بومرداس

ارتفاع جنوني لأسعار الخضر والفواكه

ارتفاع جنوني لأسعار الخضر والفواكه
  • 786
كريم.ب كريم.ب

تشهد معظم الأسواق على مستوى بلديات بومرداس، ارتفاعا جنونيا لأسعار الخضر والفواكه بسبب مضاربة التجار على الرغم من التحذيرات التي وجهتها مديريات التجارة، وكذا الغرف الفلاحية، لضمان استقرار الأسعار، بعد تحقيق الوفرة في عديد المنتوجات الفلاحية.

...كشفت الجولة الاستطلاعية التي قادت "المساء" على مستوى بعض أسواق التجزئة ببومرداس، الارتفاع الفاحش الذي عرفته أسعار الخضر والفواكه، بعد أن اتبع أغلبية التجار سياسة رفع الأسعار دون سابق إنذار، متحججين بكثرة الطلب على المواد الاستهلاكية، ونقص الكمية المعروضة في الأسواق، ملصقين كل التهم المتعلقة بالأسعار بالوكلاء التجاريين.

الفاصولياء الخضراء بـ200 دينار !

التجول بين أجنحة سوق "بودواو" ببومرداس، قد يطول أمام كثرة عدد الزبائن المتوافدين للسوق، غير أن الأسعار التي كان يعمل وفقها التجار تجاوزت ما كان متوقعا، حيث وصل سعر الفاصولياء الخضراء إلى أزيد من 200 دينار للكلوغرام الواحد، بعد أن كان سعرها لا يتجاوز 110 دينار خلال اليومين الأخيرين، فيما عرفت أسعار الطماطم قفزة تجاوزت 80 دينار، حيث أكد بعض الزبائن الذين تحدثت إليهم "المساء" أن الارتفاع الجنوني في الأسعار بات يتكرر كل سنة، مع حلول الأعياد الدينية ودخول فصل الصيف، لذا بات لزاما عليهم اقتناء الشئ البسيط تماشيا مع ميزانياتهم المتوسطة.

أسعار "البطاطا" تحافظ على استقرارها

لم تشهد أسعار البطاطا تغيرا كبيرا، إلا فيما يخص زيادة طفيفة في الكيلوغرام التي لم تتعد قيمة 5 دنانير، وهو الأمر الذي طرح الكثير من التساؤلات وسط الزبائن، الذين استغربوا التلاعب بأسعار البطاطا التي لم يتجاوز سعرها 30 دينارا، حيث أكد أحد التجار المتخصصين في بيع البطاطا، أن هذه المادة ذات الاستهلاك الواسع، تتوفر بكميات كبيرة على مستوى الأسواق، كما أن إنتاجها حقق نتائج إيجابية مؤخرا، مما أعطى الحرية للتجار في التحكم نوعا ما في أسعارها، عكس بعض أنواع الخضر الأخرى التي عرفت ارتفاعا جنونيا في أسعارها، شأنها شأن الجزر والكوسة التي تجاوز سعرها 120 دينارا، بعد أن كانت 40 دينارا للكيلوغرام الواحد.

وفرة للسلع وإحجام عن الشراء

الوفرة المعتبرة للسلع هذه المرة، كانت واضحة لدى الكثير من المتوافدين على مستوى السوق اليومية، غير أن التهافت على اقتناء أنواع الخضر والفواكه بات محتشما، لاسيما أن المستهلك بات أكثر ذكاء من ذي قبل، بعد أن أصبح يقوم باقتناء كميات قليلة تسد حاجته خلال الأيام التي تعرف فيها الأسعار ارتفاعا فاحشا، سواء تعلق الأمر بالخضر أو الفواكه التي شهدت هي الأخرى ارتفاعا واضحا في الأسعار، حيث بلغ سعر "الخوخ" أزيد من 350 دينار، أما "النيكتارين" فتجاوز سعره 250 دينارا، أمام انخفاض سعر "البطيخ".

تجار التجزئة يتهمون الوكلاء

أكد عدد من التجار الذين تحدثت إليهم "المساء" أن الأسعار المعمول بها في أسواق التجزئة، ليست إلا انعكاسا للأسعار التي يعمل بها الوكلاء التجاريون على مستوى أسواق الجملة، والتي باتت هي الأخرى مرتفعة، حيث أكد أحد التجار أنه لا يعقل لتاجر يشتري الفاصولياء الخضراء من سوق الجملة بـ 180 دينار أن يبيعها بسعر أقل، متهمين بذلك الوكلاء على مستوى أسوق الجملة بالتلاعب بالأسعار، ليبقى تجار التجزئة في الواجهة.

"الفوترة" يجب أن تطبق

وفي السياق، تطرق التجار إلى الحديث عن نظام "الفوترة" الذي تحدثت عنه وزارة التجارة، وكذا الغرفة الفلاحية، كون تجار التجزئة هم من يكونون في الواجهة مع الزبون، مؤكدين أن الوكيل التجاري هو الحلقة الأساسية في تحديد أسعار البيع انطلاقا من سوق الجملة، وكذا بأسواق التجزئة، لذا بات مطالبا باعتماد وصولات تجارية، تحدد فيها السعر الأولي المعمول به، حتى لا تقع المضاربة في الأسعار، وهو الأمر الذي يؤكده الفلاحون الذين يبيعون منتجاتهم الفلاحية بأثمان بخسة للوكلاء التجاريين، ليجدونها تباع بأسعار خيالية في أسواق التجزئة.