المكثف في الحرفة التي تلقتها خلال دورات تكوينية على أيادي مختصين، تلقت منهم أسرار الحرفة وفي ظرف بسيط انطلقت بمفردها في عالمها الخاص تبدع وتنافس باقي الحرفيين، وقالت؛ لا أزال أسعى إلى تطوير حرفتي من خلال الممارسة واكتساب الخبرة من نحاتين التقتهم خلال فترات متباينة واحتكت معهم خلال المعارض الوطنية. وأضافت المتحدثة أنها تتمنى أن تساهم في تدريب شباب وهواة هذه الحرفة، مستقبلا، حتى تحافظ على وجودها، نظرا لاعتزازها الشديد بها وغيرتها للتعريف بالمنتج المحلي ذات الجودة العالية.

وعن الصعوبات التي تواجهها، قالت "أعاني من عدم امتلاكي لورشة خاصة أعمل بها، فذلك كفيل بمساعدتي على الإبداعي وتطوير حرفتي، فضلا على عدم قدرتي على عرض منتجاتي بشكل دائم، ورغم اعتماد العديد من الحرفيين على العمل داخل بيوتهم، إلا أن ذلك غير عملي، بسبب ضيق المساحات ومحاولة التوفيق بين الحياة الأسرية والحرفة التي تتطلب غالبا تركيزا كبيرا، كما عبرت من خلال حديثها عن شكرها لغرفة الصناعة التقليدية التي أتاحت لها للمرة الثانية فرصة المشاركة في معرض وطني للفعاليات الحرفية المفتوح على الجمهور، فذلك فعال في تشجيع الحرفي على تطوير منتجاته التقليدية.