عاشور شرفي المدير العام ليومية "المجاهد"
مجبرون على التكيف مع ثورة الرقمنة
- 1873
يرى المدير العام ليومية "المجاهد" العريقة، السيد عاشور شرفي، أن وسائل الإعلام والاتصال الحديثة أصبحت تنافس الصحافة المكتوبة الورقية، وأفقدتها "احتكارها" كوسيلة إخبارية، ويتعيّن عليها اليوم التكيف مع التحول الرقمي، إذا أرادت أن تحافظ على مكانها في السوق الإعلامية. ذكر محدثنا أن تدهور الصحافة الورقية في كل أنحاء العالم ظهر من خلال انخفاض ملحوظ في الطباعة وتداولها وتأثيرها. ويتضح ذلك منذ حوالي قرن من التطوّر التكنولوجي الذي لم يتوقف، بظهور المذياع في عشرينيات القرن الماضي، متبوعا بالتلفزيون في نهاية الخمسينيات، ثم الإعلام والأنترنيت. وأكد السيد شرفي أن الجزائر لا يمكنها أن تفر من هذا التطوّر، فالأنترنيت تزداد انتشارا، خاصة في أوساط الشباب، الذين يستعملون هذه الوسيلة لتتبع الجديد، مستطردا بالقول: "إن هذا لا يعني أننا سنشهد زوال الصحافة المكتوبة، فاستعمال الهواتف الذكية مع إمكانية الدخول إلى الشبكة العنكبوتية، لا يزال محدودا عندنا، والولوج إلى النت ليس سهلا، إذ لا يزال محدودا، بطيئا، وأحيانا متذبذبا، رغم التقدم المحقق.
من جهة أخرى، يرى محدثنا أنّ الحضور على شبكة الأنترنيت لا مناص منه، مفيدا أن ردود الفعل من طرف الصحافة الكلاسيكية إلى حد الآن يتجلى في ثلاثة أشكال؛ أولا: وضع كامل محتوى الصحيفة مجانا على النت، ثانيا: وضع جزء من المحتوى على النت، وثالثا: التخلي عن النسخة الورقية والتحول كليا إلى الشبكة الرقمية. وأوضح أن الجزائر توجد في المستوى الأول، مؤكدا أن الأنترنيت تزيد في تبيان الصحافة المكتوبة، لكنها لا تحقق ربحية، مادام نظام الدفع الإلكتروني غير معتمد عندنا. وبالنسبة لصحيفة "المجاهد"، قال السيد شرفي إنها واحدة من العناوين الستة للصحافة العمومية، وهي عميدة الصحافة منذ 60 سنة من تأسيسها خلال الثورة التحريرية، في جوان 1956 حينما كان عملها في الخفاء، وكانت الناطق الرسمي للمقاومة الجزائرية، كما واكبت تطور البلاد منذ الاستقلال، وتقاسمت وتتقاسم لحظات المجد والمحن.
وكشف عن أن هناك عددا محدودا من قراء النسخة الورقية للجريدة، بالإضافة إلى الوزارات والسفارات، والجماعات المحلية، وقراء من الجيل القديم الذين يعتبرون هذا "العنوان" رمزا وتاريخا، وهناك أيضا من القراء من يرون أن في الصحيفة أخبارا كثيرة وتعليقات أقل، وفي كل الأحوال، يقول السيد شرفي: "نحن لا نخلط بين الأنواع الصحفية، ونميز بوضوح في مجال التحرير بين الافتتاحية، التعليق، الروبورتاج، التحقيق، الملف، الحديث، وأخبار موجزة، ومن المهم ألا نخلط بين الأنواع الصحفية، وهي المهنية والاحترافية التي جعلها وزير الاتصال أولوية، خاصة من خلال الشروع في سلسلة من المحاضرات لتدريب الصحافيين والذهاب نحو المجتمع المدني". وذكر مسؤول "المجاهد" أن الصحيفة تطرح على النت أربعة إصدارات، بالفرنسية، العربية، الإنجليزية والإسبانية، وهي محل تصفح يقترب من 100 ألف نقرة و10 آلاف إلى 27 ألف زائر يوميا، وهو من بين أحسن الجرائد وطنيا، وهذا العدد الهام من القراء على النت يدفع "المجاهد" نحو تصميم صحيفة رقمية بالكامل، مختتما بالقول: "أعتقد أنه علينا أن نسلك هذه الطريقة، إذا كنا نريد الحفاظ على تأثير الصحافة العمومية وكسب الجمهور قدر الإمكان، لحمل رسالة مؤسسات الدولة إلى أقصى مدى.