الباحث في الثقافة الأمازيغية، سليم سوهالي:
دسترة الأمازيغية أخرجتها من" المناطقية"
- 863
أوضح الباحث في الثقافة الأمازيغية سليم سوهالي، أنّ نضال جيل كامل من المناضلين من أجل القضية الأمازيغية الذين قادوا حركة مطلبية من اجل تجسيد بعد هام من الهوية والثقافة الجزائرية، توّج بدسترة الأمازيغية وتصالح الجزائر مع ذاتها، وأشار إلى أنّ السؤال الذي لا بدّ من الإجابة عنه هو "كيف نثمّن هذه الثقافة ونفعّلها في الواقع ونعمّم استعمالها ونخرج من الحركة المطلبية إلى الملموس ونوحّد المتغيرات".
وأضاف الأستاذ سوهالي الذي يعدّ واحدا من أعمدة النشاط الثقافي والقضية الأمازيغية في الأوراس، لـ«المساء" أنّنا في حاجة إلى عمل أكاديمي علمي، وهو إخراج المطلب الأمازيغي من السياسة والمزايدات السياسية كونه مكسبا وطنيا، وقال "الأمازيغية ملك لجميع الجزائريين، ونحن في مرحلة ترميم الثقافة واللغة الأمازيغية، وعلى النخب الجزائرية أن ترمي بثقلها وتخرج الأمازيغية كتاريخ وهوية من المنطق الاثنوغرافي وعدم حصرها في مناطق معينة، لأنّها أحد مقوّمات الشخصية الجزائرية الثلاثة".
وعن سؤال عما إذا وصل الفاعلون من أجل المطلب الأمازيغي إلى غايتهم بدسترة الأمازيغية لغة وطنية ورسمية، أكّد سوهالي بالسلب، وقال "لم نصل بعد إلى المبتغى، خرجنا من المطلبية إلى مرحلة البناء، والمكسب تحقّق والحلم تحقق ونبحث عن خيارات تساهم في بناء الوطن وتساهم في الدخل القومي، وعلينا أن نفعّل الثقافة الأمازيغية ونشركها في الاستثمار الثقافي والسياحي".
وأبدى المتحدّث تحفّظه على الدور الذي تقوم به المحافظة السامية للأمازيغية، وقال أنّها مؤسسة غير فاعلة واتّهمها بالتحيّز، وبعد أن خاض في الجدل القائم حول الحرف الذي لابدّ أن تكتب به اللغة الأمازيغية وقال "لا بدّ من الحفاظ على الهوية الوطنية بالابقاء على حرف التيفيناغ"، أضاف قائلا "المشكل ليس في الحرف ولكن في الذهنيات، والنقاش المثار لا يسمن ولا يغني من جوع".
أفول "الحركة الثقافية البربرية"، تأسّف له السيد سوهالي، وأوضح أنّ من ماتوا من أجل القضية الأمازيغية ماتوا دفاعا عن الديمقراطية وضمان نجاح اللغة الأمازيغية بعيدا عن الإقصاء والتهميش، وأضاف أنّ هذه الحركة جاءت كرد فعل للمطلب الأمازيغي، فالنواة كانت موجودة منذ الحركة الوطنية مثلما كان الطرح قائما، وجاءت الحركة الثقافية لتحيي الأمور وكانت القاطرة وسيسجّل التاريخ هذا لها، وقال "على الجزائري أن يفكّر بذكاء لمنع الانزلاقات، والأمازيغية جزء من الكفاح الجزائري، وهناك من نسى أو تناسى التضحيات الكبرى التي قدّمها أبناؤها من أجل وطنهم الجزائر".
وفي نفس السياق، دعا السيد سوهالي لإخراج الأمازيغية من البعد المناطقي، مؤكّدا أنّ محاولة زعزعة استقرار الجزائر وإحياء النعرات الجهوية "لعبة لا تنطلي على الشعب الجزائري، وهذا ضرب من الخيال، وعلينا أن نكون أوفياء لدماء شهدائنا وتضحيات كلّ الجزائريين، وعلى الشرفاء والمثقفين أن يعوا فداحة الخطر المحدق بالجزائر، فهناك خلايا تدرس كيفية تقسيمها وتستهدف استقرارها".
وأعاب السيد سوهالي عدم الاهتمام بالإنتاج الفني والثقافي الناطق بالأمازيغية، وأوضح أنّه أضعف ما هو مروّج، ودعم إنتاجه هزيل للغاية، وقال "نحن لا نفكّر ببناء الانسان وليس لدينا مشروع مجتمع"، مبديا أمله في أن تكون مطالب المناضلين من أجل الامازيغية قد تحقّقت، وأحلامهم تجسّدت، وأن يعمّ الجزائر الاستقرار وتكون حرة ديمقراطية ومتصالحة.