فنانون وباحثون يطلقون “عيطة الإنقاذ”
اجماع على إخراج الأغنية من “ دهاليز” الانحطاط
- 1283
للأغنية مكانتها في المجتمع الجزائري، فهي التي تحمل هموم الشعب وأفراحه أيضا، كما تؤثّر على المجتمع وتتأثر به. وفي هذا السياق لعبت إبان الاحتلال الفرنسي دورا لا يستهان به في غرس الحس القومي لدى الشعب الجزائري. أما بعد الاستقلال، فقد اتخذ الفنانون على عاقتهم مهمة تربية الأجيال من خلال تناولهم لمواضيع هادفة. لكن هل واصلوا رسالتهم رغم كل التغيرات التي عرفها المجتمع الجزائري والعالم بأجمعه وكذا ظهور وسائل جديدة للاتصال والتكنولوجيات؟. هل ما تزال الأغنية الجزائرية تحمل رسائل هادفة ومستوحات من صميم المجتمع أم أصبحت في أغلبها تؤثر بشكل سلبي وتنادي بالآفات بدلا من مناهضتها؟ للإجابة على هذه التساؤلات، اتصلت "المساء" بعدة أسماء فنية وأخرى مختصة في الأدب الشعبي والعلوم الاجتماعية، فكان هذا الموضوع.
سليمان جوادي:
الأغنية انعكاس للمجتمع الذي ولدت فيه
قال الشاعر وكاتب الكلمات سليمان جوادي بأن اﻷغنية حالها كحال بقية الفنون، حيث غالبا ما تكون انعكاسا للمجتمع الذي نشأت فيه وانطلقت منه، كما أنّ ازدهارها وترديها يحددان بمدى تفوقها وتميزها وتأثيرها في مجموع المتلقين. وأضاف أنه "إذا كنا ﻻ نطالب المطرب بأن يكون واعظا وﻻ أن يتماهى في فكرة الفن للفن، فإننا نريده مبدعا في فنه صادقا في علاقته بالآخر، حريصا على الالتزام بالحد اﻷدنى من قيم المجتمع الذي يعيش فيه". كما أكد صاحب كلمات أغنية "تفضلي يا آنسة" أن اﻷغنية الجزائرية كانت لصيقة بالهم الشعبي سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي، حيث اجتهد المطربون في اختيار النصوص الجيدة لفطاحلة الشعر الشعبي الجزائري، كما لجأ بعضهم إلى شعراء الفصيح فجمعت أغانيهم بين نبل المعنى وجمالية المبنى، وساهم هؤلاء المطربون في تهذيب الذوق العام من جهة، ونشر ما كان يشيد به الشعراء في قصائدهم المغناة من قيّم وأخلاق من جهة أخرى، ناهيك عن التعريف بشخصيات فذة كان لها اﻷثر البالغ في صناعة المشهد الشعري الجزائري لعقود. وأضاف صاحب نشيد الحماية المدنية، أنه في هذا السياق، تعرف الناس على الشعراء الشعبيين من أمثال عبد الله بن كريو، الشيخ السماتي، اﻷخضر بن خلوف، محمد بن قيطون، عبد القادر الخالدي، مصطفى بن ابراهيم، عيسى بن علال، عبد الرحمن قاسم وغيرهم كثيرون، وعلى شعراء الفصحى من أمثال اﻷمير عبد القادر، محمد العيد آل خليفة، مفدي زكرياء، محمد بلقاسم خمار وغيرهم. في المقابل تأسف الشاعر عن اهتمام أغلب المطربين بالصخب والموسيقى على حساب النص الجميل الهادف، حيث غالبا ما يعتمد هؤلاء المغنون في تأليف أغانيهم بأنفسهم، على كلمات تتنافس في السفه واﻻبتذال وتتسابق إلى اﻷسوء في مجتمع تفشت فيه كل الاﻵفات الاجتماعية إلى درجة أصبحت مألوفة وعادية، كالغش والسرقة والرشوة وغيرها من الكوارث.
