مولودية وهران ـ اسبورتينغ غانوا الإيفواري

التألق قاريا عبر البوابة الإيفوارية

التألق قاريا عبر البوابة الإيفوارية
  • القراءات: 1139
سعيد. م سعيد. م

  تعود مولودية وهران إلى الأجواء الكروية الإفريقية بعد غياب دام سنة، وهذه المرة من البوابة الإيفوارية وأمام نادي اسبورتينغ غانوا الذي تستضيفه أمسية اليوم بملعب أحمد زبانة، برسم الدور الثاني من كأس الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم. وتأمل المولودية أن تكون هذه العودة تشريفا مثاليا للكرة الجزائرية، وكذلك إعلانا قويا على نفسها في المنافسات الإفريقية، التي كانت بصمت على نهائي فيها، وذلك عام 1989 وخسرته بسذاجة أمام الجار المغربي نادي الرجاء البيضاوي، ومدربه الجزائري وقتذاك رابح سعدان، وبملعب زبانة نفسه.

ومنذ التعرف على المنافس الإفريقي ضبط الطاقم الفني لمولودية وهران بقيادة المدرب فؤاد بوعلي، برنامجا تحضيريا مواتيا لأهمية المنافسة، واستغل "الداربي" ضد جمعية وهران للرفع من جاهزية مجموعته من كافة النواحي، خاصة البدنية منها؛ على اعتبار قوة الفرق الإفريقية على هذا الصعيد، وكانت تلك المقابلة مؤشرا إيجابيا لديه، خاصة أن الأنصار خرجوا راضين عن أداء زملاء براجة، وزاد اطمئنان الطاقم الفني لما فرغت العيادة، وعاد المصابان المتألق العقبي وكمال العربي ليتوفر كامل التعداد، وتتعدد الخيارات لدى المدرب بوعلي، غير أنه ـ وهو المتوقع ـ سيلجأ للاعبين الذين يكسبون خبرة إفريقية سابقة للدفع بالمولودية باتجاه الانتصار، وكسب الجولة الأولى من هذه المواجهة بفارق أهداف مريح؛ احتياطا من لقاء العودة الذي يُنتظر أن تواجه فيه المولودية عدة خصوم، كالحرارة العالية والرطوبة وأرضية الميدان وضغط الجماهير الإيفوارية، فضلا عن حماس المنافس غانوا باستثناء عامل واحد استفاد منه "الحمراوة"، وهو إجراء مباراة العودة بالعاصمة أبيدجان عوض مقاطعة غانوا، ما يسمح لهم باقتصاد مجهوداتهم وتوظيفها فوق المستطيل الأخضر، وهو رأي وافق عليه المدرب بوعلي حينما قال: "لا بد لنا من كسب لقاء يوم السبت بحصة مريح، والحفاظ على عذرية شباكنا في ذات الوقت إن أردنا التأهل للدور القادم من منافسة "الكاف"، تفاديا لعراقيل قد تعترضنا في لقاء الإياب، لذلك تحدثت إلى أشبالي وطلبت منهم التحلي بالوعي الكامل من أجل تشريف الكرة الجزائرية. صحيح أن المعنويات مرتفعة، لكني حذرتهم من الوقوع في فخ الغرور بعد كسب "الداربي".

أما عن منافسه نادي غانوا الإيفواري فرد بوعلي: "يبقى فريق غانوا مجهولا لدينا، والمعلومات التي تحصلت عليها بشأنه من صديق يدرب بكوت ديفوار تبقى قليلة جدا، لكن التجربة علمتنا أن أي فريق يشارك في المنافسات الإفريقية سيقتحمها للذهاب بعيدا فيها، لذلك علينا الحذر من غانوا، وقصف مرماه بقوة، وبحصة ثقيلة في لقاء الذهاب تأوينا في العودة. ولتحقيق ذلك على لاعبينا بأكثر جدّية وانضباط، لأنه من غير المعقول أن تغادر مولودية وهران المنافسة الإفريقية باكرا".

