استقبلوا من طرف وزير الداخلية الفرنسي

داعش تهدد أعضاء "مجلس الديانة الإسلامية في فرنسا"

داعش تهدد أعضاء "مجلس الديانة الإسلامية في فرنسا"
  • القراءات: 577
آيت سعادة أعمر آيت سعادة أعمر

أكد أمس السيد عبد الله زكري  في اتصال مع جريدة "المساء" من باريس  الأخبار المتعلقة بتهديدات تستهدف أعضاء "تمثيلية المسلمين في فرنسا" من قبل فلول "داعش". السيد عبد الله زكري ذكر في جوابه عن سؤال "المساء". عن مدى حقيقة التهديدات التي يكون تلقاها هو شخصيا وأعضاء مجلس الديانة الإسلامية في فرنسا. فقال بأنها ليست المرة الأولى التي يتلقى فيها أعضاء لجنة الحوار بين الديانات تهديدات. وكشف أنه تلقى شخصيا عدة تهديدات من جماعات متطرفة بما فيها اليمين المتطرف. وأضاف لكن هذه المرة أن يتم التبليغ من طرف وزير الداخلية الفرنسي شخصيا فهذا يؤكد أن الأمر على غاية من الجدية والخطورة. وأبرز السيد زكري الذي يشغل منصب الأمين العام لمجلس الديانة الإسلامية في فرنسا أن ضغوطا كبيرة تمارس على لجنة الحوار بين الديانات في شكل تهديدات مختلفة بسبب مواقفها الرافضة للعنف والإجرام . ولأن المجلس  ببساطة يرفض التطرف والتزمت والتشدد كلغة حوار أو أسلوب للتعامل.  هذا.

وكانت " المساء" قد علمت من مصادر باريسية موثوقة أن الداخلية الفرنسية أبلغت أعضاء لجنة الحوار لممثلية المسلمين في فرنسا بمخاطر تهديدات إرهابية جدية تستهدفهم من قبل فلول "داعش". حسب نفس المصادر فإن كافة أعضاء البعثة استدعوا قبل أسبوع (يوم 02 مارس) من طرف وزير الداخلية الفرنسي السيد برنار كازانوف شخصيا وأبلغهم بمخاطر الاستهداف الإرهابي. حيث تكون مصالحه الأمنية قد أفادته بتقارير دقيقة بهذا الشأن. وزير الداخلية الفرنسي دعا أعضاء بعثة تمثيل المسلمين في فرنسا إلى اليقظة والاحتياط الدائم . والأخذ بجدية هذه التهديدات. وأكد لهم بأن الأمر جدي وأنهم فعلا مستهدفون. للتذكير أيضا كان تنظيم "داعش" قد توعد في بيان نشره على أحد مواقعه على شبكة التواصل الاجتماعي في اليوم الموالي لهجومات 13 نوفمبر 2015 أن فرنسا ستبقى الهدف الرئيسي لعملياته المسلحة انتقاما لمشاركتها في عمليات ضرب أهداف التنظيم في سوريا والعراق. وأضاف ذلكم البيان أن كل الذين ساندوا موقفها وساروا في دربها سيكونون هدفا لداعش. بل في أعلى أهدافها. وهو التهديد الذي أخذته السلطات الفرنسية مأخذ الجد الكامل. حيث اتخذت الحكومة الفرنسية إجراءات أمنية مشددة لحماية البنايات ومقرات البعثات الدبلوماسية والقنصليات والمراكز الثقافية .  للإشارة أيضا كانت الجزائر سباقة إلى إدانة تلك العمليات التي اعتبرتها جريمة في حق الإنسانية الجزائر شعبا وحكومة بالتعازي لعائلات الضحايا وإلى نظيره الفرنسي وحكومته وإلى الفرنسيين جميعا  .           

يجدر التذكير بأن مجلس الديانة الإسلامية في فرنسا كان قد اتخذ موقفا واضحا من الهجمات الإرهابية والمروعة التي جرت في 13 نوفمبر الماضي في قلب العاصمة باريس وخلفت كما هو معلوم  129 قتيلا وأكثر من 300 مصابا في سبع تفجيرات مدوية. قبل أن ترتفع الحصيلة تصاعديا بسبب الحالات الخطيرة. المجلس كان ندّد بشدة بتلك الأعمال الإجرامية على غرار كل الأطراف والمواقف الدولية التي نددت بتلك الهجمات الإرهابية. وأعلنت تعاطفها مع أسر الضحايا (من كل الجنسيات) ومع الحكومة الفرنسية والشعب الفرنسي. مع دعم واضح وصريح لكل إجراءات وأساليب مكافحة الإرهاب. كما وقف مسلموا فرنسا على غرار كل أتباع الديانات الأخرى يوم 16 نوفمبر 2015 دقيقة صمت في كامل التراب الفرنسي ترحما على أرواح ضحايا تلك الهجومات الإرهابية . مجلس الديانة الإسلامية في فرنسا. كان دعا غداة تلك الهجمات الإرهابية كافة أئمة المساجد المتواجدة في فرنسا إلى إدانة "داعش" وأتباعها والتبرؤ منها ومن أعمالها التي تسيء إلى الدين الإسلامي الذي هو دين سلم وسلام ومحبة ووئام وتآلف وإخاء .

إذا كان عمدة مسجد باريس مستهدفا منذ مدة طويلة من طرف هذه الجماعات وغيرها. حسب نفس المصادر ويحظى بحراسة أمنية فإن "التهديد الداعشي" هذه المرة بات يستهدف جميع أعضاء بعثة تمثيل المسلمين في فرنسا دون استثناء. مصادر"المساء" ذكرت أن هذه التهديدات ستزيد من متاعب مصالح الأمن الفرنسية التي باتت مهامها متزايدة ومتعاظمة منذ اعتداءات نوفمبر الماضي. لكنها أيضا أدخلت أفراد لجنة الحوار ومنذ استقبالهم من طرف وزير الداخلية الفرنسي شخصيا الأسبوع الماضي حالة من القلق والارتباك والخوف والتوتر . سيما وأنهم كثيروا التنقل داخل وخارج فرنسا.  السيد عبد الله زكري أوضح أمس لـ«المساء" أن أعضاء اللجنة اتخذوا إجراءات حماية خاصة بعضها معلوم وبعضها لن يذكر لأسباب أمنية. من ذلك وضع كاميرات مراقبة وتصفيح أبواب المقر وتدعيم أعوان الحراسة عدديا. كما أن مصالح الأمن كثفت من دورياتها حول مقر مجلس الديانة الإسلامية في فرنسا ليل نهار. معلوم أن لجنة الحوار يضم مكتبها 14 عضوا، في حين أن المجلس يضم 90 عضوا يرأسه السيد أنور كبيبش وينوبه السيد شمس الدين حفيظ . في حين يتولى السيد زكري عبد الله منصب الأمين العام .