التسوس على رأس الإصابات
مختصون يلفتون الانتباه إلى ضعف الاهتمام بصحة الفم والأسنان
- 747
شهدت الأيام التحسيسية حول الصحة الجسدية والنفسية المنظمة يومي 04 و05 أفريل الجاري من طرف ديوان مؤسسات الشباب لمدينة بومرداس إحياء لليوم العالمي للصحة، إقبالا كبيرا من طرف المواطنين لاسيما ربات البيوت ممن وجدن في التظاهرة فرصة ثمينة للتقرب من الأطباء والأساتذة المختصين من أجل طرح أسئلة تدور عموما حول أعراض بعض الأمراض وكيفية الوقاية منها، أو حتى كيفية التعامل مع أفراد في العائلة من المصابين بأمراض مزمنة، وهو ما أثار إعجاب مختصين شاركوا بالفعاليات كون الأم ركيزة البيت وتوعيتها يعني توعية مجتمع بأسره، لافتين إلى أهمية التكثيف من الأيام الإعلامية لغرس الوعي الصحي جسديا ونفسيا.
كما عرفت التظاهرة ورشة مفتوحة لقياس السكري في سياق التحسيس بأهمية الكشف المبكر، تفاديا للإصابة بهذا الداء الثقيل ذي المضاعفات الثقيلة جدا على الصحة العمومية أهمها الإصابة بأمراض القلب والعجز الكلوي وأمراض العيون، ولعل هذا ما حذا بالمنظمة العالمية للصحة إلى اختيار التوعية حول السكري إحياء ليوم العالمي للصحة للسنة الجارية، كونه داء ينتشر بسرعة وسط السكان، بالمقابل يمكن الوقاية منه بتدابير بسيطة تتعلق بنمط الحياة خاصة فيما يتعلق بالوقاية من النمط 2 منه وتأخير الإصابة به.
أكد أطباء أسنان تحدثوا إلى "المساء" ـ على هامش الأيام الصحية الجسدية والنفسية، قلة اهتمام المواطنين بصحة أسنانهم، إلى جانب الانتشار الرهيب للتسوس سواء وسط الأطفال أوالبالغين، ودعوا إلى تكثيف الحملات التحسيسية حول صحة الفم والأسنان بالمؤسسات التربوية والجامعات والإقامات الجامعية وحتى في الأماكن العامة والساحات من أجل ترسيخ ثقافة العناية بصحة الفم. أكدت طبيبة الأسنان، د.جميلة شريفي، أنه بقدر ما أصبح للمجتمع وعيا بأهمية الاهتمام بالصحة العامة وصحة الفم تحديدا، بقدر ما يزال هناك الكثير لنفعله من أجل ترسيخ العناية بصحة الفم كونها بارومتر للصحة العامة. وأكدت الطبيبة التي عملت في الصحة المدرسية أن التسوس منتشر بصفة رهيبة بين التلاميذ، وهو ما يحتاج ـ حسبها ـ إلى تكثيف التوعية بين هؤلاء الصغار لترسيخ ثقافة العناية بفرش الأسنان، "ولكن الدور المحوري هنا للأولياء الذين عليهم توعية أطفالهم بمدى أهمية هذا السلوك اليومي"، تقول الطبيبة.
كما لفتت المتحدثة إلى العادات اليومية الخاطئة التي لها آثار مدمرة على صحة الفم، وعلى رأسها المأكولات السريعة المشبعة بالدهون والمشروبات الغازية والسكريات.. وكلها أغذية تسبب خطرا على صحة الفم والأسنان والتي تظهر على المدى الطويل. كما تحدثت الطبيبة على تأثير التدخين والمخدرات على الأسنان، ودعت إلى توخي الحذر كثيرا في هذا الإطار، كون الأسنان المصابة إذا لم تكن مصحوبة بآلام آخر ما قد يتفطن إليه الفرد، وبالتالي فقد يستغني عن الاستشارة. في سياق متصل، قالت طبيبة الأسنان، نوال بوعزيز، المشاركة في الأيام التحسيسية حول الصحة الجسدية والنفسية، إن السلوك المنتشر بين أكثر من 90% من المواطنين هو عدم استشارة طبيب الأسنان إلا إذا بلغ الألم أوجه وصار من غير المعقول التعايش معه...
"الفرد لا يقصد الطبيب إذا رأى نقطة سوداء في ضرسه أو سنه، أو يتوجه إلى عيادة طب الأسنان للاستشارة الطبية، وإنما الملاحظ حسب تجربتنا اليومية أن طبيب الأسنان يقصد في حالات ‘الله غالب" أي عندما لا يتحمل الألم إطلاقا". لتضيف من جهتها طبيبة الأسنان سميرة عمراني أن المتداول لدى العامة أن طبيب الأسنان مرادف للأوجاع الرهيبة، لذلك فإن الكثيرين يفضلون التعايش مع الآلام على اللجوء إلى الطبيب لترصيص الضرس أواقتلاعه .. بل أشير إلى أن إحدى المريضات جاءتني يوما في حالة يرثى لها ولما سألتها عن سبب التأخير قالت ببساطة "أحتمل آلام الولادة ولا أحتمل آلام الضرس".
من جهتها، تتحدث أخصائية الطب العام د.كهينة رمضان أن استبيانا وزع على المقيمات في الإقامة الجامعية للبنات ‘الوناس زياني’ بمدينة بومرداس، وشمل 150 عينة قد أظهر أن هناك اهتمام ضعيف جدا بصحة الفم،"وكل ما يهم هو جمال الأسنان الأمامية وفقط، أما الأسنان الداخلية فوضعها حسب المعاينة كان كارثيا"، تتحدث الدكتورة موضحة أن ذات الاستبيان الذي كان بهدف تأصيل الوعي الصحي لدى الشابات، قد أظهر أن ثلثي العينة مصابة بتسوس الأسنان، ونسبة 50% تعاني من أمراض اللثة بما فيها التهاب اللثة أو تشوهات الأسنان(سن فوق سن آخر)، وهذه الأعراض لها آثار سلبية كبيرة على الصحة العامة بتطور مضاعفاتها، حيث تؤثر على صحة القلب بالدرجة الأولى "من أجل هذا فإننا نلفت عناية الجهات المختصة والجمعيات للعمل المنسق من أجل تكثيف حملات التوعية لترسيخ الاهتمام بنظافة الفم والأسنان".