"منتدى الأمن الوطني" يحتفي بالمعالم الأثرية
استرجاع 9817 قطعة أثرية خلال تسع سنوات
- 1028
كشف عميد الشرطة مولاي عاشور عن استعادة اللجان التابعة لفصيلة المساس بالممتلكات الثقافية والملكية الفكرية التي يترأسها لـ9817 قطعة أثرية في الفترة الممتدة من سنة 1996الى نهاية سنة 2015 من بينها 8886قطعة نقدية، وطالب بالمقابل مدير معهد الآثار بجامعة الجزائر 2، السيد عبد الكريم عزوق بضرورة تشجيع السياحة الثقافية، كاشفا عن استعداد المعهد لإبرام اتفاقية مع وزارة السياحة لتكوين مرشدين سياحيين. نظم منتدى الأمن الوطني في عدده 111، ندوة إعلامية إحياء لليوم العالمي للمعالم الأثرية المصادف لـ18أفريل من كل سنة، نشطها عميد الشرطة مولاي عاشور رئيس فصيلة المساس بالممتلكات الثقافية والملكية الفكرية بالمديرية العامة للأمن الوطني والسيّد عبد الكريم عزوق، مدير معهد الآثار بجامعة الجزائر2.
وفي هذا السياق، أوضح عميد الشرطة أنّ المديرية العامة للأمن انتهجت إستراتجية للحفاظ على التراث الثقافي الجزائري، حيث قامت بإنشاء فرق متخصّصة تهتم بالتحقيقات الميدانية المتعلّقة بمختلف أشكال المساس بالتراث الثقافي سواء عبر السرقة والاتجار غير المشروع بالقطع الأثرية، التحف الفنية والقطع القديمة بما في ذلك تلك التي تستهدف المتاحف وكذا تلك التي تعنى بتخريب ونهب المواقع الأثرية والحظائر الثقافية الوطنية، إضافة إلى تقليد القطع الأثرية والتحف الفنية والقديمة وكذا تهريبها، مضيفا أنّ هذه الفرق تقوم أيضا بمراقبة محلات بيع التحف الفنية والقطع النقدية، علاوة على مراقبة مواقع الانترنت المتخصّصة في بيع التحف الأثرية والفنية والمقتنيات القديمة وتنظيم محاضرات وملتقيات تحسيسية حول التظاهرة.
وانتقل المتحدث إلى الظروف التي أدت إلى إنشاء هذه الفرق، فقال إنّ سنة 1996عرفت تسجيل عدّة سرقات لقطع أثرية لا تقدّر بثمن من متحفي سكيكدة وقالمة وغيرهما، أبرزها قناع غورغون الذي يزن 400كلغ، وتمت سرقته من متحف هيبون، كما تمّ سنة 2008 إنشاء 15 فرقة في المناطق الشرقية والحدودية لتصل إلى 48في كلّ مناطق البلد سنة 2012. وقدّم عميد الشرطة مثالا عن استرجاع قناع غورغون من بيت صهر الرئيس التونسي الأسبق، والذي قال إنّ سرقته كانت من طرف فرقة إجرامية بحكم وزنه الثقيل، كما تمّ استعادة تمثال لرأس امرأة من ألمانيا سنة 2010، سرق من سكيكدة سنة 1996ايضا، كما أكّد على وجود حلقة إجرامية تشمل عدّة دول وتمس جرائم تبييض الأموال والتهريب الجبائي، وبالمقابل أعلن السيد مولاي عن تسجيل 121قضية تمس بالتراث الثقافي الوطني في الفترة الممتدة من 2010الى 2015 واسترجاع 4721قطعة أثرية تورط في سرقتها 213جزائري و12اجنبي.
من جهته، أكّد مدير معهد الآثار السيد عبد الكريم عقون، عن مسؤولية الجميع في الحفاظ على التراث الجزائري، بداية من الأسرة مرورا بالمدرسة ووصولا إلى السلطات المختصة، مضيفا أنّ معهد الآثار التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مستعد للتعاون مع وزارة الثقافة، المسؤولة إداريا على التراث وكذا مع وزارة السياحة من خلال تكوين مرشدين سياحيين. كما أشار المتحدث إلى توفر الجزائر على ألف مصنف وطني وثمانية مصنفات عالمية، مطالبا بضرورة تصنيف الكثير من المعالم الأخرى وكذا إنشاء بما يسمى بالخريطة الأثرية والتي تساعد في الترويج لتراثنا سياحيا، علاوة على كونها مصدرا للبحث بالنسبة للباحثين. كما دعا الأستاذ أيضا إلى تغيير أساليب تدريس التاريخ وكذا تنظيم زيارات للطلبة إلى المتحف حتى يعاينوا التاريخ على المباشر، ليعود ويؤكّد على أهمية تأسيس الخارطة الأثرية والتي تسمح حتى بأصحاب المشاريع من التعرف على المواقع والمعالم الأثرية للمحافظة عليها وكذا التعريف بتراثنا سواء للمحليين أو للأجانب.