سببها غياب التربية المدنية
مظاهر مشينة تعكر صفو الشوارع والأماكن العامة
- 3201
غزت شوارعنا تصرفات يعتبرها المجتمع مشينة، لما لها من خاصية الاعتداء على حرية الغير وحقه في العيش في محيط نظيف، ومن بينها البصق في الشوارع وعلى مرأى المارة بصورة مقززة تعكس الهجوم المباشر على كرامة الآخر، كما وصفه المواطنون الذين تحدثنا إليهم، وأشاروا إلى نفورهم من الفاعل والمكان خاصة الأماكن التي أصبحت مراحيض على الهواء تزكم النفوس وتشعر المارة بالغثيان. الكتابة على الجدران، إطلاق الموسيقى الصاخبة من السيارات في كل الأوقات وخاصة في قلب الليل، معاكسة الفتيات والتفوه بأي كلام دون مراعاة حق الغير في حفظ الأذن عن الكلام القبيح... كلها تصرفات سلبية باتت تطبع سلوكات البعض في ظواهر تستدعي البحث والتشريح. "المساء" تحدثت إلى المواطنين ونقلت رأيهم في الموضوع، كما ناقشت هذه الظواهر مع المختصين في علم النفس والاجتماع الذين أشاروا إلى أنها نوع من الانحراف الذي يعود إلى ضعف التربية، علاوة على التغيرات العالمية الجديدة الممثلة في العولمة والانترنت التي أصبحت تضرب في عمق أخلاق المجتمع.
بصاق، تبول، أعقاب سجائر وفضلات
تشكو شوارعنا من ظاهرة البصق التي يمارسها الرجال بكثرة ، فأينما حولت بصرك رأيت منه ألوانا تشير إلى أن صاحبها يعاني من مشكل في المعدة أو مدخن تشكو رئتاه من السم الذي ينفثه فيها يوميا بفعل السجائر، والمؤسف في الأمر أن هذا الفعل علاوة على ما يسببه من إيذاء نفسي للآخرين كونها ممارسة تفتقد إلى الذوق العام، فإن هذه الأفعال ناقلة للأمراض وتؤثر على صحة الإنسان أيضا خاصة إذا كان بصاق الفرد يحمل ميكروبات وجراثيم على غرار مريض السل أو التهاب الكبد الفيروسي. كما يعتبرها الكثير فعلا مقززا، حسبما أشارت إليه سيدات تحدثنا إليهن حول رأيهن في الظاهرة، ففي البداية أثنين على اختيار "المساء" لموضوع التصرفات المشينة، ومن بينها ظاهرة البصق، وتشريحها لأنها كما وصفتها معلمة في الطور الثانوي، مرض اجتماعي لابد من علاجه، كما أنه فعل يشعرنا بالأسى وينقل صورة سلبية عنا للمجتمعات الأخرى رغم أننا مسلمون والإسلام دين النظافة. وأشارت المحامية ف.ن، إلى أن البصق فعل مقزز يشوه مظهر المدينة، مضيفة أنه حدث أن تشاجرت مع كهل لأنه بصق على قدمها عن غير قصد، تقول: "انتابني إحساس رهيب.. لقد تمنيت أن تقطع قدمي حينها، دخلت في نوبة هيستيرية وأنا أبحث عن قارورة ماء لغسلها، لا أخفيكم لقد احتقرته بتصرفه ذاك، بالنسبة لي لقد أفسد علي يومي، و ما كان منه إلا أن طلب السماح بدم بارد ... لقد شعرت بالأسى لتعرضي لذاك لإيذاء النفسي الكبير.. شخصيا أحتقر من يبصق في الشارع وخاصة على مرأى الناس بدون مراعاة مشاعرهم ناهيك عن الذين يتمخطون أمام الملأ، إذ كثيرا ما يشدنا منظر شخص يقف وسط الرصيف واضعا إبهامه على أحد منخاريه ليقذف وبكل قوة ما بالمنخار الثاني من مخاط ثم يمسح يديه في ملابسه ويواصل طريقه".