عبد الحميد بورايو:
الدولة والمجتمع التفا حول المشروع الثقافي المحلي
أكد الباحث والمختص في الأدب الشعبي عبد الحميد بورايو على الدور الأساسي للعوامل الاجتماعية والسياسية في توجيه الإنتاج الثقافي والفني. مضيفا أنه كان هناك في العقود الثلاثة الأولى بعد الاستقلال حضور قويّ للدولة الوطنية التي توجّه الفعاليات الثقافية والفنية، كما كانت المؤسسة الثقافية الرسمية تدفع الوسط الفني إلى الالتزام بقضايا المجتمع، والمساهمة في تحقيق المخططات التنموية والتوعية بالتوجهات الإيديولوجية ذات الطابع الاجتماعي، كما كانت المدرسة والإذاعة ووسائط الإعلام المختلفة تدفع إلى هذا النوع من الالتزام. أشار الدكتور إلى أن المجتمع الجزائري كان ملتفا حول مشروع وطني طموح يرمي إلى تحقيق التقدم وتجند الناس حوله وساهمت في تفعيله مؤسسات الدولة الرسمية والنقابات والنخبة المثقفة، وهو مشروع يندرج في إطار المشروع القومي العربي التقدمي الذي كان يرمي إلى التخلص من تبعات الاستعمار ومن التخلف والأمية والفقر ويناصر القضية الفلسطينية ويقف إلى جانب الحركات المعادية للاستعمار وأشكال الحكم الرجعية، لهذا كله برزت الأغنية الجادة والملتزمة وظهرت فرق فنية تعمل في إطار هذا المشروع. كما أكد أن هذا المشروع الوطني والقومي لم يكن من صنع فرد أو تيار سياسي معين؛ بل كان وليد تجربة المجتمع الجزائري في صراعه مع الاستعمار وفي بنائه للدولة الوطنية. في المقابل أشار إلى أن الالتزام بالأغنية الثورية عند "ناس الغيوان" هو نموذج لنجاح الفن الملتزم بقضايا المجتمعات العربية، وجد صدى كبيرا خاصة في المجتمع المغاربي. فكان مؤسسا الفرقة بوجمعة آهغير والعربي باطما مناضلين في صفوف المقاومة الفلسطينية، وكانا على اتصال بالمناضل الثوري الجزائري محمد بودية الذي انبثق وعيه الثوري في خضمّ الثورة الجزائرية وكان مؤسسا للمسرح الوطني الجزائري، وتابع نضاله في المهجر إلى جانب المقاومة الفلسطينية (إلى أن اغتالته الموساد الإسرائيلية)، وأضاف أن بودية هو من وّجه مؤسسي فرقة "ناس الغيوان" للعودة من المهجر إلى المغرب وتأسيس الفرقة، مما يدل على صلة الأغنية العربية بالنضال السياسي القومي، وعلى مدى استعداد الشباب للانخراط في قضايا مجتمعاتهم إذا ما وجدوا المناخ الملائم والتجربة الثورية العميقة والنموذج الفاعل.
عبد القادر بن دعماش:
المطالبة بإنشاء مؤسسات البحث خدمة للفن
اعتبر الأستاذ الباحث عبد القادر بن دعماش أن الفن يتغلغل في أعماق الإنسان الذي يعشق كل ما هو جميل، مشيرا إلى تباين تأثير الفنان في حد ذاته على المجتمع، فليس كل من يقدم الفن يمس الوجدان، بل لا يحقق هذه الغاية إلا من يملك حسا صادقا. وأضاف أن الفنان الذي يوصل رسائله إلى الجمهور عبر كلمات ملهمة وألحان شجية، قليل مقارنة بنظيره الذي يمارس الفن لكسب لقمة العيش. في المقابل أكد رئيس المجلس الوطني للفنون والآداب أن الذوق الفني مربوط أيضا بالهوية، فابن سوق أهراس يميل إلى فن عيسى جرموني أكثر من مواطن في مدينة أخرى، هذا الأخير الذي يتذوق الفن المقدم من أبناء المنطقة التي ينحدر منها. ونفس الشيء بالنسبة للاشعور الذي يؤثر في الذوق الفني للإنسان، حيث يمكن لفرد معين أن يتعلق بأغنية فقط لأن والدته كانت ترددها. أما عن أهمية الأغنية في المجتمع، فقال المتحدث بأن "اليونسكو" أدركت أهمية التراث غير المادي، فقامت بتأسيس اتفاقية حوله وكانت الجزائر من بين الدول الأوائل التي أمضت عليها. كما أشار إلى نهل الشباب من التراث مستعملا في ذلك آلات عصرية، والنتيجة أغان ناجحة تساهم في تنمية اقتصاد البلد. أما عن التأثير السلبي لبعض الأغاني على المجتمع وبالأخص على الشباب، فقال بن دعماش بأن الدولة لم تلعب دورها في هذه القضية، خاصة في أوقات الفراغ التي مرت بها الجزائر، مثل العشرية السوداء وكذا الممنوعات المختلفة التي واجهها عالم الفن. مضيفا أن الدولة لم تسجل التراث إلا مؤخرا رغم أن الفنان القدوة مهم جدا في المسيرة الفنية للشباب. كما أشار إلى بلوغ بعض الأغاني الجزائرية العالمية وحصول الفنانين الجزائريين على جوائز دولية، ويقول: "لدينا طاقة كبيرة في كل الميادين بما فيها مجال الغناء، واستطاع فنانونا بلوغ العالمية من دون مساعدة الدولة، فماذا لو قامت هذه الأخيرة بدورها؟ لنتصور أنه لو تم إنشاء مؤسسات البحث وجمعيات وكذا تقديم أطروحات في الجامعة والمدارس حول الفن، ألن يكون لدينا جيل من الفنانين الرائعين؟ فرغم كل الصعوبات ما يزال هناك فنانون يقدمون أجمل ما جاد به وجدانهم وبالمجان، صحيح قد لا يعرفهم أحد، لكن أعمالهم حتما ستكون خالدة".
