لأنها تشكل خطرا على التوازن البيئي

التحسيس بمخاطر التجارة غير الشرعية بالحيوانات البرية

التحسيس بمخاطر التجارة غير الشرعية بالحيوانات البرية
  • القراءات: 915
رشيدة بلال رشيدة بلال

شكل موضوع التجارة غير الشرعية للحيوانات البرية محور اهتمام وزارة الموارد المائية والبيئة، بمناسبة اليوم العالمي للبيئة المصادف للخامس جوان من كل سنة، حيث تم تنظيم في الإطار نشاطات تحسيسية بالواجهة البحرية “الصابلات” التي عرفت حضورا مكثفا للأطفال.

شدت مختلف أجنحة المعرض اهتمام الأطفال الذين جاؤو رفقة الرابطات الشبانية وبعض الجمعيات الناشطة في مجال حماية البيئة، حيث راحوا يستفسرون حول الحيوانات المعرضة لخطر الانقراض والأسباب وراء ذلك والطرق الكفيلة لحمايتها، وفي المقابل اجتهد ممثلو مختلف أجنحة العرض في شرح الأسباب وتوزيع المطويات والإشراف على ورشات الرسم ومسابقات فكرية لاختبار درجة وعي الأطفال.

كان من بين الأجنحة التي اجتهدت في طرح إشكالية التجارة غير الشرعية للحيوانات البرية، مديرية البيئة لولاية الجزائر، حيث قال محمد تينوش، رئيس مصلحة التنوع البيولوجي والأنظمة البيئة بأنه "فيما ما مضى كان انقراض الحيوانات راجعا إلى بعض العوامل الممثلة في التلوث البيئي أو حرائق الغابات أو التلوث الصناعي، غير أنه في الآونة الأخيرة أصبح العامل الرئيسي وراء انقراض الحيوانات هو الاتجار غير الشرعي، وهو موضوع يهم كل العالم ويمس تحديدا النمور والفيلة والسلحفاة، مشيرا إلى أنه بالنسبة للجزائر خطر الانقراض يهدد الغزلان وطائر الحسون، لذا أخذنا على عاتقنا مهمة التحسيس بهذا الخطر.

من جهتها سناء جبالي، مكلفة بالاتصال على مستوى حديقة التجارب الحامة قالت لـ«المساء"، بأن حماية الحيوانات من مختلف الأخطار التي تتربص بها مسؤوليتهم كجهة مكلفة بكل ما يتعلق بالبيئة، من أجل هذا بادرت إلى التحسيس بأهمية الحفاظ على الثروة الحيوانية المهددة بالانقراض وتحديدا الأيل البري وغزال الدروكاس وأسد الأطلس دون أن ننسى ـ تضيف ـ البيئة البحرية التي تعاني الأخرى من التهديد بسبب الصيد العشوائي لبعض الأنواع، مثل الفقمة والدلفين دون أن ننسى بعض أسباب الانقراض الأخرى والممثلة في التلوث الناجم عن رمي الأكياس البلاستيكية في البحر التي تتناولها الكائنات البحرية وفي النتيجة يتعرض عدد كبير منها للموت.

العملية التحسيسية التي مست الأطفال ـ تقول سناء ـ عبارة عن ورشات رسم يتم فيها تعريف الأطفال بالحيوانات المهددة بالانقراض، ومنه يتم إشراكهم في مسابقات للاطلاع على نوعية المعلومات التي يمتلكونها وتحديدا في مجال الحماية من أجل العمل على تصحيح معلوماتهم وتطويرها.

وغير بعيد عنها، طرحت مريم يرمش رئيسة جمعية "القلب الأزرق"، إشكالية الصيد العشوائي الذي أصبح في الآونة الأخيرة يستهدف الحيوانات المهددة بالانقراض، وقالت بأن القوانين التي تمنع الصيد موجودة، غير أن التطبيق الميداني لها مغيب، لذا نواجه مشكلة انقراض بعض الأنواع من الثروة السمكية وتحديدا قط البحر الكبير والدلفين وسمك أبو سيف، مشيرة إلى أن الصيد حقيقة غير ممنوع ولكن القيام بعملية الصيد في أوقات التكاثر هو الذي يضر بالحيوانات. 

من بين الأجنحة التي سعت إلى محاربة التجارة غير الشرعية بالحيوانات مركز المحافظة على التكاثر الكائن بزرالدة، حيث قالت إيمان بوطلبة، مهندسة في الفلاحة وعلم الغابات، بأن المركز أخذ على عاتقه مهمة الحفاظ على بعض الحيوانات البرية لمساعدتها على التكاثر، حماية لها من الانقراض، ومنه يجري إعادتها إلى الغابات للحفاظ على التوازن البيئي، مضيفة أن من بين الأنواع التي يجري العمل عليها، الأيل البري الذي يعتبر من بين أسباب انقراضه إتلاف أماكن عيشه نتيجة الحرائق أو البناء العشوائي في المناطق الغابية.