كريم مسوس المختص في التغدية لـ"المساء":

"لرمضان بدون تعقيدات... لا يغرنكم الطعام الجذاب"

"لرمضان بدون تعقيدات... لا يغرنكم الطعام الجذاب"
  • 633
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أكد كريم مسوس، مختص في التغذية أن عدم اتباع نظام غذائي متوازن، يعد من أهم العوامل المؤدية للإصابة بنقص مستوى السكر في الدم بين مرضى السكري من النوع الثاني، وإذا لم يتم علاج الحالة، يمكن أن تحدث مشاكل صحية خطيرة منها الغيبوبة، مما يستدعي تدخلا طبيا عاجلا، مشددا على ضرورة توفر الوعي الصحي لدى مرضى السكري وضغط الدم.

يصاب العديد من الصائمين المرضى خلال رمضان بمضاعفات صحية بسبب وضعيتهم التي لا تسمح لهم بالصيام، فبسبب جهلهم لبعض القواعد الوقائية تصيبهم مشاكل تضر بهم، فكلا من الصحة والطعام نعمتان من نعم الله، إلا أنه لابد من التوفيق بينهما حتى نحافظ على سلامتنا، وحول هذا الموضوع حدثنا الخبير في التغذية السيد كريم مسوس الذي نصح باختيار الأطعمة الصحية كل يوم، وليس اختيارها على أساس الطعم أو الشكل  أو الرائحة الشهية دون الاهتمام بالقيمة الغذائية أو الخطورة، فهذا يؤدي في بعض الأحيان إلى مشاكل صحية لاسيما بالنسبة لمرضى السكري وضغط الدم الذين يصعب عليهم التحكم في شهيتهم خلال شهر الصيام.

إن الصيام مفيد للصحة، بهذا استهل أخصائي التغذية حديثه، مبرزا أن الله تعالى جعل منه شفاء للجسم وراحة له، فلابد من استغلاله أحسن استغلال، إلا أن نقص الوعي الصحي وسط مجتمعنا ومظاهر "الشهية الكبيرة" التي يتمتع بها الجزائريون، تحول الصيام معهما في بعض الأحيان إلى كارثة، وتصبح بعض الأطعمة التي يشتهيها الفرد بمثابة قنابل موقوتة حقيقية.

كما أكد على صعيد آخر أن المرضى الذين لديهم رخص إفطار بسبب أمراضهم ويصرون على الصيام، يحولون الفعل إلى سلبي، فيضرون صحتهم ولعل استشارة مختص يساهم في إعطائهم بدائل وحلول لصيام آمن بدون مشاكل.

وعن مرضى السكري يقول المتحدث بأن تفاقم المرض مؤخرا يرجع إلى تجاهل عدد كبير من المرضى نصائح الأطباء ليعرضون أنفسهم لمخاطر صحية أثناء الصيام، وعليه عرض المختص بعض السبل للحد من مخاطر مرض السكري، وبالتحديد لمن يعانون من النوع الثاني منه، ويصرون على الصيام طوال شهر رمضان الكريم، لتفادي المضاعفات التي قد تؤدي إلى الوفاة في حالة عدم التكفل به بشكل صحيح.

وأشار المختص إلى وجود ضعف في الوعي وسط مرضى السكري والمخاطر التي يسببها صيامهم، فيعد من الضروري قياس مستويات السكر في الدم بدقة أثناء الصيام مع المحافظة على قياسه دوريا، وعلى ذلك الواقع يعد من الضروري توعية مريض السكري وحثه على الأخذ بنصيحة الطبيب لمعرفة مدى إمكانيته الصيام بشكل آمن، حسب خطة علاج خاصة بشهر الصيام، مع ضرورة معرفته لأعراض انخفاض مستوى السكر أثناء الصوم بين مختلف الأعراض بسيطة كانت أو شديدة، منها الدوخة، النعاس تسارع ضربات القلب، إلى جانب الشعور بالنرفزة الشديدة مصاحبة بالصداع، وعلى هذا الأساس لابد من منع انخفاض السكر لأنه يمكن أن يؤدي إلى مشاكل طبية شديدة مثل فقدان الوعي التي تستدعي تدخلا علاجيا عاجلا.

وقال مسوس بأن مرضى السكري ينقسمون إلى فئتين، فئة تستطيع الصوم وأخرى تُمنع من الصوم حسب الحالات، مثلا إذا كان العلاج يعتمد فقط على نظام غدائي متوازن يمكن الصيام بكل أمان بل هنا يكون الصيام ذو فائدة عظيمة وفرصة مناسبة لإنقاص الوزن الزائد شرط مراعاة كمية ونوعية الأكل، أما إذا كان العلاج يعتمد - إلى جانب النظام غدائي- على الحبوب المساعدة لتخفيض نسبة السكر في الدم، فيجب مراجعة الطبيب لأخذ الموافقة قبل بداية شهر رمضان، من أجل وضع خطة علاجية دوائية وغذائية تضمن الاستمرار في الصيام الآمن، دون أية مشاكل أو مضاعفات.

وفي حالة العلاج بالأنسولين باستخدام جرعة واحدة يوميا تحتاج إلى مراقبة خاصة، في حال ترخيص الطبيب بالصيام، بالتالي يجب مراقبة نسبة السكر في الدم بشكل يومي، أما المصابين الذين يحتاجون لعدة حقن من الأنسولين في اليوم، فإن صيامهم قد يشكل خطراً على صحتهم، لهذا ندعو إلى أخذ الحيطة والحذر، لأن نقص السكر في الدم إلى أدنى مستوى يعد حالة طارئة تحتاج إلى عناية فائقة.

على صعيد آخر، أكد المتحدث أن مرضى ضغط الدم هم الآخرون لهم حمية غذائية لابد من اتباعها واحترامها بشكل دقيق حتى يتفادون المضاعفات الصحية التي تجرها "عشوائية الأكل" من أكلات دسمة، وأخرى مرتفعة السكر، وغيرها من المواد المضرة بالصحة، وطمأن أنه لا يوجد ما يمنع المصاب بهذا المرض من إتمام صيامه إذا لم توجد مضاعفات أخرى، وعن بعض النصائح التي قدمها المختص لهؤلاء المرضى، والتي لابد من مراعاتها أثناء هذا الشهر الكريم؛ الإكثار من تناول السوائل في فترة الإفطار وحتى الإمساك لتجنب الجفاف والابتعاد عن الأطعمة والسوائل التي تحوي نسبا عالية من الدسم، منها المشروبات الغازية، القهوة، إلا جانب تفادي الإفراط في تناول الدهون مثل "المايوناز" "البوراك" والمكسرات في السهرة، إلى جانب تفادي أكل الحلويات مثل "الزلابية وقلب اللوز".