ناقلون يشتغلون بنظام "المناوبة"

أزمة النقل تعود لمحطات الحافلات في رمضان

أزمة النقل تعود لمحطات الحافلات في رمضان
  • 1333
كريم.ب كريم.ب

عادت أزمة النقل من جديد في محطات الحافلات ببلديات العاصمة خلال الشهر الفضيل، بعد أن أصبح الناقلون يفرضون منطقهم في العمل لساعات معينة خلال الفترات الصباحية أو المسائية، وفق نظام "المناوبة" الذي بات الناقلون يسنون بشأنه قانونهم، وهو الوضع الذي شجع أصحاب سيارات غير الشرعية على النشاط وفرض أسعار خيالية.

تسجل محطات نقل المسافرين ببلديات العاصمة نقصا كبيرا في عدد الحافلات خلال الشهر الفضيل، حيث كثيرا ما يجد المسافرون أنفسهم تائهين وسط محطات شبه شاغرة، كأن الناقلون في عطلة مفتوحة.

ناقلون يشتغلون بنظام "المناوبة"

الظفر بمقعد بإحدى الحافلات خلال الفترة المسائية خلال الشهر الفضيل  أصبح يكلف الكثير أمام قلقة عدد الحافلات، فبعد السادسة مساء يكون العثور على حافلة في إحدى المحطات شبه مستحيل، حتى وإن كانت هناك حافلة قد يتغير الوضع لكن لن يكون بالأمر الهين للتمكن من صعودها بسبب التدافع وسط زحمة المسافرين، كل هذا يحدث أمام صمت المصالح الوصية، وعلى رأسها مديرية النقل، وكذا مؤسسة تسيير النقل الحضري وشبه الحضري لولاية الجزائر.

وأكد بعض المسافرين الذين التقتهم "المساء" أن سبب الوضعية الرئيسي يعود إلى تبني الناقلين الخواص نظام العمل على شكل نظام المداومة، حيث كثيرا ما يتفق الناقلون المشتغلون على مستوى خط معين على تقسيم العمل على شكل مجموعتين؛ مجموعة أولى تعمل خلال الفترة الصباحية، وتغيب خلال الفترة المسائية، والعكس صحيح، وهذا التناوب يتغير كل أسبوع، حتى يتاح لكل ناقل الاشتغال لدوام نصف يوم، مرة خلال الفترة الصباحية، وأخرى  خلال الفترة المسائية، وحجتهم في ذلك قلة عدد المسافرين في شهر رمضان.

الوضع لا يختلف بتاتا عبر بعض الخطوط الأخرى، فخط النقل الرابط بين ساحة "أودان" باتجاه باب الوادي أصبح يعاني نفس  المشكل، والمسافرون أصبحوا ينتظرون لأزيد من ساعة ونصف ساعة قدوم حافلة مملوءة عن آخرها، وهو الوضع الذي استاء له العديد من المتنقلين عبر الخط المروري، مطالبين في نفس الوقت بمضاعفة عدد الحافلات وتمديد فترات العمل، مع وضع أعوان تابعين للمديرية الوصية مهمتهم تنظيم أوقات انطلاق الحافلات.

تجاوزات بالجملة خلال الشهر الفضيل

فرض العديد من الناقلين عبر عدة خطوط في ولاية الجزائر، لاسيما تلك التي تربط وسط العاصمة ببلدية الرغاية، نظام عمل محدد قائم على مبدأ عدم الانطلاق مبكرا من المحطات، وكذا المكوث مطولا في المواقف بحثا عن المسافرين، فالناقلون عبر خط الرغاية باتجاه وسط العاصمة، باتوا لا يتوفرون للمسافرين خلال الساعات الأولى من الصباح.

وأشار بعض المسافرين إلى أن مديرية النقل لا تتدخل لإيقاف كل أشكال التجاوزات التي يقترفها الناقلون الخواص، غير أنه لا إجراءات ردعية توقف "منجهية" الناقلين.

خدمات النقل تتوقف بعد السادسة!

يعاني القاطنون بالأحياء السكينة المتواجدة في البلديات الشرقية لولاية الجزائر، أزمة نقل حادة على مدار السنة، تتضاعف خلال شهر رمضان، حيث لم يعد القاطنون على مستوى حي "عين الكحلة" ببلدية الهراوة، يظفرون بحافلة إلى المنطقة بعد الساعة السادسة والنصف مساء، ناهيك عن المخاطر التي يتعرض لها المسافرون على مستوى محطات النقل، مؤكدين أن الأزمة قائمة على مدار السنة، غير أنها تتضاعف بشكل حاد خلال شهر رمضان بسبب قلة عدد الحافلات المشتغلة بنفس الخط.

“الكلونديستان" يغتنمون الفرصة

مشكل النقل أصبح محل استثمار سائقي السيارات غير الشرعية "الكلونديستان" الذين باتوا يغتنمون فرصة قلة وسائل النقل لركن مركباتهم، وعرض خدمة نقل المسافرين، لكن بأثمان باهضة، حيث أكد بعض المسافرين التي تحدثت معهم "المساء" أن أغلبهم يركنون مركباتهم بالقرب من محطات الحافلة خلال الفترات المسائية، ينتظرون فريسة سهلة يعرضون عليها خدمة النقل شريطة مبالغ مالية قد تتجاوز 400 دينار، لمسافة قد لا تتجاوز الكيلومترين، يبقى المسافرون الضحية الكبيرة أمام صمت مديرية النقل.