بمشاركة ألمع الأسماء الفنية
انطلاق الطبعة التاسعة لمهرجان الأغنية الوهرانية
- 1145
يحتضن المسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران ابتداء من سهرة اليوم إلى غاية 14من الشهر الجاري، فعاليات الطبعة التاسعة للمهرجان الثقافي المحلي للموسيقى والأغنية الوهرانية التي سيفتتحها وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي.
وسيحيي الفنان القدير بلاوي الهواري السهرة الافتتاحية للمهرجان تحت قيادة أوركسترا الفرقة الماسية بقيادة قويدر بركان، إضافة إلى كل من الفنان الهبري سلطان، الشيخ صنهاجي قنديل والمطرب ولهاصي الهواري، شيخ الغناء البدوي ابن دنية محمد ونجم أغنية الراي الشاب عباس.
وستعرف السهرة الثانية انطلاق باب المنافسة المنظمة على هامش المهرجان لاختيار أحسن صوت ضمن 10 مشاركين من الجنسين يمثلون مختلف ولايات الجهة الغربية من الوطن، بمعدل مشاركين اثنين في كل سهرة، فيما سينشط هذه السهرات التي ستتواصل لمدة خمسة أيام كاملة، ثلة من فناني هذا الطابع الغنائي المميز، منهم الشاب رضوان، فرقة الأفراح للغناء النسوي المعروفة بالمداحات، بارودي بن خدة، المطربة جهيدة، هواري صابر، معطي الحاج وغيرهم.
وسيتم تكريم خلال هذه الطبعة كل من الفنانة القديرة مريم عابد والمرحوم بلقاسم بوثلجة، هذا الأخير الذي اعتلى قبل 30 سنة خلت، خشبة الدورة الأولى لمهرجان الراي قبل أن يحوَّل إلى مدينة سيدي بلعباس؛ حيث حاز على الجائزة الأولى مناصفةً مع "الشاب خالد" حاج ابراهيم. كما يمثل المرحوم بوثلجة حلقة وصل بين جيلين من مغنّيي الراي: جيل المؤسّسين، وأبرز وجوهه الشيخة الريميتي، وجيل بلمو وخالد الذي أتى لاحقاً؛ إذ يُحسب له، إلى جانب أسماء أخرى مثل بوطيبة الصغير وقويدر بن سعيد، الذين تمكنوا من إخراج أغنية الراي من الهامش وإعطائها بُعداً جديداً، من خلال إدخال آلاتٍ عصرية عليها، حتّى أنه لُقّب بـ "أبي الراي".
وقد أعطى تعاون بوثلجة مع المغني مسعود بلمّو نقلةً نوعية في موسيقى الراي التي ستشق طريقها إلى العالمية فيما بعد. كما تربّع على عرش الراي طيلة فترة منتصف الستينيات والسبعينيات؛ وحقّقت أغنياته وألحانه انتشاراً كبيراً منذ أن قدّم، وعمره لم يتجاوز 13 عاماً، أغنيته "قاتلك زيزيا" (1965) التي استلهمها من التراث الشعبي المغربي، ثم تلتها أغانٍ ناجحة أخرى؛ مثل "ميلودة" و”سيدي القاضي" و”يا بنتي" و”يا لحمام"، إضافةً إلى تجديده في أغنية الراي.
بالمقابل، يتميّز بوثلجة بخامات صوته الاستثنائية؛ إذ يجمع بين الحزن والانكسار والتمرّد الذي استلهمه من موسيقى الروك والبلوز.
أما الرمز الثاني للطبعة التاسعة للمهرجان فيتمثل في المغنية مريم عابد من مواليد 25 ديسمبر 1933 بتنس (ولاية الشلف)، استقرت عائلتها بالعاصمة حيث درست وبدأت أولى خطواتها كمنشطة لحصة إذاعية للأطفال، ثم حصص غنائية، تعرّف الجمهور من خلالها على صوتها الجميل. التحقت بأوبرا الجزائر رفقة محيي الدين بشطارزي رفقة كلثوم وأخريات؛ حيث اشتغلت في العديد من الأعمال المسرحية.
كما شاركت مرين سنة 1957 في حصة "من كل فن شوية" بأغنية من تلحين جيلالي حداد وكلمات حبيب حشلاف، لتتوالى بعدها النجاحات الموسيقية. ودخلت الفنانة سنة 1958 عالم الاحتراف بأغنية "البهجة، مدينة الجزائر" ألحان وكلمات محبوب باتي، الذي كتب ولحن لها أيضا "دقتني شوكة"، كما غنت لميسوم عمراوي "لميمة الحنانة" و”عارفة" و”انا الغنجة" و”يا سبايب غلبي". ومع بداية الستينات عرفت نجاحا كبيرا بوهران رفقة أوركسترا زوجها جلول بن داود، الذي أدت معه جولة فنية بالجزائر وفرنسا التي استقرت بها غداة الاستقلال. أدت سنة 74 أغنية "عيني تبكي وتنوح". وبعد غيابها لفترة طويلة عاودت الظهور سنة 2003 بباريس رفقة تورية وأكلي يحياتن وعمار لشهب وصالح سعدون ولويزة، في عرض موسيقي من تصميم المخرج كمال حمادي وكلمات حبيب حشلاف، نفس العرض أقيم بقصر الثقافة مفدي زكريا وكبريات مدن الجزائر.
للإشارة، خصصت محافظة المهرجان تذكرة دخول رمزية بداية من السهرة الثانية للمهرجان تقدّر بـ200 دينار للفرد، حسب السيدة ربيعة موساوي؛ تماشيا مع إجراءات التقشف التي تعتمدها البلاد، منها احتضان مسرح عبد القادر علولة الفعالية الفنية عوض مسرح الهواء الطلق.