يرى بعض القانونيين أن ظاهرة تعدد الزوجات تعتبر من الناحية القانونية إجراء وقائيا احترازيا لعدم الوقوع في الأخطاء والحد من تشجيع الجرائم، وهي من الناحية الشرعية جائزة بالنظر إلى إباحة الدين الإسلامي لتعدد الزوجات بشروط دقيقة لمن تتوفر فيهم، أما نظرة المجتمع للظاهرة فتختلف باختلاف الوضعية الاجتماعية والقانونية لطالبي التعدد في ظل المنظومة التشريعية الوطنية، وفيما يعتبرها الكثير واجبا يعتبرها الآخرون عملا خيريا... “المساء" اقتربت من بعض المختصين في الميدان، الذين شاركوا في الملتقى الوطني الذي نظم مؤخرا بدار الثقافة "عبد المجيد الشافعي" بقالمة بهدف إثراء موضوع "تعدد الزوجات في ظل الشريعة الإسلامية"، فكانت هذه الآراء.

❊ نور الدين بودبوز إمام بمسجد "عمر بن عبد العزيز": الدين الإسلامي أباح التعدد لمن تتوفر فيهم الشروط

يقول السيد نور الدين في حديثه إلينا: أستطيع القول بأنه موضوع معقد نوعا ما لكنه مهم جدا، ومجتمعنا يدين بدين العفة والطهارة والنظافة، فلما أباح تعدد الزوجات، لا يعني أنه فرض التعدد بل أباحه بشروط دقيقة جدا، فقبل الإسلام كما في الجاهلية كانت هناك شرائع من الديانات اليهودية والمسيحية والمجوسية وغيرها تبيح تعدد الزوجات، ولما جاء الإسلام نظم هذا التشريع تنظيما دقيقا، والنبي عليه الصلاة والسلام لم ينكر ما جاءت به الشرائع السابقة، فجاء هذا الدين ليطهر الأخلاق من الرذيلة بتعدد الزوجات، والله سبحانه وتعالى لما أباح هذا التشريع يعلم ما ينفع الأمة وما يضرها، ولكي نحافظ على الأخلاق وعلى مجتمعنا المسلم علينا أن نجيز وندعم الفكر بالتعدد، خاصة أن العنوسة بلغت أرقاما كبيرة.

❊ وردة دالي خيلية أستاذة بكلية الإعلام بجامعة الجزائر "3": تعدد الزوجات فيه فضائل كثيرة

وسائل الإعلام في بلادنا وفي الدول الإسلامية والعربية لم تعالج الموضوع بصراحة وتركته لوسائل الإعلام الأجنبية، لذلك أستطيع القول بأن تعدد الزوجات موضوع اجتماعي حساس جدا، لكنه مهم في الظرف الحالي، خاصة عندما نعلم أن العنوسة وصلت إلى أرقام كبيرة إضافة للمطلقات والأرامل، لذلك فتعدد الزوجات فيه فضائل كثيرة مثلما جاء بها القرآن الكريم. من الجانب الإعلامي أقول إن وسائل الإعلام في الجزائر وفي الدول الإسلامية التي لم تعطه حقه ولم تعالج الموضوع بصراحة، فتركنا المجال لوسائل الإعلام الأجنبية التي تداولته وناقشته من منظور سلبي تماما بهدف الحط من قيمة الإسلام، فاعتبروا الأمر ثغرة ووظفوا النصوص القرآنية التي تبيح تعدد الزوجات واعتبروها مسيئة لحقوق الإنسان، أنا لا أقول بأنني ضد أو مع التعدد، لكن حسب رأيي، هذه المشكلة تناقش بين اثنين ولا تعمم، وقد بسط لنا القرآن الكريم والشرع الإسلامي شروطا تحكم هذه القضية، كما أنني ضد التعليمة التي أعطت للمرأة حق قبول أو عدم قبول زواج زوجها، فحسب رأيي، التعليمة لم تكن نابعة من الشريعة الإسلامية.

❊ علوي عبد الحميد محام وأستاذ قانون: التعدد إجراء وقائي احترازي لعدم الوقوع في الأخطاء

“تعدد الزوجات عبارة عن إجراء وقائي احترازي فقط لعدم الوقوع في الأخطاء، فبدلا أن نشجع الجرائم في الشارع والأماكن العمومية نطالب بتعدد الزوجات لخلق فضاء شرعي قانوني منظم لدى المنظومة القانونية وتجاه ديننا الحنيف"، يقول الأستاذ علوي، مضيفا أنه مع التعديلات الجديدة المنصوص عليها في القانون الجديد والتي تخص الولي وعقد الزوجة، حضور الولي ومكانة القاضي باعتباره وليا لمن لا ولي له، بالإضافة إلى وجود الإجراءات القانونية للحصول على الترخيص والإثباتات الطبية والقانونية التي تخضع للخبراء المختصين، وكذا مفهوم عقد الزواج بالنسبة للقانون والشريعة الإسلامية: هل يجب إخبار الزوجة أم لا؟ مع إحضار طلب الترخيص للمحكمة لعقد قران الزوجة الثانية، إذن هناك مبررات شرعية وقانونية تتماشى والوضع الاجتماعي، فيما يخص تثبيت عقود الزواج خاصة وأن هناك أشخاص يتزوجون بالفاتحة، وهو عقد ديني وشرعي. قانونيا يجب البحث على السبل النظامية للحفاظ على حقوق المرأة عند حدوث الطلاق فليست كل علاقة شرعية في إطار منظم، ويتجلى ذلك بعد وقوع الطلاق، حيث تجد المرأة حقها ضائعا، فتثبيت الزواج حق مدني لحصول الزوجة عليه.

❊ صدام نوار الأمين الوطني لجمعية "الوفاء" للتضامن الوطني: الحفاظ على الاستقرار الوطني في ظل تعدد الزوجات

“لقد "نظمنا هذا الملتقى الوطني الأول على مستوى الجزائر كبداية وانطلاقة رسمية لملتقيات أخرى سوف تثيرها الجمعية في إطار موضوع تعدد الزوجات، وقد جاء بناء على طلب العديد من الأسر، حيث شهدت البلاد ارتفاعا كبيرا في العنوسة، الأرقام تشير إلى وجود أزيد من 12 مليون عانس والعدد في تزايد، نتمنى أن نثير هذه القضية لمرات عديدة حتى يتقبلها المجتمع، كما نتمنى من الأخوات سواء الماكثات في البيوت أو العاملات والمثقفات أن يتفهمن الوضع إذا أحرجناهن، فهو واقع تعيشه البلاد والأمة ككل، للحفاظ على الاستقرار الوطني في ظل تعدد الزوجات".