الاستعداد لموسم الاصطياف
الحماية المدنية "مستعدة".. وسونلغاز خارج مجال التغطية
- 554
موجة الحر التي ميزت مختلف مناطق الوطن وأنبأت بصيف حار، تحركت إزاءها مصالح الأرصاد الجوية والصحة والحماية المدنية محذّرة من انعكاساتها على صحة المواطنين، وموصية بأخذ التدابير الوقائية سواء من حيث عدم التعرض لأشعة الشمس أو غيرها من الاحتياطات، لكنها لم تحرك دواليب شركة سونلغاز رغم أن الصيف والحر وما يرتبط به من استهلاك مفرط للطاقة الكهربائية، يعنيها بالدرجة الأولى.
يتوجس المواطنون خيفة من انعكاسات موجة الحر مثلما هو بالنسبة لموجة البرد، حيث تبدأ ظاهرة انقطاع التيار الكهربائي بسبب الارتفاع في الاستعمال الكبير للمكيفات الهوائية وأجهزة التبريد، خاصة التجار الذين ترتبط تجارتهم مباشرة بهذه الطاقة، التي إن انقطعت يتكبدون خسائر جراء فساد السلع سريعة التلف، والتي تؤدي عند ترويجها واستهلاكها، إلى آثار صحية وخيمة على أفراد المجتمع، وهو ما يشكل هاجسا كبيرا بالنسبة لهم أمام صمت مصالح سونلغاز التي لم تكشف إلى حد الآن عن تحضيراتها لموسم الصيف أو شهر رمضان الفضيل؛ حيث تصبح خدمات الكهرباء أكثر من ضرورة.
«المساء" تنقلت إلى المديرية العامة لسونلغاز، وسعت لتسجيل ما تم الاستعداد له بالحصول على المعلومات في هذا الشأن، لكن يبدو أن العراقيل البيروقراطية مازالت جاثمة في سونلغاز، وتحول دون تنوير الرأي العام وتطمينه بتقديم معلومات في أوانها للمواطن.
على النقيض من ذلك فإن مصالح الحماية المدنية أكدت لنا أنه قبل حلول فصل الصيف انطلقت عملية التحضير لموسم الاصطياف 2016. وفي هذا الشأن ذكرت المديرية العامة للحماية المدنية - حسب بيانها الذي تسلمت المساء نسخة منه - أنها نظمت الملتقى الجهوي الأول لفائدة مديري الحماية المدنية لولايات الوسط، الشرق والجنوب الشرقي بولاية المسيلة؛ من أجل دراسة الحصيلة المسجلة لسنة 2015 وأخذ تدابير جديدة لإنجاح موسم الاصطياف وكذا دراسة الآليات اللازمة لتدعيم جهاز مكافحة حرائق الغابات على مستوى الولايات، والمتمثل في الأرتال المتنقلة.
وذكر البيان أن مصالح الحماية المدنية اعتمدت من أجل تخفيض الخسائر "الموسمية" سيما الحرائق، على الوقاية، والتي أعطت نتائج جيدة؛ إذ تم تنظيم حملات تحسيسية وتوعوية على المستوى الوطني خلال شهر ماي، الخاصة بأخطار السباحة، الوقاية من حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية، وكذا الأخطار المتعلقة بلسعات العقرب وحوادث المرور، والتي تشهد ارتفاعا محسوسا خلال هذه الفترة، وذلك عن طريق تنظيم أبواب مفتوحة، أسابيع تحسيسية وقوافل الوقاية والتحسيس على مستوى كل المديريات الولائية للحماية المدنية مع المشاركة الفعالة للصحافة والإذاعات الجهوية، ببث مختلف التوصيات الأمنية والومضات التحسيسية لمختلف الأخطار. ورغم كل هذه الإمكانيات المادية والبشرية التي تم وضعها من أجل سلامة المصطافين يبقى ترسيخ الثقافة الوقائية عند المواطن الوسيلة الوحيدة للحد أو التقليل من هذه الأخطار.
للإشارة، فقد سجلت مديرية الحماية المدنية العام الماضي 50564 تدخلا في إطار حراسة الشواطئ والاستجمام، مما سمح بإنقاذ 32402 شخص من الغرق، وتم تسجيل وفاة 121 شخصا غرقا، منهم 73 على مستوى الشواطئ الممنوعة للسباحة. أما بالنسبة لحرائق الغابات فسجلت نفس المصالح 11129 حريقا، تتمثل في غطاء غابي، أدغال، أشجار مثمرة، نخيل ومحاصيل زراعية.
من جهتها، ذكّرت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالاحتياطات الواجب اتخاذها للوقاية من الحرارة الموسمية، حيث تنصح بالوقاية الجيدة نظرا لدرجات الحرارة الموسمية العالية، خاصة بالنسبة للفئات السكانية الأكثر هشاشة، التي تتشكل من الأطفال صغار السن والأشخاص المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة. وتوصي بإغلاق النوافذ وواجهات السكنات المعرّضة للشمس، وتفادي الخروج في الساعات التي تكون فيها الحرارة مرتفعة.