قويدر بوزيان:
ضرورة سن قوانين لصد تدني الأغنية الجزائرية
أشار الملحن قويدر بوزيان إلى تغير وضع الأغنية الجزائرية، حيث أصبحت تحمل صبغة تجارية في العموم، مضيفا أن الرسالة النبيلة التي يقدمها الفنان تغيرت أيضا. كما أن الناشر في الوقت الحالي هو من يضع مواصفات شكل الأغنية، من كلمات وألحان وحتى تفاصيل الكليب، أي كل من يخدم الجانب التجاري لا غير. ليتساءل المتحدث "ماذا يمكن أن ننتظر من المغني الذي يقدم الأغنية التجارية بغرض تحقيق الأرباح ولا يعنيها في شيء الجانب الإنساني والقومي والديني"؟، ليضيف أن هذه الأغنية تلقى رواجا في زمن تغييب عمدي للأغنية الهادفة وصاحبة الرسالة، بالتالي تقوم بملء هذا الفراغ. كما أكد مواكبة الأغنية للانحرافات التي يعاني منها المجتمع، ولكن يضيف؛ لو تم تسطير سياسة ثقافية مجدية خاصة بالقطاع السمعي البصري وسن قوانين صارمة في هذا المجال، لما انصاع المجتمع وراء أغان ساذجة. وفي هذا السياق، أكد بوزيان أن الدول المتقدمة تتحكم في مثل هذه القضايا من خلال اعتمادها على أجهزة خاصة وسنها لقوانين وهو عكس ما يحدث في الجزائر، حيث يشير المتحدث إلى أنه وبصفته رئيس لجنة التعريف بالمصنفات الموسيقية ولجنة القضايا والشؤون الاجتماعية للفنان بالديوان الوطني لحقوق المؤلف، يدق ناقوس الإنذار حينما يجد أمامه أغنية بكلمات هابطة، إلا أنه يصطدم بمهمته التي تنص على إثبات أبوية الأغنية من عدمها وليس في إطلاق حكم على مستواها. ليؤكد أنه لو توفرت الجزائر على هيئات تقييم الأغاني المذاعة على مستوى التلفزيون والإذاعة ووزارة الثقافة و«لوندا" لما وصل الأمر إلى هذا المستوى المتدني للأغنية الجزائرية.
زهرة فاسي:
المطالبة برقابة حول مستوى الأغاني
أشارت المختصة في علم الاجتماع إلى أهمية تأثير الغناء في المجتمع، فقالت بأن الأغنية حينما تكون جميلة الكلمات واللحن، تؤثر بشكل إيجابي في الإنسان، حيث تسعد روحه وتنمي أفكاره، مضيفة أن بعض أغاني الراي تحمل كلمات صاخبة وتدفع بسامعها إلى ممارسة العنف حتى ولو كان في حالة عشق. كما أن الكثير منها يتناول الجنس بشكل مبتذل. وأوضحت المتحدثة أن انتشار هذه الأغاني بسبب تطور التكنولوجيا، حيث أنه في زمن سابق كان الفرد يستعين بشريط كاسيت لسماع مثل هذه الأغاني، باعتبار أن التلفزيون والإذاعة لا يبثانها، في حين أن في الوقت الراهن يمكن له أن يسمعها بسهولة وفي أي مكان بسبب تعدد الوسائل المتاحة لذلك، خاصة الأنترنت التي توفر وبالمجان القدرة على سماع كل أنواع الأغاني. في المقابل أعابت المختصة تواطؤ بعض الأساتذة في هذه القضية، مقدمة مثالا عن تشجيعهم سماع الأطفال لأغنية "الواي واي"، وهو ما سيفسدهم لا محالة، كما تأسفت عن تحريف كلمات رسوم المتحركة "المحقق كونان" إلى كلمات لا معنى لها، لتطالب بضرورة وجود رقابة حول مستوى الأغاني التي تقدم في المجتمع.
