الفريق قايد صالح يقوم بزيارة تفتيشية لقيادة الحرس الجمهوري ويؤكّد:
الجيش بالمرصاد لمن تسوّل له نفسه المساس بأمن وسيادة الجزائر
- 1594
جدّد نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح خلال زيارته أمس إلى قيادة الحرس الجمهوري، حرص الجيش الوطني الشعبي على تأدية مهامه الدستورية المتمثّلة في تأمين سيادة الجزائر وحفظ استقلالها الوطني وترسيخ مرتكزات استقرارها والمحافظة على راحة مواطنيها في كافة الظروف والأحوال، مبرزا ضرورة تمسّك الأجيال بالرصيد التاريخي للشعب الجزائري حتى يتسنّى لها مواصلة درب الأسلاف بعزيمة وإصرار. وتابع نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، خلال هذه الزيارة التي تندرج في إطار مواصلة الزيارات التفتيشية والعملية إلى مختلف هياكل الجيش الوطني الشعبي، عرضا شاملا حول هذا السلك النخبوي، وذلك بمقر الفوج الأول للتشريفات حيث كان مرفوقا بالفريق بن علي بن علي قائد الحرس الجمهوري.
كما أشرف بالمناسبة على مراسم تسمية ثكنة هذا الفوج باسم الشهيد علي معاشي، "وفاء لتضحيات شهدائنا الأبرار"، قبل متابعته لعرض موسيقي عن المسار التاريخي لهذا الشهيد البطل قدمته الفرقة السمفونية للحرس الجمهوري. كما طاف ببعض المرافق البيداغوجية للفوج على غرار مقلد السياقة للعربة (فوشس-2). والتقى الفريق قايد صالح بإطارات وأفراد الحرس الجمهوري، حيث ألقى كلمة توجيهية جدد فيها التذكير بأهمية هذا اللقاء الذي يأتي في سياق "العناية الشديدة التي توليها القيادة العليا للتكوين والتدريب والتحضير القتالي في القوات المسلحة، والجهود الحثيثة المبذولة في إطار الرفع المطرد لمهارات وكفاءات العنصر البشري". وقال في هذا الصدد "إن تأمين سيادة الجزائر وحفظ استقلالها الوطني وترسيخ مرتكزات استقرارها والمحافظة على راحة مواطنيها، هي صلب المهام الدستورية المخولة للجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، الذي يحرص كثيرا في ظل قيادة فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على أدائها في كافة الظروف والأحوال".
وأكد في نفس السياق أن "هذا الحرص المخلص الذي تعكسه فعليا الجهود الجبارة والمتفانية والمتواصلة التي مافتئت تبذل بعناية وعقلانية، في إطار الرفع المطرد لمهارات وكفاءات العنصر البشري بمختلف فئاته وتمكينه من التحكم العالي في ميكانيزمات التطوير والتحديث للقدرات القتالية، بما يتوافق وضمان ديمومة تثبيت دعائم حفظ حدودنا الوطنية وردع كل من تسول له نفسه المساس بسيادة بلادنا والإضرار باستتباب أمنها واقتصادها الوطني".وجدد الفريق قايد صالح التأكيد على ضرورة "تمسك الأجيال دوما بالرصيد التاريخي لشعبنا حتى يتسنى لها مواصلة درب الأسلاف الميامين بعزيمة وإصرار"، مبرزا في هذا الإطار أن "أبلغ وأعمق هذه الدروس التي يتعين أن تبقى عالقة في الأذهان وراسخة في الذاكرة الفردية والجماعية للأجيال الشابة، هي عدم نسيان ما عاناه الجزائريون طيلة الحقبة الاستعمارية المريرة من أبشع أنواع الهمجية وما عايشوه من أفظع المعاملات العنصرية وشتى الإهانات اللاإنسانية..".
وتابع في نفس السياق أن "محاولات العدو باءت بالفشل الذريع، لأن يقين الشعب الجزائري كان ثابتا وإرادته كانت مستلهمة من إرادة الله، متسائلا في نفس السياق "كيف لمثل هذه الإرادة أن تُغلب ولمثل هذا اليقين أن يستكين، وكيف لمن قدم الملايين من الشهداء قربانا لحريته وانعتاقه وجعل من أرضه المديدة متحفا تشهد فيه الجغرافيا على ما حدث عبر التاريخ وتروي قصص معاناة، لكنها أيضا تروي ملاحم بطولية مثيرة للاعتزاز والفخر".وخلص نائب وزير الدفاع الوطني إلى القول "ذلكم هو الرصيد التاريخي للجزائر الذي ينبغي أن تسمو به الهمم وتتقوى بفضله العزائم وتتوحد الصفوف والجهود ويبقى دوما قصصا تروى ودروسا تستقى وعبرا يستفاد من معانيها ومغازيها".
كما ذكر رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالجهود التي بذلت، وفقا للمخطط التطوري، من أجل تحديث وعصرنة الحرس الجمهوري وذلك من خلال تكوين وتأهيل العنصر البشري الكفء وتوفير كافة المرافق الضرورية التي تسمح بالعمل المريح والمثمر وتهيئ المحيط المعيشي الكريم والمناسب لهذا السلك النخبوي". وأوضح في هذا السياق "لقد قطع سلك الحرس الجمهوري في السنوات القليلة الماضية، وفقا للمخطط الخاص بتطويره، أشواطا بعيدة وحقق نتائج معتبرة على أكثر من صعيد، ساهمت كلها في وضعه على الطريق الصائب ومكنته من كسب كافة متطلبات العمل المثمر والأداء الإيجابي لمهامه النبيلة المنوطة به، وهي نتائج ما كان لها أن تتحقق لولا الرعاية التي أوليناها لهذا السلك النخبوي".
واستطرد قائلا إن "هذه الرعاية التي تجلت معالمها الأساسية في التركيز على توفير عوامل وموجبات تطويره وتحديثه والرفع من جاهزيته، بصفة تنسجم تماما مع حساسية وحيوية مهامه وتتوافق مع الرغبة الشديدة التي تتملكنا في جعل الحرس الجمهوري لدينا وحدة نموذجية يقتدى بها على جميع الأصعدة، تدريبا وانضباطا ومظهرا ومردودية مهنية، بما يسمح لنا بالارتقاء بمستواه إلى مصاف النخبة التي يليق عملها بنبل المهام المنوطة بها والسمو إلى مراتب الصفوة التي تتشرف بالعمل على مستوى رئاسة الجمهورية، ويكفل القيام بالمهام الثقيلة والحساسة المتمثلة أساسا، وفقا للمرسوم الرئاسي، في ضمان حراسة الأماكن التابعة مباشرة لرئاسة الجمهورية وحمايتها والدفاع عنها، وضمان تنفيذ خدمات المراقبة وتشريف رئيس الجمهورية، بالإضافة إلى المشاركة في المراسم الرسمية التي يحضرها رئيس الجمهورية". وفي ختام الزيارة، كرّم الفريق قايد صالح بالمناسبة عائلة الشهيد علي معاشي الذي سميت باسمه ثكنة الفوج الأول للتشريفات.