وعلقت سيدة مسنة قائلة: "أكثر من يعاني خلال فترة الحمل من مشكل البصاق المرأة، ورغم حالتها المرضية فهي تحترم الغير ولا تقوم بهذا الفعل المشين في الطرقات والشوارع، إلا أنها تتعرض للأذى بفعل من يقومون به، على غرار المدخنين ومن يضعون الشمة، الذين يبصقون كثيرا ويرمون في كل مكان أعقاب السجائر، شخصيا أتساءل هل يفعلون هذا في بيوتهم؟ وأضافت:" التبول في الشارع وأمام عيون المارة أحيانا ... هذا أيضا مشكل كبير يستدعي النظر، فهناك أماكن في قلب العاصمة باتت عارا يتفرج عليه ضيوف الجزائر، ماذا سيقولون عنا؟ وأكثر من هذا، هناك أماكن تشعرك بالغثيان عندما تمر أمامها، ما يسبب القي والاستفراغ للسيدات الحساسات بفعل الرائحة الكريهة".
الرمي العشوائي للنفايات وإيذاء عمال النظافة بالأدوات الحادة
ومن بين التصرفات السلبية التي تستدعي إعادة النظر أيضا حسب من استجوبناهم من المواطنين، الرمي العشوائي للنفايات في الشوارع وخاصة المناديل الورقية، الأكواب، العلب الكارتونية للمشروبات على غرار القهوة والشاي و قارورات الماء رغم وجود السلات الكبيرة والمتوسطة، الموزعة في الحدائق والشوارع وعلى مسافات متقاربة أيضا، علاوة على رمي اللبان التي تلتصق بأحذية المارة خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة. ولا يختلف اثنان على أن للجانب التربوي أيضا نصيب في الرمي العشوائي للقمامة مع رمي الأدوات الحادة والزجاج والتسبب في حوادث لعمال النظافة.
‘’الغرافيتي".. أو عندما تتكلم الجدران
قد يتفق الكثيرون على أن الكتابة على الجدران أو ما يعرف بفن "الغرافيتي" هو في الحقيقة تعبير عما يختلج في نفس صاحبه وما يحمله من إيديولوجيات واعتقادات وحتى تفسير عن حالة نفسية واجتماعية تترجم عبر كلمات صغيرة ذات مدلول كبير، أو رسومات جميلة تستخدم لإيصال رسائل عامة للمجتمع.. طغت ظاهرة الكتابة على الجدران كثيرا وبشكل لافت في الآونة الأخيرة وتنوعت بتنوع ما في الأنفس من تأوهات وآمال، فاللافت في الرسومات على الجدران أنها تتنوع ما بين الهموم والآهات عند البعض وحب وعشق وهيام عند البعض الآخر وتعبير عن توجهات ومواقف سياسية وحتى تشجيع لفرق رياضية وتعبير عن طموحات شخصية، لتنتقل مؤخرا إلى نوع راق جدا من فنون الرسم على الجدران فتظهر في تلك اللوحات الجميلة التي تزين الأحياء، وحسب ملاحظة "المساء" للعديد من الكتابات الحائطية ببعض الأحياء، فإنه يمكن القول أن الجدران قد تحولت إلى ساعي بريد لرسائل يبعث بها أصحابها للمجتمع ككل مختصرة طرق الوصول إلى أهدافها. فمن بين الكتابات على جدران العمارات تلك المشجعة لفريق كروي سواء محلي أو عالمي، وهي الكتابات التي تنتشر بصفة واسعة مما يؤكد أن الشبيبة الجزائرية تتنفس كرة القدم حتى النخاع، غير أن الملاحظ في هذه النقطة تحديدا هي الطريقة العشوائية التي كتبت بها العبارات المشجعة، أي افتقادها للحس الجمالي، وهو ما يعني أن هذا النوع من "الجرافيتي" مشوه أكثر منه مشجع، والصورة تكاد تكون واحدة مع كتابات أخرى تتوجه للمواطنيين بمنع من رمي النفايات أوالجلوس في جماعات صاخبة قد تقلق راحة السكان، غير أن هذه الكتابة وإن كان لها غاية محددة فإنها تشوه هي الأخرى عموما جمالية المكان..
