عبد الرحمان عرعار رئيس شبكة ندى للدفاع عن حقوق الأطفال:

هناك استغلال للمنحرفات لخطف الأطفال بسهولة

هناك استغلال للمنحرفات لخطف الأطفال بسهولة
  • 815
رشيدة بلال رشيدة بلال

 قال عبد الرحمان عرعار رئيس شبكة ندى للدفاع عن حقوق الأطفال في تصريح خاص بـ "المساء"، بأن الاختطاف يعرف وتيرة متصاعدة منذ بداية سنة2011 "للأسف الشديد"، حيث أصبحت الظاهرة تأخذ أشكالا مختلفة، مرجعها تصفية نزاعات عائلية أو خصومات خارجية أو نتيجة اضطرابات نفسية مرجعها تأثير مخدر ما، مضيفا أن هذا النوع من الجرائم من الناحية الواقعية، يعكس الانحراف والجريمة التي أخذت منعرجا خطيرا في المجتمع. وأعرب رئيس شبكة ندى عن تفاؤله بشأن مكافحة ظاهرة الاختطاف بعدما اتجهت السلطات المعنية إلى إعادة النظر في كل الآليات المتعلقة بالتبليغ واليقظة، حيث قال: "يتوفر الرقم الأخضر على مستوى الدرك الوطني والشرطة. وكمجتمع مدني يعني بقضايا الطفولة أعربنا عن عدم كفاية هذا الإجراء في مواجهة الجرائم المتعلقة بالطفولة، وطالبنا بتوسيع دائرة الشركاء في القضايا المتعلقة باليقظة والتبليغ، وهذا ما تم أخذه بعين الاعتبار؛ إذ يُنتظر أن يُفرج عنه في القريب العاجل". ويعلّق: "هذه القفزة النوعية تكون إحدى أهم نتائجها تعزيز الأحياء بآلية جديدة، وهي الوقاية من الانحراف والجريمة. ولعل الجريمة التي وقعت مؤخرا في الحميز وأدت إلى وفاة طفل بريئ، خير دليل على ضرورة التسريع في تطبيق هذه الآلية لمواجهة إفرازات التحولات الاجتماعية التي يعيشها مجتمعنا".

 يقترح رئس شبكة ندى الإسراع في فتح حوار اجتماعي وتكفّل نفسي بالمنحرفين، قال: "لا ينبغي أن نتحرك فقط عند وقوع الفعل الإجرامي، بل يجب أن يكون العمل دوريا، وهذا لا يتحقق إلا بالعمل الوقائي القائم على مؤشرات واضحة، مع السعي للاهتمام بهذه الشريحة الضعيفة في مختلف الفضاءات التي يتواجدون بها؛ إذ يتوجب أن لا يخرج الأطفال عن فضاءاتهم لأنهم بذلك سيكونون معرَّضين للخطر، وأن يتم شغل وقت فراغهم؛ فلا يخفى عليكم أن المجرمين اليوم يتربصون بأبنائنا من أمام المدارس، بل وأكثر من هذا، يجري تتبّع محل إقامتهم، خاصة إن تبين لهم أن الطفل غير مرافَق من طرف ذويه، فيكون ضحية سهلة. ولعل آخر ما تم استغلاله في مجال الخطف الاستعانة بالنساء المنحرفات للترصد بالبراءة، إذ يتصلن بالمنازل من منطلق البحث عن عمل أو السؤال عن شيء ما؛ لذا نحتاج لتوعية الأولياء والأطفال على حد سواء، للوصول إلى ما يسمى بالحماية الذاتية، وهذا يتطلب أن يجري تكوين الأولياء الذين يفتقرون لثقافة الدفاع عن أبنائهم، والتي يحصرونها في مجرد المرافقة إلى مؤسساتهم التعليمية فحسب، في حين المطلوب اليوم هو خلق فضاءات لتكوين الأولياء. 

وبلغة الأرقام، أكد رئيس شبكة ندى أن الإحصائيات تشير إلى وجود مئات محاولات الاختطاف. وفي المقابل هناك مجهودات جبارة تباشرها السلطات الأمنية، أفضت إلى تحرّي أكثر من 60 حالة مختطفة أعيدت إلى ذويها، وهو رقم مهم، ومع هذا لا يتم التصريح به رغم أنه مجهود يستحق الثناء، مشيرا في الإطار إلى أن العمل جار للاستفادة من المراسيم التنفيذية المتعلقة بقانون الطفل الخاصة بالمفوض وغيرها من الإجراءات القضائية والقانونية التي يُنتظر أن يتم الإفراج عنها في الأيام القليلة القادمة. للإشارة، تستعد شبكة ندى في الأيام القليلة القادمة بالتنسيق مع وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، للشروع في تنفيذ الاستراتيجية الخاصة ببناء قدرات الجمعيات التي تعمل في قضايا الطفولة، حيث يُنتظر، حسب عرعار، "أن يتم إطلاق المشروع حول عمالة الأطفال، الذي يستهدف محاربة كل أوجه العمالة والتكفل بكل الأطفال من ضحايا الاستغلال الاقتصادي، لاسيما أن التحولات الاقتصادية الصعبة من شأنها أن تؤثر بشكل أو بآخر، على الأطفال من خلال استغلالهم في سوق العمل".