بسبب غياب وفد الحوثيين عن أول جلسة بالكويت

الأمم المتحدة تعلن تأجيل محادثات السلام اليمنية

الأمم المتحدة تعلن تأجيل محادثات السلام اليمنية
  • 542
ص. محمديوة ص. محمديوة

تأجلت جولة محادثات السلام حول اليمن التي كان مقررا إطلاقها أمس بدولة الكويت تحت إشراف الأمم المتحدة إلى أجل غير مسمى بسبب غياب وفد الحوثيين الذي لم يحضر إلى العاصمة الكويتية في الموعد المحدد. وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن الدبلوماسي الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد عن تأخير عقد هذه الجولة حاثا وفد الحوثيين على المجيء إلى الكويت سيتي وعدم تضييع فرصة البحث عن تسوية لاحتواء تداعيات حرب اهلية مستمرة منذ أكثر من عام ونصف العام. وقال ولد الشيخ "إننا نعمل من اجل تجاوز التحديات الأخيرة ونطالب من الوفود إظهار إرادة حسنة والمشاركة في المفاوضات من أجل التوصل الى تسوية سلمية". وهو ما جعله يعتبر أن "الساعات القادمة ستكون حاسمة... وعلى الأطراف تحمل مسؤولياتهم الوطنية والعمل على حلول توافقية وشاملة".

وقال مصدر مقرب من الوفد الحكومي المتواجد بالكويت أنه "ليس لدينا أي معلومات سوى أن وفد الحوثي تأخر عن الحضور" وأنهم لم يغادروا صنعاء". واتهم الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية منذ سبتمبر 2014 بتعمد المماطلة  في القدوم الى الكويت. وكان من المقرر أن تنطلق أمس جولة جديدة من مفاوضات السلام بين فرقاء الأزمة في هذا البلد تحت إشراف الأمم المتحدة على أمل التوصل الى أرضية توافقية لتسوية خلافاتهم بالطرق السلمية بعيدا على لغة الرصاص. غير أن المسلحين الحوثيين المتحالفين مع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح لم يرسلوا وفدهم الى الكويت احتجاجا على ما وصفوها بـ«الخروقات السعودية" للهدنة المعلنة في اليمن بداية من العاشر أفريل الجاري. وعلى عكس موقف الحوثيين أوفدت الحكومة اليمنية ممثليها الى الكويت وهي التي اتهمت جماعة "أنصار الله" وحلفاءها بخرق وقف إطلاق النار الذي أرادت الأمم المتحدة من خلال فرضه تهيئة الأجواء لإطلاق مفاوضات السلام.

والمؤكد أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المدعوم من قبل المملكة العربية السعودية لا يريد أن يتحمل مسؤولية إفشال المساعي الأممية ورمى بالكرة في ملعب الحوثيين الذين تخلفوا عن موعد أمس للشروع في التفاوض. ويبدو من خلال هذه التطورات أن الأمم المتحدة فشلت في مساعيها بدليل الخروقات المتتالية التي طالت وقف إطلاق النار وأصبحت تهدد بانهياره في أية لحظة في تكرار لنفس سيناريو فشل مختلف اتفاقات وقف الاقتتال والأعمال العدائية المعلن عنها سابقا لكنها سرعان ما انهارت بعودة القتال على أرض المعركة وتبادل الاتهامات بين مختلف الأطراف المتصارعة. للإشارة فإن جولة المحادثات الجديدة خصصت لبحث خمس قضايا رئيسية أولها انسحاب المسلحين الحوثيين من المناطق التي احتلوها واستعادة الدولة الأسلحة الثقيلة التي يمتلكها المتمردون وبحث الإجراءات الأمنية وإعادة بعث عمل مؤسسات الدولة واستئناف حوار سياسي شامل إضافة الى تشكيل لجنة خاصة بالمعتقلين من الجانبين.