بعد انتشار الوعي الصحي وسط المجتمع
الرياضة والأكل الصحي عاملان أساسيان لمحاربة البدانة

- 785

أوضحت السيدة علجية لدرع، مدربة رياضية، أن أحسن وسيلة لخسارة الوزن لا تتم بالحمية فقط، وإنما لابد من إرفاقها بنشاطات رياضية، وأشارت إلى أن النساء بتن اليوم أكثر وعيا بالمخاطر الصحية للبدانة، مما يجعل البعض منهن يتجهن نحو القاعات الرياضية والنوادي لمحاربتها تخوفا من الانعكاسات السلبية لها على الصحة. انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من صالات ونوادي الرياضة التي تتوافد عليها النساء يوميا لمتابعة نشاطات رياضية بانتظام، ولعل ذلك الوعي الصحي الذي تعرفه النساء في الآونة الأخيرة جعلهن يدخلن في رحلة بحث عن الصالات الرياضية التي توفر أفضل البرامج لمنتسبيها من أنشطة رياضية وترفيهية واسترخاء. وأوضحت المتحدثة في هذا الخصوص أن البدانة تسبب مضايقات عديدة للفتيات والنساء اللواتي يعانين منها، ففي بعض الأحيان يصبح الوزن الزائد مبالغ فيه، ويؤثر سلبيا على نفسية الفتيات والنساء اللواتي يشتكين من البدانة، فتقل نسبة ثقتهن في أنفسهن.
تعتقد علجية أن هذه المشكلة تتزايد بشكل كبير وهائل في الآونة الأخيرة تماما لعدة عوامل، وعلى رأسها الأكلات السريعة، وقلة النشاط الذي يجعل الجسم في خمول كامل، لا يحرق الدهون التي تم تراكمها داخله. وأشارت المتحدثة إلى أن الرياضة بأنواعها فعالة في تحفيز الجسم على إنقاص الوزن، إلا أن ذلك غير كاف، إذ لابد من تبني قاعدة أن الأكل غير الصحي هو عدو الرشاقة، كما أن العامل النفسي فعال في مساعدة المرأة على الانطلاق في النشاطات الرياضية بشكل منتظم، حيث قالت: "قبل البدء في متابعة نشاط رياضي لابد على المرأة أن تضع خطة منهجية مفادها الدخول في روتين جديد غير ممل، ألا وهو الرياضة المنتظمة، ويكون ذلك بتحديد أهداف رئيسية أولها خسارة الوزن، ولابد أن تكون الانطلاقة بنشاط رياضي بسيط كالمشي، ثم الهرولة، تليها بعض التمارين البسيطة، ليتم بعدها اختيار النشاط الأكثر فعالية ومتابعته بشكل دوري، كمرتين في الأسبوع أو ثلاثة مرات، مثل السباحة، أو "الآيروبيك" أو رياضات إيقاعية، ويتم اختيار الرياضة المناسبة حسب الهدف المحدد والبنية الجسدية لكل امرأة.
من جهة أخرى، أوضحت المدربة الرياضية أن الرياضة لا تقتصر على الأشخاص الذين يعانون من البدانة لأنها أساسية وضرورية في حياة الأشخاص وذوي الأجسام النحيفة، أو ما يعرف بالنحافة المبالغ فيها، لأن الرياضة تساهم في زيادة الشهية على المأكولات، بالتالي ستصبح كمية السعرات الحرارية المتناولة في اليوم أكبر، مما يؤدي إلى زيادة في الوزن. فالنشاطات الرياضية تلعب دورين مهمين لكليهما، فهي أولا تقوي العضلات الموجودة في الجسم وتجعل زيادة الوزن تتركز في العضلات بدلا من زيادة الدهون في الجسم، من جهة أخرى، تحرق ذلك الفائض من الدهون المتراكمة في جهة معينة من الجسم. وللإشارة، تختلف الرياضة باختلاف الغرض سواء بهدف التنحيف أو للقضاء على النحافة. وشددت المتحدثة على أن بعض النساء يفتقدن لثقافة التمارين الرياضية، ويجعلنها في آخر قائمة أولوياتهم، خصوصا بالنسبة للمتقدمات في السن، حيث يعتقدن أنه فات الأوان بالنسبة لهن وأن الرياضة مخصصة لصغيرات السن والرجال، إلا أن
ذلك الاعتقاد خاطئ، فكبيرات السن هن الأكثر حاجة للتمارين الرياضية من أجل الوقاية من عدة مشاكل صحية مرتبطة أساسا بهشاشة العظام والقلب. والجدير بالذكر ـ قالت المتحدثة ـ أنه رغم أن ممارسة الرياضة تلعب دورا هاما في الوقاية من الأمراض، مثل السكري وأمراض القلب والخرف، فإن تأثيرها في خفض السمنة محدود، لاسيما إذا أُرفقت النشاطات الرياضية بروتين غذائي غير صحي، مع الاعتقاد بأن السعرات الحرارية المكتسبة من تلك الأنواع من المأكولات سوف يتم حرقها بعد بضعة تمارين رياضية، فذا معتقد خاطئ ومضر بالصحة، فالسكر الزائد والكربوهيدارت تلعب دورا أساسيا في السمنة، وأشارت إلى أن بعض الشركات المروجة لمنتجاتها غير الصحية، اعتقادا بأن ممارسة الرياضة يمكن أن تبطل التأثيرات الناتجة عن تناول الطعام غير الصحي، غير صحيحة.