مسجد الأمير عبد القادر بقسنطينة
برنامج ثقافي رمضاني ثري
- 691
سطرّ مسجد الأمير عبد القادر بولاية قسنطينة، برنامجا ثريا ومتنوعا، تزامنا مع شهر رمضان الفضيل، حيث أبى القائمون على هذا الصرح الديني عدم تفويت مناسبة دخول شهر رمضان من أجل تنوير المصلين وشرح كل القضايا المتعلقة بهذا الشهر الكريم.
وحسب السيد يوسف علال، إمام وخطيب بذات المسجد، فإن جديد رمضان 2016، يتمثل في وضع شاشتين عملاقتين بساحة المسجد، من أجل شرح أحكام وفقه الصيام، مضيفا أن الفكرة جاءت مسايرة للتطور التكنولوجي ومحاولة لتجديد الخطاب الديني في التعامل خاصة مع الشباب الموّلع بكل ما هو عصري، حيث يتم أعداد الأسئلة والأجوبة وعرضها على الشاشة عن طريق نظام العرض "الباور بونت" الخاص بنظام التشغيل " أوفيس" للوينداوز.
وشمل التعامل مع المصلين القاصدين هذا المسجد، توزيع مطويات قبل وبعد صلاة الجمعة، حيث يعج المسجد برواده، وفي هذا السياق يتم تناول العديد من المواضيع ذات الصلة بشهر الصيام، كما تم تلخيص أهم القضايا التي تصادف الصائم في يومه في 35 إلى 40 سؤالا تم الإجابة عليها بطريقة بسيطة وواضحة، وهي نفس القضايا التي تشرح أحكام وفقه الصيام وصلاة التراويح التي تم نشرها في معلقات على جدران مدخل المسجد المخصصة للبيانات من أجل تحقيق المزيد من المنفعة.
وخصص مسجد الأمير عبد القادر الذي يعد تحفة معمارية بالجزائر، فترة ما بين المغرب والعشاء، لتقديم دروس يومية للوعظ وتعليم الدين، يؤطرها 12 أستاذ ودكتور، وكذا دروس نهارية قبل صلاة الظهر، تتناول عدة جوانب على غرار الأخلاق، السلوك، العقيدة، التاريخ الإسلامي وأهم الأحداث التي شهدها شهر رمضان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكذا التطرق إلى السيرة النبوية بطريقة يُحرص فيها الابتعاد على الروتين والتجديد بأكبر قدر للوصول إلى قلوب وعقول الحاضرين بطريقة معاصرة.
كما تم تخصيص زوال كل يوم سبت من أجل تنشيط ندوات فكرية مع ثلة من العلماء والأساتذة في مواضيع مختلفة، يتم فيها طرح أم القضايا الراهنة التي تخص الجانب الديني، حيث يفتح فيها النقاش بين المحاضرين والمصلين لتوضيح الرؤى وتسهيل ممارسة الدين على الناس.
وتنقل صلاة التراويح على المباشر فيما يخص مسجد الأمير عبد القادر الذي يتسع لأكثر من 15 ألف مصل ومصلية، ويعكف على أدائها ثلاثة قراء من أحسن الأصوات بعاصمة الشرق وأقدرهم على التحكم في أحكام الترتيل، حيث يشهد المسجد خلال شهر رمضان، إقبالا كبيرا من طرف المصلين القسنطينيين، خاصة في ظل توفر كل ظروف الراحة لأداء صلاة الترويح من نظافة وتكييف وكذا مساحة الصلاة الكبيرة سواء داخل المسجد أو في ساحته.
وينظم المسجد في إطار نشاطاته التربوية والدينية التي دأب على الحفاظ عليها طيلة السنوات الفارطة خلال شهر رمضان، مسابقة لحفظ القرآن الخاصة بالأطفال الصغار، في خطوة لتشجيع الجيل الجديد على حفظ كتاب الله، حيث توزع الجوائز في حفل ليلة الـ27 من الشهر الفضيل والتي تصادف ليلة القدر، بحضور السلطات المحلية وجمع كبير من المصلين.
كما يحرص المسجد على الإكثار من الأعمال الخيرية خلال هذا الشهر الكريم، حيث وبالتنسيق مع جمعية التضامن والإحسان التابعة له وكذا عدد من الخيريين والمحسنين، يشرف على توزيع المئات من قفة رمضان على المحتاجين والمعوزين على غرار مختلف المساجد المنتشرة عبر ولاية قسنطينة، وقد يصل عدد القفة الموزعة خلال شهر رمضان إلى ألف قفة يتم توزيعها بطريقة شفافة وتصل إلى محتاجيها في الوقت المناسب.