فيما أكّد بموسكو أن المراجعة الدستورية فتحت آفاقا جديدة
سلال: الجزائر تراهن على تنويع اقتصادها لمواجهة انخفاض أسعار البترول
- 877
أكد الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، أمس، بموسكو أن الجزائر اتّخذت التدابير اللازمة لمواجهة انخفاض أسعار البترول من خلال المراهنة على تنويع الإنتاج وتوسيع الشراكات الأجنبية بما فيها مع روسيا،مضيفا أن "البلدان المنتجة للبترول مثل الجزائر تتكيّف مع تذبذب الأسعار" . خلال ندوة صحفية نشطها مع نظيره الروسي السيد دميتري مدفيديف، أشار سلال إلى أنه "بعد تراجع عائدات الجزائر بنسبة 50% جراء انخفاض أسعار البترول اتخذت الجزائر الاحتياطات اللازمة"، مشيرا إلى أن الاجتماع الأخير لأعضاء منظمة الدول المنتجة للبترول الذي لم يفض إلى النتائج المنشودة، ليستطرد في هذا الصدد أن "الأهم في الوقت الراهن هو ضمان استقرار حجم الإنتاج"، باعتبار أن ذلك يعد "المرحلة الوحيدة الكفيلة بتحقيق ارتفاع الأسعار".
في هذا الصدد علق قائلا "نلاحظ أن الإنتاج أخذ في التراجع بالنظر إلى انخفاض استثمارات الشركات الكبرى"، في الوقت الذي راهن على "تطور إيجابي للأسعار مستقبلا". في إطار تنويع الاقتصاد أوضح الوزير الأول أن الجزائر تعوّل على استعمال جميع أنواع الطاقة انطلاقا من الطاقة المتجددة. بخصوص المجال النووي -يضيف السيد سلال- "سنعمل كمرحلة أولى على تكوين إطارات مختصة ولما تتوفر الإمكانيات سنستغل الطاقة النووية لأغراض مدنية"، مشيرا إلى أن "النووي سيخصص في بادئ الأمر إلى الاستعمال في المجال الطبي والبحث العلمي". أما فيما يتعلق بالتعاون الثنائي الجزائري-الروسي أشار الوزير الأول إلى أن "العلاقات التاريخية والقوية التي تربط البلدين منذ وقت طويل قد تعززت بعد التوقيع على إعلان الشراكة الاستراتيجية سنة 2000 من قبل الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وفلاديمير بوتين".
أما الزيارة الحالية -يضيف السيد سلال- فقد توجت بالتوقيع على العديد من اتفاقات التعاون في مختلف المجالات واتفاقات أخرى مؤسساتية وتجارية. وأضاف قائلا "لقد وضعنا مع شركائنا الروس مخططا من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية" مؤكدا "وجود إرادة من الجانبين وإصرار على المضي قدما". كما أشار في هذا الصدد إلى أن الحضور القوي لرجال الأعمال الجزائريين في المنتدى الاقتصادي الجزائري الروسي (الأربعاء والخميس) يندرج في إطار هذه الإرادة المتمثلة في إحراز تقدم أكبر في مجال التعاون، ليتابع بالقول أن "السلطات الجزائرية قد اتخذت إجراءات ترمي إلى تسهيل مهمة المتعاملين الروس المهتمين بالسوق الجزائرية".
من جانبه أعرب السيد مدفيدف عن ارتياحه لارتفاع المبادلات التجارية بين البلدين، مجددا التأكيد على "استعداد الحكومة الروسية المضي باتجاه تعزيز وتنويع التعاون، مشيرا في هذا السياق إلى الصناعة الصيدلانية". كما أوضح سلال خلال المحادثات التي أجراها مع رئيس الدوما (الغرفة الدنيا للبرلمان الروسي) سيرغاي ناريشكين، أن المراجعة الدستورية التي جرت شهر فيفري الماضي "فتحت آفاقا جديدة" للجزائر، مشيرا إلى أن هذه المرحلة تشكل "تقدما معتبرا في تنظيم هيئات الدولة وتنظيم المجتمع" بفضل إدخال مبادئ جديدة خاصة في مجال "تكريس الحريات الجماعية والفردية". في حين دعا إلى تعزيز التعاون البرلماني المشترك بين البلدين. بعد ذلك أجرى الوزير الأول محادثات مع رئيسة مجلس فيدرالية روسيا (الغرفة العليا) السيدة فالنتينا ماتفيينكو، بحضور أعضاء من الطرفين. كما تحادث السيد سلال مع نظيره الروسي ديميتري مدفيديف، إذ ابرز إرادة واستعداد الجزائر "لتعزيز الشراكة الاقتصادية" بين البلدين، مشيرا إلى أن الجزائر تعتزم "تنويع الاقتصاد الوطني" للتحرر "نهائيا" من المحروقات.
الوزير الأول أكد إلى أن الجزائر تتوفر على "طاقات هامة في مجال الفلاحة"، داعيا في هذا السياق الطرف الروسي إلى "المشاركة في ترقية الشراكة في هذا القطاع، انطلاقا من أن "بلدنا يتوفر على طاقات هامة" كفيلة بتمكينه من تحقيق نتائج اقتصادية. بعد أن أوضح أن حوالي 200 رجل أعمال جزائري موجود بموسكو حاليا للمشاركة في المنتدى الاقتصادي، أوضح سلال أن الجزائر وروسيا "يمكنهما إقامة شراكات وبناء جسر يربطهما". وتطرق إلى حجم "الصداقة التي ميزت دائما العلاقات الجزائرية-الروسية"، معتبرا أن الأمر بالنسبة للجزائر يتعلق "بمبدأ لن نتراجع عنه" . كما أشار السيد سلال من جهة أخرى إلى أن الجزائر كانت دائما محبة للسلم عبر العالم، قائلا "نحن اليوم مصدرين للسلم بالنظر إلى الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الجزائر دون هوادة لتسوية النزاعات". في هذا السياق أوضح أن الزيارة الأخيرة لوزير الشؤون المغاربية والإفريقية وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل إلى سوريا تندرج في إطار هذا المنطق الرامي إلى التوصل لحلول سياسية للنزاعات التي تفرض نفسها حاليا عبر العالم.