كذلك هناك كتابات منقحة برسومات تعبر عن حلم بعض الشباب الطامع في الهجرة إلى بلدان أوروبا، أو"الجنة" الموعودة مثلما يراها هؤلاء، فمن تلك الكتابات نجد كتابة: "لندن ..أنا قادم.." أو "مارساي.. جايك.. جايك". والكتابة لم تقتصر على الجدران، بل طالت حتى الأشجار اليابسة والمثمرة كذلك، فهناك كتابات تتحدث عن العشق والوله لشباب يدوّن أسماء محبوباتهم على جدران العمارات أو حتى على حائط المولدات الكهربائية وعلى الأشجار، فيرى الناظر رسوما وأشكالا تمثل في الغالب سهاما تخترق قلوبا، ما يعني حالة الاشتياق لدى الرسام الذي يستعمل في هذه الحالة بعض الأدوات الحادة مثل سكين الجيب لحفر جذع الشجرة أو ساقها لتدوين أفكاره على شكل رسومات صغيرة ولكنها معبرة عن فكرة أو موقف! وفي أمثلة أخرى، هناك كتابات بمثابة تذكار للشخص يدوّن فقط اسمه بما يوحي أنه كان متواجدا بهذا المكان في يوم محدد وتاريخ محدد.. ومثل هذه الكتابات نجدها على بعض وسائل النقل مثل عربات القطار، مستخدمين في ذلك "القلم السحري" الذي له خاصية الكتابة التي لا تمحى، لتتحول الكتابات الحائطية حاليا إلى رسومات على مكان عام مثل تزيين الجدران والجسور والسلالم بشكل فني جميل باستعمال الألوان ما يغير ملامح المكان بطريقة جذرية وجميلة تبعث الراحة لدى الناظر، وهذا باستخدام بخاخ دهان خاص، أو أي مواد أخرى.. إلا أن الخاصية هنا مشتركة مع الكتابات الحائطية الأخرى، حيث يتقاطعان في خاصية الفن العام أي دون الحصول على إذن من أحد وبذلك قد تكون مثل هذه الرسومات الجميلة شبيهة ببطاقة الزيارة الشخصية، حيث يعمد الرسام إلى إمضاء رسوماته مع وضع رقم هاتفه فلربما يتصل به محبو "الغرافيتي" من أجل تزيين جدران المدارس أوالمؤسسات الشبانية وحتى غرف الأطفال وربما المشاركة في معارض فنية متخصصة، ما يعني أن "الغرافيتي" أوالرسم على الجدران قد فتح أمامه باب الشهرة.. والبداية كانت فكرة..قلما..وجدار!
يتباهى بها الشباب وتقلق المواطنين: سياقة برعونة وموسيقى صاخبة
مع حلول فصل الصيف، يصاب بعض الشباب بهوس استعراضي كبير لمختلف أشكال التظاهر وتتجلى إحداها في التباهي بالسيارات برفع صوت الموسيقى داخل المركبة والقيادة بشكل متهور لشد انتباه المارة، وهي حقيقة لمسناها وصغناها في الأسئلة التي طرحتها "المساء" على بعض الشباب للاستفسار عن الظاهرة. ينبذ العديد من المواطنين تلك الأفعال التي تعد تلوثا سمعيا مثيرا للقلق، في ظاهرة تعود مع حلول فصل الصيف ويمارسها عشاق "الاستعراض" الذين لا يهمهم سوى الاستمتاع بالموسيقى الصاخبة التي يحاولون من خلالها اتباع إيقاعها بالزيادة في السرعة وكأن تلك السيارات ترقص على أنغام موسيقى "الراي"، الراب"، أو البوب، ويعد فصل الصيف الفرصة المثالية لجعل المواطن يسمع كل جديد ذلك العالم من خلال سيارات الشباب..
اقتربت "المساء" من فؤاد، صاحب محل مختص في بيع الأقراص المضغوطة الموسيقية، والذي سألناه عن استفحال الظاهرة وسط الشباب فقال: "إن ظاهرة التباهي بالسيارات في فصل الصيف برفع الموسيقى والتجول وسط الأحياء عادة يمارسها الشاب منذ سنوات عديدة لدرجة أن البعض لم يعد يكتفي بمكبرات الصوت الأصلية للسيارة، بل يلجأ إلى تزويدها بأحدث تقنيات مكبرات الصوت المعروفة بـ"البومور" وهي آلة ترفع من صخب الصوت و"الدف" المرفق للموسيقى، فتبدو بذلك أنها قاعة حفلات متحركة، وأضاف أن أغلبية من يمارسون تلك الهواية "الغريبة" هم الشباب العاطلون عن العمل، أو العاملون في مهن حرة موسمية، فهم الأكثر تتبعا لتلك التقنيات الحديثة في عالم الموسيقى، وكذا عشاق أحدث الأغاني الموسيقية، كما أن الفئة العمرية العاشقة لهذا النوع من الصخب تتراوح بين 18 و30 سنة، وما فوق ذلك هي حالات شاذة، كما أنهم شباب يحترمون بعض الحدود كخفض الصوت في الازدحام المروري أو ليلا أو أمام المستشفيات والمقابر وغيرها من الأماكن التي تستدعي احتراما خاصا.
وأوضح فؤاد أن الرجوع إلى تلك العادة في فصل الصيف بديهي فهو الموسم الذي يروج فيه العديد من الموسيقيين والمغنين لألبوماتهم الجديدة، لمواكبة فصل المتعة والاستجمام والمرح، فتجد الشاب سرعان ما ينزّل أغانيه المفضلة أو يشتري ألبومات عديدة ليشغلها بشكل صاخب في سيارته ويفرض على الباقي سماعها، فهناك من يراها نوعا من المدنية والتحضر ومواكبة العصر الجديد لإبهار المارة لاسيما الفتيات، فيما وجد منها البعض الآخر مرآة عاكسة لمكبوتاته النفسية، أو محاولات فاشلة للتجرد والهروب من الواقع. أما ابراهيم 22 سنة، فيرى أن كل واحد حر في اختياراته، فهو يرى في تلك التصرفات وسيلة للتسلية والترفيه ولا يجد فيها أي خطورة بانتشارها وسط الشباب قائلا: "إنها مجرد موسيقى نروح بها عن أنفسنا ولا يمكن أن تكون خطيرة كما يضخمها البعض"، وما على الفرد إلا احترام بعض الأماكن والمواقيت بخفض الصوت وعدم إزعاج الآخرين. وعلى صعيد آخر، قالت منال طالبة جامعية إن الهوس الشديد برفع موسيقى السيارات في الحقيقة مرتبط بمراحل عمرية محددة ترافق سن المراهقة، لأن الإنسان كلما تقدم به العمر يشعر بحاجة أكثر للهدوء، وأوضحت أنه من الضروري تلقين الأولياء لأبناءهم ثقافة احترام الغير وتقديس قاعدة أن حريتنا تنتهي حينما تبدأ حرية الآخرين.
لو كانت عروض الزواج بحجمها لحلت مشكلة العنوسة.. ‘’معاكسات" وطلبات صداقة يومية بشوارعنا
أضحت ظاهرة معاكسة الفتيات، إحدى الصور التي يصادفها الفرد يوميا عند خروجه إلى الشوارع، وهي التصرفات التي أصبحت تدفع الفتاة أحيانا إلى الامتناع عن الخروج من البيت دون سبب محدد، أو تجبرها على استعمال عبارات صارمة للتصدي للإكراه اللفظي الذي يفرضه عليها الشاب عند مرورها بجانبه. بين طرافة وإكراه لا مفر منه، بات بعض الشباب يبدع في العبارات السوقية التي يستعملها لإثارة إعجاب الفتاة أومضايقتها، نظرات وكلمات وأحيانا حركات، يعبر بها الشاب عن رغبته في تكوين صداقة جديدة، فلا يقتصر الفعل بالنسبة للبعض على معاكسة فتاة واحدة في اليوم أو في الأسبوع أو الشهر، وإنما هي عادة يستمتع البعض بالقيام بها على طول اليوم وعلى مدار الأسبوع، كتسلية أو هواية، لا تسلم منها لا جميلة ولا قبيحة، فلكل واحدة مخزون من الكلمات يصلها قطعا. "المساء" خلال استطلاعها، تبين لها أن عددا كبيرا من الشباب يخرجون إلى الشارع منذ أولى ساعات النهار، ليس للعمل أو الدراسة وإنما للقاء "الشلة" والتمركز في منطقة معينة لمراقبة الصاعد والنازل، مع التركيز على الفتيات لعل إحداهن ترضى بالمعاكسة وتكون من النصيب..
