المركز الثقافي الجزائري بباريس
توقيعات بالحبر الوردي
- 995
ضبط المركز الثقافي الجزائري بباريس برنامجه لشهر مارس بلمسة أنثوية تزامنا مع عيد المرأة العالمي، وتضمّنت الفعاليات المقترحة نماذج مختلفة من الحضور الذي وقّعته حواء بنضالها وإبداعها داخل وخارج الوطن، معبّرة من خلال ذلك على مساهمتها في صناعة غد أفضل رغم كلّ ما يعترض طريقها من أهوال. يبرز في هذا الحضور معرض للصور الفوتوغرافية الذي توقعه نجوى مخلوف والذي يستمر إلى غاية 26 مارس الجاري، وفيه يبرز نضال المرأة الجزائرية من خلال صور مجاهدات منهن اللواتي عشن في الظل، بالتالي كان لزاما تسليط الضوء عليهن للتذكير بمشاركتهن الفعالة في تحرير الجزائر وهو أقل عرفان وتكريم لهن في هذا العيد، ومن ضمن تلك المجاهدات توجد مناضلات في الساحة السياسية وأخريات في العمل النقابي وممرضات وطبيبات في أمراض النساء والكاتبات على آلة الرقن والممثلات وعاملات الربط والتنسيق وواضعات القنابل وطبيبات في الطب العقلي كن مع فرانس فانون، إنّهن يمثّلن كلّ الوظائف.
استغل شهر مارس لتكريم المرأة ذات الأصول الأمازيغية والذي سينطلق البرنامج المخصص لها في 12 مارس الجاري وستحضرها الكثيرات، منهن مليكة حلباوي في الشعر وكهينة أفريم في الموسيقى والعزف من خلال آلة القيثارة والناي والرقص الفلكلوري، كما ستحضر الحكاية الأمازيغية بقوة، والتي تعبر عن عوالم النساء اللواتي اتخذن من الحكاية والرقص والقافية متنفسا يعكس الأعماق. يستقبل المركز بالعاصمة الفرنسية يوم 23 مارس الإعلامية والكاتبة والشاعرة فضيلة الفاروق التي اشتهرت برواياتها ونصوصها الشعرية التي ترجمت إلى عدّة لغات، وتعتبر فضيلة مناضلة في حقوق الإنسان والمرأة والطفل وقلبها لا يكف عن النبض على دقات الجزائر، وهي كمبدعة تشبه في تركيبها النفسي الراحل كاتب ياسين. موعد الرابع والعشرين مارس سيخصّص لـ"الكتابة النسوية" بحضور الروائيتين مليكة فسيح ونورة شاوش، والأولى من مواليد سنة 1966 وهي مهندسة مرت بسلاسة إلى عالم الكتابة، ومن أشهر رواياتها "نورة لم تعد موجودة" ترصد فيها معاناة المرأة وواقعها بديار الغربة، أما نورة شاوش فهي من مواليد سنة 1970 ولها العديد من الأعمال منها "سبل الأرض" و«الغريبة الفرنسية" وغيرهما، وتسعى من خلال كلّ ما تكتبه إلى ترقية مكانة المرأة في المجتمع.
سهرة 18 مارس ستكون جزائرية بامتياز من خلال دعوة تقدّمها فرقة "اللمّة البشارية" لزيارة الصحراء الجزائرية وبالضبط إلى منطقة الساورة وإلى كلّ مناطق بشار، بمشاركة حسنة البشارية، سعاد عسلة، فرقة جباريات والقناويات وفرقة "الفردة"، وسيعرض بالمناسبة التراث المحلي الذي بلغ العالمية وسيكون بمثابة تكريم لفنانات المنطقة اللواتي حافظن على هوية هذا التراث الوطني العريق وكان بالنسبة لهن رمزا لوجودهن واستطعن بمجهودهن المتواصل أن يحمينه من الاندثار، كما كانت هناك مبادرات لفتح ورشات لتعليمه (رقص وغناء وعزف) عبر مختلف المدن الفرنسية. وتعكس "اللمّة البشارية" أيضا مسار فنانات مارسن الفن من وراء الأسوار وضمن محيط مغلق، لكن رغم ذلك انتقل بأمان عبر الأجيال، وتقدّم هذا العرض 12 فنانة من أجيال مختلفة وستقدمن للجمهور لوحات من الأداء الغنائي والرقص والعزف وصورا مختلفة من التراث والتقاليد الاجتماعية.
يعود للموسم الثاني وإلى غاية 12 مارس الجاري عرض "كاباري تام تام" وهو استعراض موسيقي خاص بتراث كباريهات الشرق خلال الأربعينات بباريس، والتي عكست الفن التونسي والجزائري والمغربي بشكل خاص، كما يضمن العرض جلسة مستوحاة من "بريستيج" الطرب العربي الأصيل. بالنسبة للعروض السينمائية، سيتم عرض فيلم "حورية" و«وشوشات الفقارة" ويعرض الفيلم الأول قصة فتاة تتعرض لاعتداء وحشي يرفضها على إثره المجتمع لتسافر من مدينة إلى أخرى لتقرر بعدها مواجهة المشكل بشجاعة، خاصة بعدما تلتقي بالجاني، أما "وشوشات الفقارة" فهو فيلم وثائقي يرصد جمال الصحراء الجزائرية من خلال السقي التقليدي المتمثل في القورارة، حيث تسمع الأذن وشوشات خرير الماء في مشهد لا مثيل له في العالم وتجتمع بفضله مناطق عدة منها منطقة توات.