عبد المجيد مرداسي:
الأغنية الجزائرية من القومية إلى رهانات العصر
قال المختص في علم الاجتماع، عبد المجيد مرداسي، إن القليل من العائلات الجزائرية كانت تملك أجهزة سماع الموسيقى، مثل جرامافون ومن بعدها القرص الدوار، مضيفا أنه من خلال برامج "إيلاك" التي كانت تبثها فرنسا المستعمرة من قناة الجزائر العاصمة باللغتين العربية والأمازيغية، تمت برمجة الأغاني الجزائرية التي مست شعور الجزائريين وساهمت في إنماء الحس القومي عندهم. كما ذكر المتحدث قيام الدولة بعد الاستقلال بالتحكم في الحقل الثقافي والموسيقي الجزائري من خلال ربطها بوسائل البث العام، ليضيف أن الموسيقى الجزائرية في الوقت الراهن يُنظر إليها من خلال التحولات المتعلقة باقتصاد السوق والتكنولوجيات الحديثة وكذا تطورات الديمغرافية الجزائرية، مما ينتج تنوعا في الطلب المتعلق بالسوق والمرتبط بأذواق الجمهور. في المقابل، اعتبر صاحب كتاب "قسنطينة في قلب التاريخ، نوفمبر 1954. نوفمبر 1955"، أن الموسيقى الجزائرية كانت تحمل المشعل القومي في فترة من الفترات، بينما تعبر اليوم عن توقعات المجتمع بمختلف طبقاته وتنبئ برغبة التفتح على العالم وعلى مختلف التعابير الفنية الأخرى.
مصطفى سحنون:
“آه من فن زمان"
قال الملحن مصطفى سحنون؛ إن الأغنية تغيرت بطبيعة الحال، فكانت أغنية زمان وكان هناك فنانو زمان أيضا وهم يختلفون عن فناني الطليعة الجديدة، مقدما مثالا عن المسرحي محي الدين بشطارزي الذي كان مطربا ويملك صوتا قويا، كما كان أول فنان جزائري يؤذن بمسجد باريس. وأضاف أنه زمان كان يغني من يملك صوتا جميلا، وكانت الأغاني تحمل مواضيع في صميم مشاغل المجتمع وأحاسيسه، كما ترافقها ألحان جميلة، فكان الفنان مربيا أيضا وإنسانا حييا، كيف لا وهو المنبثق من مجتمع يملك صفات حميدة. في المقابل اعتبر المتحدث أن الأمور تغيرت بتطور التكنولوجيا، معيبا استعمالها بشكل سلبي وتقليدي أعمى للغرب. كما أشار إلى أن "التجار" صنعوا الراي وأمطروه كلاما "تحت الشارع" وبنوتتين تتكرران في كل مرة، بينما كانت أغاني زمان جميلة وخالدة. ليشير سحنون إلى مساهمة أجهزة الدولة في تشجيع أغاني الراي في ظروف سياسية معنية حتى يقال إن الجزائر بخير، ليقوم "الراي" بتلف "الراي".
حميد رابية:
الساحة الفنية برمتها مريضة
أكد الفنان حميد رابية مرض الساحة الفنية برمتها، سواء المتعلقة بالسينما، المسرح، الكتاب والأغنية، وهو المرض الذي أصاب أيضا الأحزاب السياسية. وقال بأننا نعيش في فوضى وغيبوبة، كما أن المجتمع الجزائري يسير بقدرة إلهية، ثم انتقل المتحدث إلى موضوع الأغنية فقال بأنها تقهقرت ولم تعد تواكب تطلعات المجتمع الجزائري، فالمغنون الأكفاء انسحبوا من الساحة الفنية وكتّاب الكلمات لم يعودوا يكتبوا ما يحدث في المجتمع المليء بالتناقضات والصراعات والآفات. كما قدم مثالا عن الفنان صادق الجمعاوي الذي توقف عن تقديم الأغاني التربوية والرياضية، حتى الشاب يزيد ابتعد عن الغناء عن المرأة واتجه للطفل. واعتبر الفنان المسرحي والتلفزيوني أن العنف بدأ من القمة ونزل إلى القاعدة وقدم مثالا عن القنوات التلفزيونية الموجهة للجمهور الجزائري التي تبرز مدى العنف السائد في المجتمع الجزائري، ويؤكد أنها قضية عالية، حيث نشهد تزايد العنف في الكثير من مناطق العالم.
