بوضياف بمناسبة إحياء اليوم العالمي للداء:
رئيس الجمهورية وضع التكفّل بمرضى التوحد ضمن الأولويات
- 1348
كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف، أن رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، أعطى توجيهات لوضع مرض التوحد ضمن الأولويات الرئيسية قصد تحسين نوعية التكفل بالمرضى، مؤكدا أن الرئيس أمر في هذا الإطار بتسطير خطة وطنية متكاملة قصد تحسين نوعية التكفل. وترتكز هذه الخطة، يؤكد الوزير، على التكوين المناسب لمختلف الفاعلين في الميدان على مستوى القطاعات المعنية وتسريع التشخيص المبكر والتكفل بالمريض بدءا من ولادته، ومرافقته طوال حياته فضلا عن تكوين الأسر والحركة الجمعوية وتشجيع البحث العلمي للتعرف أكثر على العوامل المتسببة في مرض اضطرابات طيف التوحد. وبعد أن أشار استنادا إلى معطيات منظمة الصحة العالمية إلى معدل انتشار اضطرابات طيف التوحد الذي يتراوح بين 30 إلى 60 حالة لكل 10 آلاف نسمة، أوضح بوضياف خلال الندوة الدولية حول مرض التوحد التي نظمت إحياء لليوم العالمي لهذا الداء الذي يصادف الثاني من شهر أفريل، أن الجزائر على غرار باقي دول العالم تسجل اصطدام التزايد المستمر للمرض بنقص الهياكل والمستخدمين المتخصصين ناهيك عن غياب استراتيجية شاملة متعددة القطاعات وصفها المسؤول بالحل الوحيد للتخفيف من معاناة المرضى وذويهم.
بوضياف، وخلال ندوة دولية حول مرض التوحد نظمت أمس إحياء لليوم العالمي لهذا الداء الذي يصادف الثاني من شهر أفريل، أكد أن مصالح ووحدات طب الأمراض العقلية تعرف ارتفاعا مستمرا لكنها تواجه مشكلتين أساسيتين تتمثلان في نقص الإطارات المتخصصة وصعوبة التكفل بالمريض بشكل فردي في بيئة تجمع جميع مشاكل الصحة العقلية مثمنا، من جهة أخرى، المجهودات التي بذلتها الوزارة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية لتنظيم دورتين تكوينيتين سنتي 2006 و2008 لتطوير كفاءة طب الأمراض العقلية للأطفال وأخرى خلال سنة 2013 بهدف جعل طب الأمراض العقلية للأطفال اختصاصا في حد ذاته على أن يبقى تنشيط التكوين في مجال علم الأعصاب - يضيف الوزير - الاختصاص الطبي الأول الذي يتكفل باضطرابات طيف التوحد. وشدد على ضرورة وضع التكوين في مجال اضطرابات طيف التوحد ضمن أولويات كافة المتدخلين بجميع القطاعات قصد ضمان التشخيص المبكر في متناول الجميع جواريا نظرا لمساحة التراب الوطني يكون متبوعا بتكفل نفسي وتربوي لفائدة المرضى وعائلاتهم. وقدم بالمناسبة اقتراحات لهذه القطاعات التي تتدخل في التكفل بمشكل اضطرابات طيف التوحد من بينها قطاع التضامن الوطني الذي تسند له مهمة وضع دراسة وطنية كفيلة بدعم إعلام الحركة الجمعوية وتزويدها بالمعلومات الضرورية لتطوير الإعانة والمرافقة المؤسساتية.
وبخصوص مرحلة ما قبل التمدرس، شدد الوزير على ضرورة التفكير في فتح دور حضانة متخصصة أو دمج فئة المصابين بالتوحد ضمن الأجهزة الموجودة شريطة مرافقتها بموارد بشرية مؤهلة. أما في مجال مرحلة التمدرس فقد اقترح التكفل بتكوين معلمين يتابعون دراسة هذه الفئة من التلاميذ وإتاحة الفرص لضمان تحصيل علمي جيد. وفي محاضرة بالمناسبة حضرها بعض الوزراء، أشار الخبير الفرنسي في اضطرابات طيف التوحد الأستاذ فليب افرارد إلى غياب تشخيص مبكر للمرض بنسبة تتراوح ما بين 10 إلى 90 بالمائة من الحالات فضلا عن تسجيل أخطاء في نتائج ذلك الكشف، داعيا إلى ضرورة الكشف المبكر والتكفل الجيد باضطرابات طيف التوحد الذي شهد ارتفاعا خلال السنوات الأخيرة مما سيساعد على تحسين نوعية حياة المرضى وأسرهم . ويبقى العلم حتى الآن حسب الخبير الفرنسي عاجزا عن الكشف عن الأسباب الحقيقية لمرض التوحد مشيرا إلى ثلاثة فرضيات ساهمت في ظهوره خلال السنوات الخيرة ويتعلق الأمر بتعرض الأم الحامل إلى "سيتو غلوفيروس"وتناولها لبعض الأدوية المضادة للصرع والوضع قبل الأوان.
مسلم تشرف على حفل إصدار طابعين بريديين
أشرفت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة أمس بقصر الثقافة، على حفل إصدار طابعين بريديين جديدين، إحياءً لليوم العالمي للتوحد المصادف لـ 02 أفريل من كل سنة. وقالت السيدة مونية مسلم بالمناسبة، إن التحقيق الوطني حول الإعاقة بالجزائر الذي أطلقته مصالح وزارتها العام الماضي، يشرف على نهايته، وأنه سيمكّن من معرفة العدد الحقيقي للمعاقين في الوطن. كما أكدت الوزيرة أن الجزائر خطت خطوات كبيرة في مجال التكفل بذوي الاحتياجات الخاصة لاسيما في مجال التمدرس، علما أن هناك أكثر من 225 مركزا عبر الوطن تتكفل بالمعاقين ذهنيا، منهم أطفال التوحد. كما كشفت الوزيرة عن تحقيق علمي آخر تشرف عليه وزارة الصحة ينطلق قريبا، ويخص التحقيق عن قرب لمعرفة خصوصية كل إعاقة وأسباب وجودها في جهة دون الأخرى. وقالت إن العمل بين مصالح وزارتها ووزارة الصحة قائم ومتواصل من أجل استصدار سلّم البطاقية الأخيرة لذوي الاحتياجات الخاصة، وعلى إثرها يتم استصدار بطاقة المعاقين. وكشفت الوزيرة أن إحياء اليوم العالمي للتوحد قد تُوّج بتنظيم وزارة الصحة ندوة دولية على أعلى مستوى تحت رعاية رئيس الجمهورية، وبالتنسيق مع عدة قطاعات وزارية أخرى، مضيفة أن هذا في حد ذاته، نجاح كبير للحكومة في مجال التكفل بمرض التوحد، "وأؤكد أن الجزائر قد حققت أشواطا إيجابية كبيرة في هذا المسعى، لاسيما في مجال مرافقة ذوي التوحد". والجدير بالذكر أن الطابعين البريديين قد شارك في تصميمهما تلميذان مصابان بالتوحد؛ في مسابقة وطنية أشرفت عليها كل من وزارة التضامن الوطني والبريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، الطابع الأول وطني (25 دج)، والثاني دولي (50 دج)، وقد تم تكريم التلميذين أمس على هامش حفل استصدار الطابعين.