المدير العام للغابات السيد عبد القادر يطو لـ "المساء":

غاباتنا جاهزة للمستثمرين بعقود 90 سنة

غاباتنا جاهزة للمستثمرين بعقود 90 سنة
  • 834
 نوال.ح  نوال.ح

 دعا المدير العام للغابات السيد عبد القادر يطو المستثمرين الخواص للتقرب من محافظات الغابات والسلطات المحلية عبر كل الولايات، لاقتراح إنشاء مساحات للترفيه أو استغلال أراض غابية للاستثمار الاقتصادي، مشيرا إلى أن الوزارة سعت من خلال المنشور الوزاري المشترك الصادر سنة 2015 بالتنسيق مع مصالح كل من وزارة الداخلية والجماعات المحلية والمالية، إلى اعتماد دفاتر شروط جديدة تسمح بإنعاش الغابات، لتتحول من مجرد محميات طبيعية إلى  مساحات اقتصادية عبر استغلال منتجاتها؛ من نباتات طبية وأوراق الأشجار وحتى الخشب لتنويع النسيج الصناعي والرد على طلبات السوق، سواء في مجال الزيوت، النكهات أو مستخلصات أوراق الأشجار.

 صرح المدير العام للغابات لـ " المساء" بأن استراتيجية الوزارة بخصوص تسيير المساحات الغابية تغيرت في الفترة الأخيرة، وتقرر تحويل أنظمة التسيير من مجرد حماية الغابات إلى نظام تسيير اقتصادي؛ من خلال منح تراخيص لاستغلال المساحات الغابية بالنظر إلى نوعية الأشجار التي تحتضنها وقابليتها لاستقبال السياح والمواطنين للاستمتاع بالراحة وجمال الطبيعة.

لذلك يقول يطو: "تقرر تنفيذ قانون الغابات فيما يتعلق بالمادة الثالثة التي تطرقت إلى ضرورة حماية الغابات وتنميتها كشرط أساسي لسياسة وطنية لتنمية اقتصادية واجتماعية، وعليه فإن المشرع الجزائري، يقول المدير، فكر منذ سنة 1984 في اقتراح فتح الغابات للاستغلال الاقتصادي والتجاري، وعليه ستشرع اللجان التقنية الولائية المنصبة حديثا في دراسة مقترحات المستثمرين الخواص، سواء ما تعلّق منها باستغلال المساحات للسياحة والترفيه أو استغلال مساحات من الأراضي لغرس أنواع جديدة من الأشجار المثمرة التي يمكن رسكلة وتحويل منتجاتها لتكون تجارية، وهو العرض المقترح للاستغلال لمدة 90 سنة قابلة للتوريث. 

وردا على انشغالات عدد من مصنعي النكهات النباتية ومسوّقي النباتات الطبية، أشار يطو إلى أن مديرية الغابات تقبل فتح المجال لاستغلال كل المنتجات الغابية. وسيتم في المستقبل القريب أقلمة النصوص القانونية قصد السماح لمن ينشطون مع المخابر الطبية، باقتناء طلباتهم مباشرة من عند التعاونيات الشبابية التي ستسهر على إنشائها بالتنسيق مع سكان الغابات الذين لهم معرفة كبيرة بها، ويمكنهم استغلال المنتجات من دون إلحاق ضرر بالغابات.

على صعيد آخر، أشار يطو إلى أن تراخيص استغلال المساحات الغابية تسمح للمستثمر بإنشاء مشتلات وسط الغابات لتنويع الأشجار وحتى النباتات الطبية، وهو المقترح الذي تتوقع من خلاله مديرية الغابات الرد على طلبات المخابر من جهة، وخلق مداخيل جديدة للقطاع من شأنها المساهمة في خطة العمل المعتمدة لحماية الثروة الغابية، بالإضافة إلى تنظيم عملية استغلال كل ما تنتجه الغابات وضمان الديمومة.

ولتنظيم العملية تطرق المدير للمراسلة الأخيرة التي تم إرسالها لكل محافظي الغابات عبر التراب الوطني، لتسريع عملية وضع مخططات لاستغلال المساحات الغابية، تكون مبنية على طبيعة كل منطقة ونوع الأشجار وقابليتها لاستقبال السياح والمواطنين، على أن يتم تقسيم المساحة المخصصة للاستغلال بطريقة تسمح بالتنقل في كل مرة من منطقة إلى أخرى في نفس الغابة لضمان الديمومة والمحافظة على التوازن البيئي، وهو العمل الذي سيقوم به محافظو الغابات  على ضوء الدليل الذي أُعد من طرف المديرية، والذي يتضمن أسماء كل أنواع الأشجار والنباتات التي تنمو بالأراضي الجزائرية، مع العلم أن عمليات تكوين محافظي الغابات على هذا الدليل، شُرع فيها منذ مدة.

وتوقع يطو أن يتم إطلاق عملية استغلال النباتات والأشجار بطريقة اقتصادية قبل نهاية السنة الجارية. وستمس العملية 5 أصناف، على غرار أوراق الصنوبر الحلبي والكاليتوس وإكليل الجبل، بالإضافة إلى الرفع من طاقات إنتاج خشب أشجار الكاليتوس، مع العلم أن إنتاج الخشب من الغابات لا يزيد عن 130 ألف متر مكعب في السنة، وهو رقم ضعيف مقارنة بطلبات السوق. 

فيما يخص استغلال الغابات للسياحة والترفيه أكد المدير أن دفاتر الشروط ستكون صارمة لإجبار المستثمر على استعمال المنتجات الغابية لإنشاء الطاولات و الكراسي، من منطلق أن استعمال الإسمنت لإنشاء مبان أو كراسيّ أمر مرفوض داخل الغابة. كما يجب التفكير في توفير كل الظروف لاستقبال الزوار واقتراح خدمات وألعاب ترفيهية للأطفال لا تلوّث المكان.