لدى تطرقه إلى مسألة الصحراء الغربية، صرح الوزير الأول لنظيره الروسي أن "موقف الجزائر صارم في هذا الموضوع". مؤكدا أن "الجزائر وروسيا المتفاهمتان سياسيا مدعوتان اليوم إلى التقدم بشراكاتهما في المجال الاقتصادي"، كما جدد في هذا السياق موقف الجزائر من تسوية الأزمات بالتذكير "بثبات الموقف الجزائري"، موضحا في هذا الصدد "نحن نؤيد احترام حق الشعوب في تقرير المصير"، وعلى أن "تكون الحلول سلمية وعادلة وتأخذ بعين الاعتبار الشرعية الدولية" . من جهته أشار رئيس الحكومة الروسي إلى "تقارب وجهات النظر بين الجزائر وموسكو حول أسباب اندلاع النزاعات" متأسفا لـ«الوضع العام المتوتر بعدة مناطق عبر العالم". عن سؤال حول الوضع السائد في سوريا وليبيا وعن مسألة الصحراء الغربية أوضح السيد ميدفيديف أنه "لا توجد تسوية سهلة"، داعيا إلى "احترام القانون الدولي والبحث عن حل وسط بين جميع أطراف النزاع". الوزير الأول كان قد وضع قبل ذلك إكليلا من الزهور على ضريح الجندي المجهول وهو نصب تذكاري موجود أسفل جدران الكريملين، تخليدا للجنود السوفيات الذين قتلوا إبان الحرب العالمية الثانية.
بوشوارب يكشف عن مشروعين لتحويل الفوسفات بالعاصمة: التوقيع على 5 اتفاقات تعاون بين الجزائر وروسيا
وقعت الجزائر وموسكو أمس، على خمسة اتفاقات تعاون جزائرية روسية في مختلف المجالات بمناسبة الزيارة الرسمية التي يقوم بها الوزير الأول عبد المالك سلال إلى روسيا. وتتمثل في "مذكرة تفاهم في مجال السكن وبرنامج تعاون ثقافي جزائري روسي 2016-2018 ". كما تشمل الاتفاقات التعاون بين وكالة الأنباء الجزائرية ووكالة الأنباء الروسية "روسيا سيغودنيا" ومذكرة تفاهم بين محافظة الطاقة الذرية (كومينا) وهيئة الدولة الروسية (روساتوم) ومذكرة تفاهم بين الوكالة الوطنية لترقية وتطوير الحظائر التكنولوجية ومؤسسة سكولكوفو" . ووقع على مذكرة التفاهم في مجال السكن وبرنامج التعاون الثقافي وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي رمطان لعمامرة. فيما وقع على الاتفاق بين وكالة الأنباء الجزائرية ووكالة الأنباء الروسية "روسيا سيغودنيا" (روسيا اليوم) المدير العام لوكالة الأنباء الجزائرية عبد الحميد كاشة والسيد أولاغ أوسيبوف. ووقع بالأحرف الأولى على مذكرة التفاهم بين "كومينا" و«روساتوم" محافظ الوكالة للطاقة الذرية محمد دردور، فيما وقع بالأحرف الأولى على مذكرة التفاهم بين الوكالة الوطنية لترقية وتطوير الحظائر التكنولوجية ومؤسسة سكولكوفو السيد عبد الحكيم بن صاولة المدير العام للوكالة.
حسب بنود الاتفاق اتفقت الوكالتان على تطوير التعاون المهني الثنائي في مجال الإعلام قصد تعزيز التعاون المتبادل بين البلدين. كما ينوي الطرفان تجسيد مشاريع ترمي إلى "تطوير المجال الإعلامي وتشجيع التغطية الموضوعية والمهنية من قبل وسائل الإعلام للأحداث الثقافية والعلمية والاقتصادية والرياضية والسياسية وكذا تدعيم التدفق الإعلامي والتفاهم المتبادل والتقارب بين شعبي البلدين". من جهة أخرى أكد وزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشوارب أن آفاق التعاون الجزائري-الروسي في قطاعه "مرضية" وأن "مشاريع هامة ستتجسد عما قريب"، مضيفا لواج على هامش الزيارة التي يقوم بها الوزير الأول إلى موسكو بالقول "إننا بصدد استكمال مشروعين كبيرين لتحويل الفوسفات قد يتم تجسيدهما في الأيام المقبلة بالجزائر العاصمة". بوشوارب استطرد بالقول "المفاوضات متقدمة بين معهد روسي والمجمع الصناعي العمومي الجزائري "منال" من أجل تجسيد مشروع كبير لاستغلال وتحويل المواد المنجمية المكتشفة بصفة مشتركة"، معتبرا أن "هذه الزيارة تأتي في وقت تسجل فيه علاقتنا مع روسيا تصاعدا معتبرا لاسيما في مجال المناجم" . كما ذكر بوشوارب بالمشروع الذي تم وضعه بالتعاون مع المجمع الروسي لصناعة قاطرات لصالح الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية.