انتهج سياسة "الخطوة ـ خطوة" لتكريس سلطاته

السراج يجتمع في طرابلس بوفد عن مجلس نواب طبرق

السراج يجتمع في طرابلس بوفد عن مجلس نواب طبرق
  • القراءات: 726
ص. محمديوة ص. محمديوة

 عقد الوزير الأول الليبي فايز السراج اجتماعا مع أعضاء عن مجلس نواب طبرق بقيادة محمد شعيب النائب الأول لرئيس هذه الهيئة النيابية عقيلة صالح ضمن عملية اختراق الهدف منها إحداث شرخ في موقف نوابها وفسح المجال لمنح ثقتهم لحكومة الوفاق الوطني. ويبدو أن السراج الذي عجز حتى الآن في إقناع برلمان طبرق بعقد جلسة منح الثقة لحكومته لجأ إلى مثل هذه الخطة من أجل إضعاف موقف رئيس البرلمان عقيلة صالح والنواب الرافضين لحكومته وجعلهم أقلية أمام أكثر من 102 من النواب الذين أعلنوا تأييدهم لحكومة الوفاق والعمل على استمالة النواب المترددين إلى صفه. وأكد السراج في بيان أصدره أن الاجتماع "يأتي في إطار مناقشة آلية الوصول إلى درجة عالية من التوافق الوطني وكيفية ممارسة البرلمان مهامه كسلطة تشريعية ومتابعة أعمال المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني والوقوف على ما يعرقل أعماله". وأضاف أن "اجتماعات مشتركة حضرها أعضاء المجلس الرئاسي ووفد البرلمان قدم خلالها نواب المنطقة الجنوبية مقترحا لتخطي العقبات وتنفيذ المطالب المتعلقة بمنح الثقة لحكومة الوفاق". وانتهج السراج سياسة "الخطوة ـ خطوة " بعد أن تيقن من صعوبة مهمته مما حتم عليه التعامل مع الوضع بتريث وحكمة دبلوماسية، مراعيا في ذلك حجم التحديات التي فرضتها الحساسية السياسية في مشهد ليبي تكرس منذ الإطاحة بالنظام السابق بتعقيداته وتضارب مصالح أطرافه حد العداء.

وهو ما جعله يعمل بروية لتنفيذ سياسته لتوحيد الصف الليبي بدأها نهاية الأسبوع بتشكيل قيادة عسكرية عامة ودعوته مختلف القوى المسلحة الناشطة في البلاد الانضواء تحت مظلتها. وعمد السراج لبسط سلطاته باستعادة السيادة على مختلف المقار الحكومية التي كانت إلى وقت قريب تحت سلطة حكومة الإنقاذ بقلب العاصمة طرابلس مرورا بإصداره أوامر وتعليمات لمختلف المؤسسات المالية والاقتصادية بعدم التعامل إلا في إطار سلطة حكومته. ووجد في دعم المجموعة الدولية حافزا قويا لتثيب سلطته بعاصمة البلاد في انتظار تعميمها على كافة أنحاء ليبيا من غربها إلى شرقها ومن شمالها إلى جنوبها. وهي مهمة "شاقة" خاصة وأن قوات الجنرال خليفة حفتر الموالية لحكومة طبرق لا تزال تحظى بدعم بعض الأطراف في شرق البلاد وحتى السكان في مدينة بنغازي الذين نظموا أول أمس وقفة لتأكيد دعمهم له فوجدوا أنفسهم عرضة هجوم بقذائف صاروخية تسبب في مقتل خمسة أشخاص وإصابة 11 آخرين.  وأثار هذا الهجوم موجة استنكار عارمة في ليبيا حيث أدان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بشدة قصف المتظاهرين السلميين بمدينة بنغازي ووصف الهجوم بـ«العمل الإرهابي الجبان". ويأتي هذا الهجوم عشية إعلان قوات الغرفة الأمنية المشتركة بمدينة مصراته الليبية عن تمكنها من استرجاع سيطرتها على بوابة السدادة وأجزاء من المحمية بعد يوم واحد من استيلاء تنظيم "داعش" الإرهابي عليها.