ملتقى رواد القراءة بالمكتبة الوطنية

إطلاق "مشروع القراءة" لتفعيل المقروئية

إطلاق "مشروع القراءة" لتفعيل المقروئية
  • 1112
 مريم. ن مريم. ن

تمّ بالمكتبة الوطنية إطلاق المشروع التدريبي "مشروع القراءة" الذي يقوم على نقل المعارف وإكساب المهارات وتغيير القناعات، باستخدام برامج وأساليب علمية مجربة تخدم موضوع القراءة وتساهم في تحسين مستوياتها والرفع من درجات الفهم والتركيز واسترجاع المعلومات. في هذا الإطار، أشار وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، في كلمة ألقاها بالمناسبة، إلى أنّ المبادرة هي من جمعية "برو لحلول التدريب الاحترافي" بالعاصمة، وهي من الجمعيات التي تنشط في حقل التنمية البشرية، طرحت فكرة عملية يمكن توسيعها ونشرها، واعتبر أنّ الناشرين الجزائريين اكتسبوا خبرة في صناعة الكتاب، لكنهم بقوا بعيدين عن الترويج له في السوق، لذلك غابت عندهم المصالح الخاصة بهذه المهمة، مؤكدا أنّ المعلومة اليوم هي التي تحاصرنا وتطاردنا نتيجة هذا الكم من المعرفة، والعبرة ليست في الحصول على المعلومة، بل في كيفية توظيفها واستثمارها.

فكرة المشروع ـ كما أوضح المتحدث ـ تأسّست على تجارب ميدانية وهي محصلة لخدمة المجتمع، بما في ذلك الطفل الذي هو استثمار الغد، وأشار إلى أنّ الدولة لا تصنع الثقافة بل تضع بيئة صحية لتنمية الحس الثقافي، وتوقف عند الإنجازات التي حققتها الدولة في مجال الكتاب،  حيث تم توفير 1100 مكتبة عبر التراب الوطني وعلى رأسها المكتبة الوطنية رمز السيادة، وكذا مختلف الملحقات والمرافق المتوفرة على مختصين. بعدها، تدخل السيد حبيب الله سالمي مدير الملتقى (ملتقى رواد القراءة – جيل يقرأ.. وطن يرقى) الذي توقف عند أهمية المشروع الذي هو مشروع ثقافي اجتماعي تكويني تدريبي، يساهم في تحسين مستويات المقروئية ونقل المعارف واكتساب المهارات جديدة لدى الكبار والصغار، يهدف إلى غرس ثقافة القراءة من خلال مبادرات ومشاريع فرعية، ويعتمد أيضا على مهارة القراءة السريعة التي جربت في العالم وجربت عندنا في العديد من الولايات، وتهدف هذه القراءة الفعالة ليس فقط على السرعة، بل تمزج بين كل المهارات المتكاملة، منها التركيز والفهم والتذكر والاسترجاع، وهي تكسب القارئ المرونة في المطالعة وتمكنه من الاستيعاب بشكل أسرع وأسهل.

أشار المتحدث إلى أن الأبحاث العلمية عبر العالم أكدت أن الشخص العادي يستطيع أن يحدث تحسنا من 50 إلى 100 بالمائة في سرعته في القراءة أو أكثر من ذلك، دون أن يفقد شيئا من فهمه للمعاني التي يقرؤها. كما يتفوق سريع القراءة على من يقرأ ببطء بأنه يحصل على أفكار ومعلومات أكثر في وقت محدد، علما أن قاعدة القراءة السريعة الفعالة تقوم على قانون "كلما زادت سرعة القراءة زاد الفهم والاستيعاب"، وتقوم هذه القراءة برفع القدرة التعليمية لاستيعاب المزيد من المعلومات المتوفرة اليوم وغدا، عن طريق تعلم كيفية رفع مستوى القدرات العقلية إلى درجات عالية. يهدف هذا البرنامج أيضا إلى تحسين مهارات القراءة وتطوير تقنيات المطالعة وزيادة السرعة إلى 3 أضعاف على الأقل، من خلال برنامج تكويني مكثف يمتد على 3 أيام، بحجم ساع يقارب الـ18 ساعة (يومان مكثفان). علما أن هذا البرنامج التكويني تم تقديمه 25 مرة بشكل رسمي لفائدة 16 جهة عبر 15 ولاية، بمشاركة 350 مدربا خلال ثلاث سنوات، والنتائج التي سجلت أنه تم تحقيق تحسن بـ300 بالمائة وخلال الدورات سجلت زيادة سرعة القراءة بـ434 بالمائة، ومن معدل 158 كلمة في الدقيقة ارتفعت إلى 647، وكذا تحسن في نسبة الاستيعاب من 71 بالمائة إلى 74. للإشارة، فقد أشار السيد عز الدين ميهوبي خلال حديثه للصحافة بعد مغادرته اللقاء، إلى دعم هذا المشروع بكل الوسائل، ملحا على ضرورة إشراك وزارتي التربية الوطنية والتعليم العالي فيه، كما أعلن عن إعادة حلقات الكتاب للمكتبة الوطنية، من خلال تأسيس فضاء "موعد مع الكتاب" وهو لقاء أسبوعي يعنى بالكتب الصادرة، بالتالي الترويج لها.