بعد أن أغلق لمدة قاربت السنتين
رواق "عمر راسم" يفتح أبوابه بمعرض صور عن الاستقلال
- 2833
عاد رواق عمر راسم إلى الواجهة بعد أن أُغلق لفترة قاربت لسنتين منذ وفاة مسيّره الفنان عبد الحميد العروسي، حيث تعرض لإعادة هيكلة رغم أنه ترمم سابقا بتكلفة بلغت المليار سنتيم. وفي هذا السياق، يحتضن هذا الفضاء الواقع وسط العاصمة، معرضا للصور الخاصة بعيد الاستقلال من توقيع محمد كواسي وبسة أحمد زين ومصورين غير معروفين.
ويضم معرض الصور في رواق عمر راسم الذي افتتحه والي العاصمة، السيد عبد القادر زوخ، يوم الخامس من جويلية بمناسبة الاحتفال بعيدي الاستقلال والشباب، مجموعة من الصور التقطت عشية الاحتفال بعيد النصر.
وقدم الفنان المصور محمد كواسي الملقب بمصور جبهة التحرير، مجموعة من الصور التي تبرز وبوضوح مدى فرحة الجزائريين بتحقق الهدف الأسمى، ألا وهو الظفر بالحرية التي طالما سعوا إليها بعد ضيم استمر 132سنة. ومن بين صور كواسي، نجد صورة تظهر توافد عدد هائل من أطياف الشعب الجزائري في حي باب عزون وهم حاملين الإعلام الجزائرية، ويظهر أنهم يهللون ويهتفون بحياة الجزائر وكلهم فرح بل غزتهم نشوة عارمة كادت أن تفقدهم صوابهم، كيف لا والحلم تحول بقدرة قادر إلى حقيقة.
صورة أخرى لكواسي الذي التحق عبر فديرالية فرنسا، لجبهة التحرير الوطني بتونس وأصبح مسؤولا لمصلحة التصوير بوزارة الإعلام للحكومة المؤقتة 1958 ضمن حزب الشعب، وتبرز هذه الصورة، جنون الجزائريين الذين لم يجدوا أي حرج في الصعود إلى كل مكان مرتفع ليظهروا فرحتهم للجميع ولو تطلب ذلك الوقوف على بعضهم البعض.
صورة ثالثة تسلط الضوء على مجاهدين نزلوا إلى الشارع لمقاسمة فرحة الشعب الذي قاوم المستعمر بطريقته، فكان النصر حليف الجميع وهو ما أبرزه المصور الراحل محمد كواسي الذي ولد بالبليدة سنة 1922 وترعرع بحي القصبة ثم بولوغين واندمج في فرقة المسرح لجبهة التحرير الوطني من سنة 1958-1962، حيث جاب مخيمات اللاجئين وقواعد جيش التحرير الوطني. وقد شغل الراحل بعد الاستقلال وإلى غاية 1969، منصب نائب مدير بوزارة الإعلام مكلف بمكتب التصوير، ثم أصبح مصورا حرا. كما عرضت أعماله بالجزائر ويوغسلافيا سابقا وباريس وبمدينة ارل في سنة 1995 نظم له معرض بالمركز الثقافي الجزائري بباريس، ليرحل عنا يوم 27 أوت 1996.
وقدم الفنان في مشواره الفني العديد من الشهادات عن الثورة التحريرية من خلال التقاطه لصور لمجاهدين غير معروفين وآخرين قياديين مثل محمد بوضياف وأحمد بن بلة وحسين آيت أحمد. كما سبق له وأن صوّر "أيتام الحرب" التي التقطها في الحدود وصور "أقسام الدراسة" للأطفال اللاجئين، إضافة إلى صور التقطها خلال مختلف اجتماعات الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية برئاسة فرحات عباس ثم بن يوسف بن خدة قبل استرجاع الاستقلال.
من جهته، عرض الفنان المصور بسة احمد زين، مجموعة من الصور المتعلقة أيضا بالاحتفال بعيد الاستقلال، من بينها صورة لمجموعة من نساء ارتدين الحايك وخرجن من بيوتهن احتفالا بيوم النصر وكذا للتأكيد عن دورهن المجيد في مقاومة المحتل. صورة ثانية لمجاهدين يمتطون شاحنة صغيرة وحاملين للأسلحة والأعلام. وصورة ثالثة تظهر احتكاك مجاهد بشبان والكل واقف باحترام أمام عدسة المصور.
وقد شارك بسة في العديد من الأفلام مثل مصور البلاطو ومدير التصوير مثل مشاركته في فيلم "الليل يخاف من الشمس" للمخرج جيرار دولاسيس وتمثيل مصطفى كاتب، بوعلام رايس، سيد أحمد أقومي، نورية وغيرهم.
وضم المعرض أيضا والذي تتواصل فعالياته إلى غاية الخميس المقبل، صور ملوّنة التقطت من طرف مصورين غير معروفين، حول نفس الموضوع، وقد أضفت الألوان حيوية أكثر في الصور التي أبرزت بدورها فرحة الجزائريين العظيمة ومن بينها صورة لامرأة ترتدي الزي التقليدي وترفع العلم الجزائري عاليا. صورة أخرى لأحياء الجزائر وهي مزينة بالإعلام وثالثة لمجاهدين جزائريين يشاركون في المسيرة وكلهم فخر وفرح.