أمال زان:
الأغنية رسالة ذات حدين
أشارت الفنانة أمال زان إلى أن الأغنية رسالة ذات حدين، فيمكن أن تكون من خلال كلمات جميلة وهادفة، أداة لتوعية الناس مثلما تستطيع أن تسيء إلى المجتمع. وأضافت أن الفنان عضو فعال في المجتمع، وأنها تقتبس مواضيع أغانيها من الحياة اليومية، مثل أدائها لأغنية "نار الكبدة" التي تناولت فيها موضوع صراع الأجيال وما ينجر عنه من قلة الاتصال حتى بين الوالد وابنه، لتشير إلى أنها حاولت أن تُقرب المسافات بين القلوب وتقدم رؤية أخرى للجمهور. في المقابل، أوضحت الفنانة أن الأغنية تشكل قوة ويمكنها أن تحمل عدة رسائل تتعلق بأمور جوهرية مثل الهوية، كما سبق لها أن كتبت أغان لها مثل أغنية "مللت" بطابع الريغي، التي تطرقت فيها إلى الملل والنفور من الظلم والنفاق وغيرها من الآفات الاجتماعية. وأشارت أمال إلى قدرة تناول أي موضوع لو كان طابوها، لكن بشرط أن يتحلى بأسلوب لبق ويحمل كلمات مهذبة.
كادير الجابوني:
الأغنية تتأثر بالمجتمع وتؤثر فيه
قال كادر الجابوني بأن الأغنية ليست مجرد كلمات وألحان، بل هي عبارة عن تربية موسيقية، كما أنها تؤثر في المجتمع وتتأثر به، ليضيف أن من الفنانين من يحترمون تقاليد المجتمع الذي يعيشون فيه فيقدمون أغان مهذبة، ومنهم من لا يهتمون بهذا الأمر وهذا يخصهم. كما أكد صاحب أغنية "ماماميا" قدرة الفنان على التأثير خاصة إذا كان يتصف بالمصداقية، فالجمهور يتأثر بأغاني الفنان ويشعر كأنها موجهة له وتحكي عن تفاصيل حياته رغم أنه لم يلتق قط بالفنان. كما أكد كادر عن وجود فنانين يملكون خامات صوتية كبيرة ولكنهم غير معروفين لانهم وبكل بساطة لا يقدمون أغانيهم بصدق وهو ما يبحث عنه الجمهور، ليقدم مثالا عن الشاب حسني الذي قدم أغنية "قاع الرجال" ومن ثمة أغنية "قاع النساء"، كلتيهما لاقتا رواجا لدى الجمهور لأنه استطاع أن يمس وتيرة إحساسهم.
صادق جمعاوي:
لا يمكن أن نواجه مشاكل المجتمع بـ”الشطيح والرديح"
اعتبر الفنان صادق جمعاوي صاحب أغنية "شكرا يا أستاذي"، أن أغلب الأغاني التي تقدم حاليا تؤثر بشكل سلبي على المجتمع، ليتساءل عن هوية المسؤول عن هذا الوضع الذي وصلت إليه الأغنية المحلية. كما أكد استحالة مواجهة الفن لقضايا المجتمع بـ«الشطيح والرديح". وأضاف أن الأغنية الملتزمة مقصية في مجتمع استقال من مهامه. وفي المقابل أشار صادق إلى تخصصه في أداء الأغاني الوطنية والموجهة للأطفال، ليضيف أنه حينما يرى الأطفال يلعبون في ظلمات العشية بدون أن يأبه بهم أولياؤهم أو يخافون عليهم، أو حتى لا يوصلونهم إلى المدرسة ولا يهتمون بهم، لا يمكن له أن يحتار من عدم اهتمام المجتمع بالأغاني الراقية الحاملة للحس الفني.