في ظل بقاء الثغرات الأمنية فيها
ارتفاع حصيلة تفجير العاصمة العراقية بغداد إلى 119 قتيلا
- 788
ارتفعت حصيلة التفجير الانتحاري بالسيارة المفخخة الذي هز قلب العاصمة العراقية بغداد فجر أمس، إلى 119 قتيلا وعشرات المصابين ودمار حقيقي في حي الكرادة الشيعي.
وتمكن انتحاري من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي من اقتحام سوق شعبية في الحي المذكور فجر أمس، وفجرها ساعة الذروة عندما كان المتسوقون بصدد اقتناء ملابس العيد وحاجياتهم لهذه المناسبة الدينية.
وكان وقع العملية قويا خاصة أنه التفجير الأول التي تشهده العاصمة بغداد خلال الشهر الفضيل، واستدعى تنقّل الوزير الأول حيدر العبادي إلى مكان وقوع التفجير؛ حيث توعد بمعاقبة منفذيه.
كما أن العملية الإرهابية جاءت لتؤكد الثغرات الأمنية في الخطة التي وضعتها الحكومة من أجل تأمين مدينة بغداد، التي عرفت سلسة تفجيرات متلاحقة في أحياء تقطنها أغلبية شيعية، كان آخرها عملية شهر ماي الماضي التي خلفت مقتل 50 عراقيا.
وهو ما جعل العبادي يجد صعوبة كبيرة في احتواء سخط السكان على تكرار مثل هذه العمليات رغم الوعود التي قطعها على نفسه؛ من أجل استعادة الأمن إلى مدينة بحجم مدينة بغداد.
وكان الانفجار قويا مما أدى الى تدمير عدة بنايات مجاورة من مكان وقوعه، بينما اشتعلت ألسنة اللهب في المحلات التجارية والمباني القريبة؛ مما صعب من مهمة المسعفين في إخراج الجثث المتفحمة لعشرات الضحايا الذين طمروا تحت أنقاض المباني.
ولم تستطع الحكومات العراقية المتعاقبة وضع خطة أمنية فعالة وقادرة على منع تسلل عناصر التنظيم الإرهابي الى قلب العاصمة، لتنفيذ عملياتهم الإرهابية رغم الدعم الذي تلقاه من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، التي اضطلعت بمهمة تدريب عناصر الشرطة العراقية للقيام بهذه المهمة.
وهو الفشل الذي تأكد رغم مئات الحواجز الأمنية التي تم نصبها عند المداخل ومفترقات الطرق الرئيسية في هذه المدينة واسعة الأطراف.
وحسب خبراء أمنيين عراقيين فإن تنفيذ العملية التي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي جاء انتقاما لتمكن قوات الجيش من طرد مقاتليه من مدنية الفلوجة، بعد حصار دام منذ الرابع أفريل الماضي، وانتهى قبل يومين بطرد آخر فلول التنظيم في هذه المدينة الإستراتيجية الواقعة على بعد 80 كلم عن العاصمة بغداد.
وهي رسالة من التنظيم الإرهابي المتطرف باتجاه السلطات العراقية بأنه قادر على ضرب أهدافه متى شاء وفي أي مكان أراد رغم الإجراءات العسكرية والأمنية المتخذة من أجل تحييده.
وأدان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش بشدة الهجوم الإرهابي. وقال: "هذا عمل جبان وشائن بشكل لم يسبق له مثيل، واستهدف المدنيين في الأيام الأخيرة من شهر رمضان.
كما أدانت فرنسا الهجوم وأكدت أنه من تنفيذ مجرمين حقيرين، حيث جدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إصراره التام على محاربة هؤلاء المجرمين في كل مكان، متقدما بالتعازي إلى السلطات والشعب العراقي.
واستنكرت إيران من جهتها "هذا العمل الشنيع"، و قالت إنها ستقف مع العراق حتى هزيمة الجماعات الإرهابية في موقف مماثل لمصر، التي أدانت بأشد العبارات الهجوم، وأعربت عن تعازي
مصر حكومة وشعبا للحكومة العراقية ولأسر الضحايا، مؤكدة وقوفها وتضامنها الكامل مع العراق في مواجهة ظاهرة الإرهاب.
كما أدانت مملكة البحرين بشدة التفجير الإرهابي، مؤكدة وقوف المملكة وتضامنها مع العراق في مواجهة العنف والإرهاب وجهودها، الرامية إلى إحلال الأمن والاستقرار في جميع أنحاء العراق والحفاظ على سيادته وسلامة أراضيه.