تعرف خطوط النقل الموزعة ما بين بلديات العاصمة، تشبعا كبيرا بسبب العدد الكبير للحافلات التي باتت تشتغل بها، وكذا توفرها على مناطق نشاط ومناصب عمل، في حين لاتزال بعض الخطوط التي تنشط بالبلديات غير الحضرية، تعاني أزمة نقل كبيرة بسبب قلة عدد خطوط النقل. تعاني أزيد من 37 محطة لنقل المسافرين بالعاصمة من تشبّع الخطوط بها لعدم الدراسة الدقيقة لعملية توزيع الخطوط، في حين تعيش بعض المحطات أزمة نقل بسبب رفض مديرية النقل منح خطوط نقل جديدة، لاسيما بعد التعليمة الوزارية الأخيرة التي تؤكد على عدم منح خطوط نقل جديدة.

قرابة 6000 حافلة نقل تنشط بالعاصمة

تجاوز عدد الحافلات التي تنشط بمحطات العاصمة 5700 حافلة موزعة على 37 محطة، وهو الرقم الذي بات مرشحا للارتفاع مع استمرار مديرية النقل بالولاية في منح تراخيص النشاط لخطوط جديدة على مستوى محطات تعرف تشبعا كبيرا، في الوقت الذي لاتزال بعض المحطات المتواجدة بالبلديات غير الحضرية خاوية على عروشها من الحافلات. وتعاني أزيد من 80 بالمائة من محطات النقل بالولاية، أزمة تشبّع كبيرة في الخطوط التي تشتغل منها وإليها، أمام مواصلة المديرية منح تراخيص لنشاط الناقلين الخواص، على الرغم من الاعتراض الذي لقيه القرار من قبل لجنة الناقلين الخواص، لاسيما المنظمة الوطنية للناقلين بولاية الجزائر. أكد بعض ممثلي الناقلين الخواص في حديثهم مع "المساء"، أن أغلب الخطوط الحضرية بمحطات نقل المسافرين الموزعة على البلديات الحضرية، تعاني التشبع الكبير من الخطوط، لاسيما تلك المتواجد باتجاه ساحة الشهداء، وهو الأمر الذي بات يعكّر نشاط الناقلين بالنظر إلى ضيق مساحة المحطات وافتقارها للتهيئة، وكذا قلة النشاط بالنسبة للعديد من أصحاب الحافلات، الذين باتوا مجبَرين على نقل عدد معيّن من المسافرين.

ضيق كبير في محطات النقل ولا بديل 

وأوضح بعض الناقلين عبر خط ساحة الشهداء - عين البنيان أن مديرية النقل بالولاية جمّدت منح الخطوط بذات الاتجاه، بعد أن بات الموقف لا يستوعب العدد الهائل للحافلات، مؤكدين أن نشاطهم تراجع بكثير، حيث أصبح أغلب الناقلين مجبَرين على التحرك ومقاعد الحافلة شاغرة، على غرار المشادات اليومية التي تنشب بين أصحاب الحافلات بسبب موعد الإقلاع، مشيرين في معرض حديثهم، إلى أن عدد الحافلات المشتغلة بمختلف الخطوط بالعاصمة، يبقى مرشحا للارتفاع كل سنة. وأضاف محدثونا أن الخط الرابط بين هذه الأخيرة وعين البنيان باتجاه اسطاوالي أصبح متشبعا نتيجة دخول حافلات أخرى حيز الخدمة تشتغل في نفس الخط، بعد أن تحصلت على تراخيص بالنشاط من قبل المديرية الوصية، مؤكدين أن عدد الحافلات على مستوى الخط الرابط بين ساحة الشهداء باتجاه عين البنيان واسطاوالي أصبح يتجاوز 45 حافلة بعد أن كان عددها في الفترة السابقة لا يتعدى 25 حافلة.

المنظمة الوطنية للناقلين تستهجن الوضع

وفي ذات السياق، أكد رئيس مكتب المنظمة الوطنية للناقلين بولاية الجزائر عمار فنيرة، أن 37 محطة بولاية الجزائر تعرف تشبعا في الخطوط التي تنشط على مستواها إضافة إلى ضيق مساحتها، في حين تبقى أغلب المحطات المتواجدة بالبلديات خارج النسيج الحضري تعرف أزمة نقل كبيرة لقلة عدد الخطوط، مؤكدا أن 10 بالمائة من المحطات المتواجدة ببلديات الولاية، تعرف أزمة نقص كبير في الخطوط، كما هي حال بلدية معالمة وبعض القرى التابعة لبلدية زرالدة وبلدية السحاولة والأحياء السكنية الجديدة.