دوري المجموعات كهدف أول 

 وكان رئيس الفريق بلحاج أحمد المعروف بـ "بابا"، قد طالب الطاقم الفني ولاعبيه ببلوغ دوري المجموعات كهدف أول بعدما تردد في تحديد وجهة فريقه في المنافسة الإفريقية، لأسباب تتعلق أساسا بمستقبل "بابا" نفسه على رأس المولودية قبل الفوز في "الداربي" على الجارة الجمعية، الذي أعاد الروح له ولكل "الحمراوة". وانبرى بعدها يتحدث عن المشاركة في كأس "الكاف" بطموح كبير، حيث قال عن ذلك: "نهدف للتأهل إلى دور المجموعات كخطوة أولى، والدفاع عن سمعة مولودية وهران القارية، وقبلهما تشريف الألوان الوطنية أحسن تشريف. وأنا متفائل بقدرة فريقي على بلوغ هذه الغاية. ومن جانبنا كمسيرين، سنضع اللاعبين في أحسن الظروف حتى نكسب التأهل".

  أجواء حماسية في التدريبات

وكانت التشكيلة قد تدربت بتعداد شبه مكتمل، وأجرت الحصتين ما قبل الأخيرتين في نفس توقيت المباراة (السادسة مساء)، تبعتها حصة أخيرة عصر أمس، حتى تسمح لمنافسها نادي غانوا بالتدرب بملعب أحمد زبانة مساء، كما تنص عليه قوانين "الكاف". واختارت، كالعادة، فندق "فنيكس" لمبيت ليلة المباراة. وما شدّ الانتباه الجو الحماسي داخل المجموعة "الحمراوية" وكثرة الحديث والنصح بين اللاعبين، خاصة أنه يوجد من بينهم من سبق له اختبار أدغال إفريقيا، وعددعم عشرة، كزعبية الذي يختزن تجربة مع المنتخب الوطني الليبي، والحارس ناتاش لما كان لاعبا في شباب قسنطينة، ودهار مع وفاق سطيف، وبلعباس ونساخ ويعلاوي مع شبيبة القبائل، وبرملة مع القبائل ومولودية الجزائر، ويبقى المخضرم خالد لموشية الأكثر خبرة واحتكاكا بالأجواء الكروية الإفريقية، سواء لما كان عضوا في الفريق الوطني أو لاعبا في وفاق سطيف، وخبرة هؤلاء هي مفتاح الفوز حسب المتتبعين، وما يراهن عليه المدرب بوعلي للنيل من غانوا وبنتيجة مطمئنة قبل العودة بأبيدجان. وكان تعداد المولودية قد عرف في حصة تدريبية سابقة، حضور والي الولاية لتحفيز اللاعبين وتشجيعهم على حسم التأهل مبكرا.


 

مشري بشير (المدرب المساعد لمولودية وهران) لـ "المساء":

هدفنا الذهاب بعيدا، والتركيز مفتاح الفوز على غانوا

يرى مشري بشير مساعد مدرب مولودية وهران، أن هدف فريقه ليس مشاركة شكلية فقط في المنافسة الإفريقية التي عاد إليها بعد طول غياب، بل الذهاب بعيدا فيها، والبداية بتجاوز عقبة غانوا الإيفواري..

ماذا عن تحضيراتكم لمواجهة نادي سبورتينغ غانوا الإيفواري هذا السبت بملعب أحمد زبانة؟

❊❊استعدادنا يجري في أجواء رائعة، وهي عادية وليست خاصة، ولقد بنينا على ظهورنا القوي وأدائنا الحسن في "الداربي" ضد جمعية وهران. كما أننا استفدنا من حضور كامل لاعبينا الذين نعوّل على بعضهم لإفادة الفريق بالخبرة التي يحوزون عليها من مشاركات إفريقية سابقة لهم مع أندية جزائرية أخرى.