حاولنا من خلال بعض الأسئلة التي طرحنها على شباب للاستفسار عن هذه الظاهرة، التي باتت "جد عادية" بالنسبة للبعض في حين لا يزال البعض الآخر يعتبرها عادة مخلة بالحياء ومن العيب مشاهدتها في الأماكن العمومية. أجمع شباب جامعي على أن الظاهرة استفحلت في الآونة الأخيرة، بسبب التفتح الكبير على القنوات التلفزيونية، وحتى إن كانت المعاكسات عادة مارسها الرجل منذ سنين، إلا أنها آنذاك كان لها معايير خاصة، ولم تكن تعرف بـ"المعاكسة السلبية" بعبارات شعرية عفوية غزلية، لا تتخللها كلمات بذيئة أو سب وشتم، تتراوح بين "ما شاء الله" أو تبارك الله، أوالثناء على صفة حميدة في الفتاة كجمال شعرها أو عينيها أو براءة ملامحها أو غيرها، إلا أنها اليوم تعدت حدود ذلك ووصل الأمر بالبعض إلى التعدي على حق الفتاة في السير بسلامة، لتصل إلى ملاحقات ماراطونية من قبل شاب يضايقها أينما اتجهت دون حرج أو خجل من المارة، من جهتها، قالت وفاء، طالبة جامعية، إن الفراغ الذي يعيشه بعض الشباب يقف وراء بروز هذه الظاهرة، موضحة أن وجود الشاب طيلة 18 ساعة من مجمل 24 ساعة في الشارع يدفعه للبحث عن هواية لتمضية الوقت، ومع مرور الأيام ومصاحبة رفاق اعتادوا على الأمر تصبح العادة روتينا. وأشار بعض الشباب إلى أنه قد حدث معهم العكس، بحيث كانوا ضحايا لمعاكسة بعض الفتيات.
البيئة في الجزائر الوسطى: البلدية تشكو سلبية المواطن
اعترف السيد عبد الحكيم بطاش، رئيس بلدية الجزائر الوسطى، بفشل سياسات المحافظة على البيئة بسبب عدم تعاون المواطنين، وقال في تصريح لـ"المساء"، بأن كل المساعي التي اتخذتها مصالح البيئة في سبيل تحسين وجه البلدية السياحية لم تؤت الثمار المرجوة، بسبب تعنت المواطنين سواء من السكان أو الوافدين إليها وسلبيتهم تجاه البيئة بوجه عام، ملقيا اللوم على المواطن الذي يراه المسؤول الأول عما لحق بالبيئة من أضرار. ومن صور عدم تعاون المواطن مع مصالح البلدية، يشير بطاش إلى عدم تسجيل حالات تبليغ مثلا على كل أنواع السلوكات السلبية في الحياة اليومية، وليس فقط تلك الخاصة بالتعدي على المحيط، ومن ذلك حالات الرمي العشوائي للنفايات والبصاق أو الضجيج الليلي ونشر الغسيل على الشرفات المواجهة للشارع الرئيسي، يقول: "نحن في حالة حرب مع المواطنين، فرغم وجود قوانين تحظر كل الاعتداءات على البيئة والمحيط، ومن ذلك نشر الغسيل على واجهات العمارات في الشوارع الرئيسية، تنظيم مواعيد إخراج النفايات وغيره، إلا أننا فشلنا في التأسيس لثقافة واعية بالبيئة، إذ يستحيل وضع "شنبيط" (أي شرطي) وراء كل مواطن حتى يحترم بيئته ولا يتعدى عليها بالبصاق أو غير ذلك، وأعتقد أن المسؤولية تلقى على مؤسسات المجتمع المدني والإعلام لتكثيف التوعية والتحسيس بهذا الأمر".