نجحت مولودية الجزائر، ليس فقط في عملية الانتدابات الجديدة لتعدادها، بل كانت الأسرع من كل نوادي الرابطة الأولى في كيفية ضبط التعداد الجديد لفريقها، و أكثر من ذلك، فقد سبقت الجميع في مجال تحضيرات الموسم القادم من خلال تنقلها أمس إلى تونس.

هذه الديناميكية الجديدة التي يعيشها النادي منذ استلام عمر غريب رئاسة النادي، تعود بالدرجة الأولى إلى النشاط الحثيث الذي ميّز تحركات هذا الأخير الذي أراد أن يؤكد للجميع، لا سيما الذين يشككون في قدرته على تسيير العميد، أنه جدير بتحمل مسؤولياته في أكبر وأشهر ناد في الجزائر، حيث أصبح غريب يسير نحو كسب المزيد من ثقة الأنصار الذين أصبحوا يطمئنون على مستقبل الفريق في الموسم القادم بالنظر إلى الاختيار الذي وقع على اللاعبين الجدد الذين تم استقدامهم سواء فيما يتعلق بمستواهم أو باحتياجات الفريق في المناصب التي كان من الضروري تدعيمها.

ويتجه فريق العميد نحو اكتساب تشكيلة متجانسة في خطوطها الثلاثة، بل سيكون التنافس على أشده بين اللاعبين لاحتلال المناصب، وهو المسعى الذي يريد تحقيقه المدرب الجديد للفريق، جمال مناد الذي قال في هذا الشأن "بصراحة، أنا مرتاح جدا للتدعيم الذي استفاد منه تعداد الفريق الذي لا أظنّ أنّه سيعاني في المنصب، وقد اتّضحت لي من الآن الرؤية في ما يتعلق بالتشكيلة الأساسية التي سأعتمد عليها، لكنّها قد تتغير من مباراة إلى أخرى وذلك حسب مردود كل لاعب.. العناصر التي ستجد نفسها في دكّة الاحتياط، يتعيّن عليها بذل مجهودات خلال التدريبات إذا ما أرادت استغلال فرص اللعب في التشكيلة الأساسية، علما أنني سأعتمد دائما على اللاعبين الجاهزين بدنيا لكي يستجيبوا لاستراتيجية الخطة التكتيكية التي سأنتهجها من مباراة إلى أخرى".

وكان مناد قد أشار في تصريحاته السابقة إلى أن مولودية الجزائر لعبت في الموسمين السابقين بهجوم ضعيف وأن تدعيمه بعناصر جديدة سيمكنه من تحسين مردود هذا الخط الذي استفاد من قدوم مهاجمين ممتازين على غرار زرداب (مولودية بجاية) ومنصوري (مولودية العلمة) وجمعون (جمعية وهران)، والعائد حاج بوقاش الذي سيكون بدون شك صانع ألعاب هذا الخط، إلى جانب نقاش (شباب بلوزداد) الذي قال عنه مناد "قدوم المهاجم نقّاش أراحني وأسعدني كثيرا، لأنّه يمثل المهاجم المثالي الذي كنت أبحث عنه وأريده بأي ثمن. لهذا العنصر خصائص إيجابية كثيرة منها أنه يجيد اللعب في العمق ويحبذ الرجوع للوراء من أجل البحث عن المساحات الفارغة، فضلا عن أنّ له  مستوى دراسي جيّد وهذا ما سيسمح له بالتطور في كرة القدم".

وليس قدوم نقّاش هو العامل الوحيد الذي أراح مناد، بل أيضا توصل إدارة النّادي إلى إقناع وسط الميدان الهجومي، قراوي على تجديد عقده مع العميد، حيث من المنتظر أن يتفق أمير قراوي اليوم نهائيا مع رئيس النادي، عمر غريب على كل تفاصيل العقد، مع الإشارة إلى أنّ قراوي أنجز موسما كبيرا في البطولة الفارطة ولعب دورا حاسما في حصول مولودية الجزائر على لقب كأس الجمهورية.

وكان من المنتظر أن يتنقل فريق مولودية الجزائر أمس الجمعة إلى تونس لإجراء تربص بمنطقة عين الدراهم القريبة من الحدود الجزائرية و بها مركب رياضي تحول في السنوات الفارطة إلى وجهة لكثير من الأندية الجزائرية. وقوع الاختيار على تونس يعود إلى عدة أسباب منها أن اللاعبين سيجدون أنفسهم في بلد مسلم في هذا الشهر الفضيل وهو العامل النفسي الذي كان يبحث عنه المدرب جمال مناد و رئيس النادي عمر غريب، إذ أن كلاهما أصرا على أن ينجز التربص في تونس.

ويشار أيضا إلى أن تعداد الفريق سيعرف في تونس غياب بعض العناصر لأسباب مختلفة. فالحارس شعّال و زميله المدافع دمّو يتواجدان في تربص مع الفريق الوطني الأولمبي، بينما وسط الميدان شيتة يخضع لفترة نقاهة بعد إجرائه لعملية جراحية في شهر أفريل الفارط، أما المهاجم زرداب والمدافع ميباراكو، الذين تعاقدا مؤخرا مع مولودية الجزائر، فقد فضلا بنصيحة من مسير العميد عمر غريب البقاء مع فريقهما مولودية بجاية إلى غاية 30 جوان الحالي، تاريخ نهاية عقدهما مع هذا الأخير من أجل تفادي أي مشكل قد يعرقل تنقلهما إلى مولودية الجزائر. وسيعود فريق العميد من تونس قبل عيد الفطر على أن يشدّ الرحال من جديد إلى بولونيا يوم 8 جويلية لإجراء تربص ثان بهذا البلد الذي سبق للفريق العاصمي التنقل إليه في السنوات الفارطة.