بعد حيي الرملي والمالحة بجسر قسنطينة
ترحيل 1800 عائلة من قرية الشوك و" كازنوس" قبل نهاية مارس
- 2422
كشف رئيس بلدية جسر قسنطينة، عز الدين بوغرة لـ "المساء"، أن عملية الترحيل الـ21 التي تنطلق في الأسبوع الثالث من شهر مارس القادم، ستمس حوالي 1800 عائلة تقطن بموقعين للبيوت القصدرية، ويتعلق الأمر بحيي "كازنوس" وقرية الشوك اللذين يعيش سكانهما منذ سنوات ظروفا صعبة وجد قاسية. وفي هذا الصدد، أوضح محدثنا، أن ولاية الجزائر قررت ترحيل العدد المذكور من العائلات القاطنة بالقصدير، في إطار المرحلة القادمة من عملية إعادة الإسكان التي مست آلاف العائلات لحد الآن، وذلك بالنظر إلى الظروف الصعبة التي يعيش فيها هؤلاء وتقليص عدد الأحياء القصديرية بهذه البلدية، التي كانت تحوز على أكبر عدد من البيوت الهشة الموزعة على 19موقعا، ما جعلها تغرق في المشاكل وصعوبة تحقيق التنمية بها.
ويأتي اختيار الموقعين المذكورين، في إطار سعي ولاية الجزائر لمنح سكن لائقا للعائلات، التي تعيش ظروفا جد متدنية داخل بيوت قصديرية، واسترجاع العقارات التي تم الاستحواذ عليها واستغلالها في مشاريع ذات منفعة عامة، وذلك بعد تحرير مساحات هامة من ترحيل أكبر حيين قصديريين بها، هما حيي الرملي والمالحة، الذي مكّن لوحده من استرجاع حوالي 16 هكتارا، جزء منها يخصص لإنجاز سوق بالمنطقة التي عرفت توسعا عمرانيا كبيرا في السنوات الأخيرة بعد إنجاز سكنات اجتماعية وأخرى تابعة لوكالة تطوير السكن وتحسينه "عدل".
ورغم مساعي سلطات ولاية الجزائر في القضاء على أكبر عدد من الأحياء القصديرية بهذه البلدية، من خلال ترحيل آلاف العائلات لحد الآن، إلا أن جسر قسنطينة ما زال يضم مواقع أخرى للقصدير، مثلما أوضح رئيسها، منها أحياء الوئام، بريمونتي، ديار الخدمة، مقنوش وواد الكرمة، غير أن موقع "ب2" الذي تقطنه حوالي 62 عائلة بجوار مقر بلدية جسر قسنطينة، هو الذي يشكل نقطة سوداء بالنسبة للحي وللبلدية بصفة عامة، حيث سبق أن أسال الكثير من الحبر، بالنظر إلى مكان تواجده وتجرؤ هذه العائلات على تشييد بيوت قصديرية وخيم بالقرب من مقر البلدية وعلى بعد أمتار من مكتب رئيس البلدية والمنتخبين المحليين.
ولعل تهاون هؤلاء الذين تعاقبوا على تسيير شؤون البلدية وتغاضيهم عن وضع حد لهذا النزوح، هو الذي سمح بوجود 19 موقعا للبيوت القصديرية، يستفيد أصحابها من سكنات لائقة، باستثناء أولئك الذين سيتم إقصاؤهم من قبل اللجنة الولائية التي تقوم بالتحقيق والتدقيق لتجنب الاستفادة غير المستحقة، مثلما حدث مع سكان الرملي وحي المالحة الذي ينتظر سكانه الإعلان عن نتائج الطعون في الأيام القليلة المقبلة. يذكر أن عملية الترحيل الـ21 ستشمل أكثر من 4000 عائلة، منها 1600عائلة تقطن بوادي الحميز وحوالي 1800 عائلة ببلدية جسر قسنطينة، وعدد آخر موزع على عدة بلديات بالعاصمة، والتي سيكشف عن تفاصيلها والي ولاية الجزائر، عبد القادر زوخ في الأيام القليلة المقبلة.