مدخل إلى السينما الجزائرية" لعبد الكريم قادري
مرجع أساسي يعزز المكتبة
- 914
فرغ الناقد السينمائي عبد الكريم قادري أخيرا، من كتابة مؤلفه "مدخل إلى السينما الجزائرية"، الذي من المرتقب أن يكون جاهزا ومتواجدا في أروقة صالون الجزائر الدولي للكتاب المقبل، وقد حققه في حوالي 300 صفحة سيكون بمثابة مرجع هام للباحثين والمقبلين على المذكرات الجامعية، وسيعزز المكتبة الوطنية بسبب قلة المراجع الخاصة بالفن السابع في الجزائر.
يرى عبد الكريم قادري أنه رغم الأهمية الكبرى التي تكتسيها السينما الجزائرية على المستوى العربي والعالمي، إلا أن المراجع والكتب والبحوث التي تُروج وتُعرف بالسينما الجزائرية نادرة جدا، مؤكدا أن السُمعة التي كسبتها السينما الجزائرية لم يحسن استغلالها بالشكل الصحيح، بسبب غياب ثقافة التوثيق والتأليف، وآليات التعريف.
لهذا الغرض، ألف عبد الكريم قادري "مدخل إلى السينما الجزائرية"، ليقلص من عمق هذه الفجوة، ويُعرف بأهم إنجازات السينما الجزائرية، من خلال استنطاق ماضيها، حاضرها ومستقبلها، بالنقد والتحليل لرؤية الصورة الحقيقية لهذه السينما.
الكتاب مقسم إلى مقدمة وسبعة فصول، كل فصل فيها يوثق مسيرة ونوعا واتجاها معينا من هذه السينما، موثق بطريقة علمية، معتمد على عشرات الكتب والمراجع والمصادر والهوامش لتقوية المتن وإضفاء المصداقية على ما فيه.
ينقل الفصل الأول أهم الإنجازات التي حققتها السينما الثورية الجزائرية، بداية من الولادة العسيرة التي جاءت في الجبال، إبان الثورة التحريرية الكبرى، مع تبيين مدى فطنة وذكاء قادة الثورة الذين عرفوا مبكرا القيمة الحقيقية للصورة وقوتها، لذا ركزوا دعمهم لخلق شعبة السينما ومحاربة المستعمر من خلال الأفلام والصور، كما تم ذكر خصال أصدقاء الثورة من المخرجين والسينمائيين الأجانب، خصوصا الذين ساعدوا في خلق هذه السينما وتطويرها، مثل رونيه فوتيه وجاك شاربي، وسيسيل دي كوجيس وغيرهم.
يتناول الفصل الثاني جوانب مختلفة من إنجازات السينما الأمازيغية وما حققته، ويسجل أسبقية الجزائر مقارنة بالبلدان المغاربية الأخرى في تطوير هذه السينما، مع تسليط الضوء على تجربة المخرج الكبير عبد الرحمان بوقرموح الذي يُعد أب السينما الأمازيغية.
يتناول الفصل الثالث ما حققته السينما النسوية، من خلال نقل أهم الأفلام الجزائرية التي عالجت المرأة كموضوع رئيسي، والتعريف بالمخرجات الجزائريات اللواتي ساهمن في تطوير السينما وتسجيل أسبقيتهن في هذا، على غرار آسيا جبار في الفيلم الوثائقي وحفصة زناي قوديل في الفيلم الروائي، ناهيك عن التعرض لتجارب مخرجات جزائريات بالنقد والتحليل.
ينقل الفصل الرابع مرحلة مهمة من مراحل السينما الجزائرية، وهي مرحلة سنوات الدم التي عرفتها الجزائر، وقد نتج عنها حركة سينمائية جديدة، أطلقت عليها "سينما العشرية السوداء"، حيث تعرضت لأغلبية الأفلام التي عالجت وتعرضت لهذه الفترة، وكيف عالجتها ونقلتها.
يُعرّف الفصل الخامس بأهم أفلام الإنتاج المشترك بين الجزائر وغيرها من البلدان الأخرى، كما سلط الضوء على تجارب مخرجين، مثل يوسف شاهين، وجوليو برنتكرفو، كوستا غافراس وغيرهم.
ينقل الفصل السادس العديد من التجارب والقضايا السينمائية الجزائرية، على غرار سرد مشوار الممثل الكبير سيد علي كويرات، وتحليل تجارب كل من رشيد بوشارب وإلياس سالم، وعرض وتحليل بعض الأفلام التي كان موضوعها الجزائر، كفيلم "العدو الحميم"، ناهيك عن سرد وقائع السينما الكوميدية الجزائرية ومراحل تطورها، وغيرها من المواضع والتجارب الأخرى، أبرزها تجارب محمد لخضر حمينة.
يتطرق الفصل السابع إلى أهم القوانين والأوامر والمراسيم التي تنظم قطاع السينما الجزائرية، حيث يجب على كل مهتم بالسينما سواء كان جزائريا أو أجنبيا معرفتها، للتعامل معها.