افتتاح مؤتمر قضايا اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية بالقاهرة
محاولة لتحريك المجتمع الدولي أمام مأساة إنسانية لا تعرف نهاية
- 657
دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أمس إلى تحرّك جماعي من أجل وقف القتال في سوريا، بقناعة أن الاكتفاء بمواصلة التنديد والإدانة بـ«اكبر مأساة إنسانية في هذا القرن" تصرف غير مقبول، بما يحتم على المجتمع الدولي القيام بتحرك عاجل لوضع حد لهذه المأساة. ية مرفت تلاوي في وصف ما يحدث في سوريا بـ«أكبر مأساة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية" مما جعلها تدعو إلى الانتقال من مرحلة "تشخيص الأزمة" في هذا البلد إلى مرحلة "إيجاد حلول ملموسة لها". وأجمع المتدخلون في اليوم الأول من أشغال مؤتمر قضايا اللاجئات والنازحات بالمنطقة العربية الذي افتتح بالعاصمة المصرية على عظم المأساة التي يعيشها اللاجئون بسبب النزاعات التي تعيشها عديد الدول العربية منذ قرابة خمس سنوات.
وتم التركيز في هذا الشأن على ما يحدث في سوريا التي أخذت حصة الأسد من مداخلات المشاركين على خلفية الأحداث المؤلمة التي تعيشها مدينة حلب في الأيام الأخيرة. وتم بالمناسبة عرض شريط وثائقي تحت عنوان "حلم العودة"، أبرز معاناة النساء والأطفال في عدد من دول اللجوء. وقال نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمة ألقاها أمام المشاركين أن التحديات كثيرة والمعاناة اكبر والموارد شحيحة بما يحتم على العالم تحمل "مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية والسياسية" لمواجهة هذه المأساة. الأمر الذي جعله يؤكد على الحاجة لملياري دولار من المساعدات الإنسانية لإنقاذ 750 مليون شخص في 37 دولة.
وضمن هذه المقاربة تساءلت مرفت تلاوي عن خلفيات غياب موقف دولي متضامن مع المأساة الإنسانية التي تعيشها سوريا وعن أسباب غياب "المواجهة الحادة ضد المجموعات الإرهابية"، وكذا غياب التمويل الكافي للمشاريع التنموية لفائدة اللاجئين. وهو ما جعلها تدعو المجتمع الدولي إلى الإسراع بوضع "أطر قانونية" تتناسب وأزمة هذا البلد "وتطوير قدرات المنظومة العربية للتعامل مع الأزمات في مجالي حفظ السلم والإغاثة والمساعدة المستعجلة. كما طالبت بدور اكبر للإعلام العربي بغية توجيه الاهتمام المناسب بهذه القضايا والتوثيق الدقيق لواقع اللجوء لاسيما في الدول العربية المضيفة وكذا بالنسبة للدول المانحة.
وجاءت تدخلات المبعوثة الخاصة للأمين العام للجامعة العربية لشؤون الإغاثة الإنسانية الشيخة حصة آل ثاني، وممثلة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في مصر والجامعة العربية اليزابيت تان وكذا مدير المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة محمد الناصري، الذي أشار إلى تزايد نسبة الأسر السورية اللاجئة التي تعولها امرأة في الدول العربية، والتي حددتها آخر الإحصائيات بنحو الربع من جميع الأسر السورية بالأردن ولبنان ومصر، إضافة إلى تزايد العنف الأسري والعنف الجنسي وزواج القاصرات في مجتمع اللاجئين. وبالموازاة مع تنظيم هذا المؤتمر، قررت منظمة المرأة العربية تنظيم حملة تبرعات تهدف إلى تمويل مشاريع لصالح لاجئات في المنطقة العربية، فضلا عن تنظيم معرض لبيع منتجات حرفيات لاجئات مقيمات بمصر.