وكيف تلوح لك مواجهة غانوا؟

❊❊هي مقابلة صعبة بالتأكيد، وننتظر بعض الصعوبات أمام هذا الخصم الإيفواري، خاصة أننا لا نتوفر على كثير معلومات عنه وطريقة لعبه، لكن سنحاول تجاوز عقبته وإفراح أنصارنا وكل الرياضيين الجزائريين.

وإسعاد الأنصار وكل الشعب الجزائري يمر حتما عبر تحقيق فوز عريض في لقاء الذهاب؟

❊❊ خطأ كبير أن نفكر منذ البداية في تسجيل نتيجة ثقيلة، فذلك سيضر بالفريق، وسيُفقد لاعبينا التركيز اللازم، وبالتالي نضيّع طريقة لعبنا في مواجهة هامة كهذه، تتطلب منا الحفاظ على كامل إمكانياتنا حتى نحقق غايتنا.

وما هو هدفكم إذن؟

❊❊نحن نعلم أن منافسنا سيقدم لإعاقتنا في مهمتنا، لذلك نصحنا لاعبينا بالتركيز الكامل وعدم التسرع، لأن غايتنا هي البصم على فوز من دون تلقّي أهداف، فذلك مهم قبل مباراة العودة.

 وهل تملكون معلومات عن منافسكم الإيفواري؟

❊❊لقد سعينا للحصول على بعض المعلومات من صديق مقرب للمدرب بوعلي، ستساعدنا بالتأكيد على معرفة نقاط قوة وضعف نادي غانوا، لكن في كل الأحوال، يجب أن يكون فريقنا في الموعد حتى نحقق الانتصار.

المولودية تجدد عهدها مع المشاركات الإفريقية عبر البوابة الإيفوارية، هل ترى أنها قادرة على الذهاب بعيدا في كأس "الكاف"؟

❊❊مولودية وهران فريق عريق وكبير، وله صولات وجولات في المنافسة الإفريقية حتى وإن لم يتحصل على لقب فيها، لذلك علينا أن لا نكتفي بالمشاركة فقط، بل سنعمل على الذهاب بعيدا فيها، وأنا متفائل بتحقيق ذلك إن استمرت العناية بالفريق على جميع الأصعدة كما هي عليه حاليا.

مشري، لازلتم تتذكرون بالتأكيد نهائي 1989 الذي خسرتموه بملعبكم وأمام جماهيركم في مواجهة الرجاء البيضاوي المغربي، فماذا تقولون عنه؟

❊❊فعلا، أتذكر تلك المناسبة بمرارة كبيرة في كل مرة يشارك ناد جزائري على الصعيد الإفريقي، لقد كانت الكأس في متناولنا وضيّعناها بسذاجة، لأننا وضعنا في أذهاننا بأننا كسبنا اللقب الإفريقي قبل التنافس عليه فوق أرضية الميدان، فحتى المسيّرين والأنصار كانوا كذلك، لكن المستطيل الأخضر فاجأنا. ويمكن القول أيضا إن الحكم السنغالي بادارا سيني لعب دورا في هزيمتنا؛ لما احتسب هدفا غير شرعي للرجاء في لقاء الذهاب بالدار  البيضاء المغربية، لكن رغم ذلك يبقى هذا النهائي أفضل مشاركة إفريقية لمولودية وهران، وجيلنا من أفضل الأجيال التي تعاقبت على الدفاع عن ألوانها. 

وماذا تقولون للأنصار في الختام؟

❊❊أطلب منهم البقاء دائما خلف فريقهم، خاصة أنه سيقتحم الجبهة الإفريقية التي تبحث عن التألق فيها، وأن يتوافدوا بكثرة على الملعب لتقديم الدعم للاعبين؛ ما سيساعدهم بالتأكيد على نيل الفوز.