بان كي مون أول أمين عام أممي يزور الأراضي الصحراوية المحرّرة:

"أتيت لأقف شاهدا على إحدى المآسي الإنسانية المنسية"

"أتيت لأقف شاهدا على إحدى المآسي الإنسانية المنسية"
  • 1167
مبعوث "المساء" الى مخيمات اللاجئين الصحراويين: رشيد كعبوب مبعوث "المساء" الى مخيمات اللاجئين الصحراويين: رشيد كعبوب

اعترف الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كيمون أن وضعية الشعب الصحراوي صارت لا تطاق فعلا، وأن زيارته للمخيمات والأراضي المحررة هدفها الاطلاع بأم عينه على الأمور والأحوال، وأبدى تأثره الكبير بحفاوة الاستقبال التي لمسها لدى سكان مخيم السمارة بتندوف، أمس، رغم قساوة الوضعية التي يعيشونها، قائلا إنه ما أحزنه فعلا هو حالة الغضب التي لاحظها لدى العدد الهائل ممن خرجوا للترحيب به. وقال بان كيمون في ندوة صحفية عقدها بمقر إقامة الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز بالرابوني، إن ما أحزنه فعلا هو الغضب لدى الكثيرين من أفراد هذا الشعب الذي أمضى أربعين عاما يعيش في ظروف صعبة للغاية، ويشعرون أن العالم قد نسيهم ونسي قضيتهم، وهذا أمر مفهوم، قائلا إنه تعهد للشباب بأن الأمم المتحدة سوف تعمل بشكل أكثر لتستأنف الحوار وتعمل على تحسين وضعية اللاجئين، معترفا أن الوضعية الإنسانية حرجة جدا، وأن هناك حاجة ماسة لتوفير ظروف التعليم والصحة والمياه والصرف الصحي ومصادر الرزق.

وذكر بان كيمون بخصوص الوضع الحالي لقضية الصحراء الغربية، لم يحرز أي تقدم حقيقي في التوصل إلى حل، يكون كما اسماه"دائما وعادلا ومقبولا لدى الطرفين، واستطرد أن الحل وفق ما يقتضيه الحال هو"تقرير المصير، الأمر الذي طالب به مجلس الأمن منذ 2004. وحدد بان كيمون، أربعة أهداف من زيارته إلى مخيمات اللاجئين، الأول "تقييم الأمور والاطلاع عليها شخصيا"، وهنا تعهد بالمساهمة لحل سريع للقضية التي عمرت لأزيد من أربعين سنة، والهدف الثاني بحسب المتحدث "زيارة بعثة المينورسو بالأراضي المحررة، للوقوف على عمل الفريق القائم على تطبيق اتفاق السلم، وورشة إزالة الألغام"، وثالث الأهداف يتابع"أن أقف شاهدا على إحدى الماسي الإنسانية المنسية في عصرنا هذا" وفي تعبيره، وكان الهدف الرابع ذو طبيعة أمنية محضة. من جهة أخرى، أكد بان كيمون، انه سيحث المجتمع الدولي والدولة المانحة، ليرفعوا حجم المساعدات المقدمة للشعب الصحراوي المنسي، وتوفير كل مكونات الحياة الأساسية"، مشيرا في هذا الصدد انه سيعقد مؤتمرا في اسطنبول، شهر ماي المقبل، تحت مسمى "المؤتمر الإنساني" هو الأول من نوعه في تاريخ الأمم المتحدة، وسيخصص للهيئات المانحة، وكيفية العناية باللاجئين في مختلف أصقاع العالم، وبحسب بان كيمون سيكون المؤتمر فرصة" لتسوية وضعية من شردوا طويلا من اللاجئين كما نلاحظه".

وأثنى ضيف الصحراويين، على إيمان الشعب الصحراوي بمبادئ الأمم المتحدة، والتزامها بالقوانين الدولية، داعيا الى عقد العزم على تسوية النزاع خدمة لتحقيق مستقبل أفضل للشعب الصحراوي. للإشارة، وجد بان كيمون، أمس، بمخيم السمارة للاجئين، آلاف المواطنين الصحراويين في استقباله، وقبلهم العشرات من جنود الجمهورية الصحراوية، الذي أدوا له التحية العسكرية، بعدما نزل من طائرات الهيليكوبتر، واختلطت هتافات المستقبلين، بين مرحبين بالضيف، شاكرين له هذا المسعى الطيب، وبين ناقمين أولا على الوضعية المأساوية التي عمرت لأزيد من أربعين سنة، وسكوت المجتمع الدولي عن جرائم المخزن المغربي في حق الصحراويين العزل، آخرها الجريمة النكراء التي ارتكبها العسكر المغربي، في حق مواطن صحراوي كان يرعى غنمه قرب جدار العار، حيث طالبت عائلته بإجراء تحقيق لكشف ملابسات الجريمة، وتحويل الجناة على القضاة ليناول جزاءهم العادل.