نهائي كأس أمم أوربا 2016

البرتغال بطل أوربا وخيبة كبيرة في فرنسا

البرتغال بطل أوربا وخيبة كبيرة في فرنسا
  • 1227
 ط.ب ط.ب

 دخل منتخب البرتغال تاريخ أوربا بعد أن استطاع أن ينتزع لقب بطل أوروبا "يورو 2016" لأول مرة في مشواره على حساب المنتخب الفرنسي، في عقر داره، بعدما أسقطه وبكى معه الملايين من الفرنسيين، بهدف من دون مقابل في المباراة النهائية مساء الأحد الماضي على ملعب فرنسا.

الهدف القاتل الذي سجله المهاجم إيدر لوبيز في الدقيقة 109 بعد مباراة استمرت 120 دقيقة، توّج البرتغال باللقب رغم غياب نجمه كريستيانو رونالدو الذي خرج مصابا وترك زملاءه في الدقيقة 25، إلا أن تألق الحارس باتريسيو وباقي رفاقه، ذبح "الديوك الفرنسية" وحرمها من أن تتوَّج باللقب الثالث لها.

ورغم بداية المباراة بضغط فرنسي مكثف منذ الدقائق الأولى ومحاولاته الوصول إلى المرمى، إلا أن كل ذلك باء بالفشل. وكما يقال في عالم كرة القدم، فإن الفريق الذي لا يسجل سيسجَّل عليه، وهذا ما حدث في هذا النهائي الأوربي، الذي انتهى بتتويج إحدى المنتخبات، التي لم توضع في قائمة المرشحين لنيل اللقب القاري، فمشوار منتخب البرتغال في هذه المنافسة كان محتشما، فقد فاز في مباراة واحدة فقط في الوقت الأصلي للمباراة، لينهي بفوزه على المنتخب الفرنسي، سلسلة 10 هزائم متتالية ضد هذا الفريق.

 وبدت فرصة البرتغال في الفوز، خلال مباراة أول أمس، ضعيفة، بخروج قائد المنتخب رونالدو بسبب إصابته في الركبة، والدموع تنهمر من عينيه. وقال رونالدو: "عاندني الحظ بالإصابة، ولكنني دائما أثق أن زملائي اللاعبين قادرون على الفوز مع استراتيجية المدرب. إنها لحظة سعيدة للغاية، لحسن الحظ، سارت الأمور لصالحنا، إنها بالنسبة لي لحظة استثنائية مذهلة لا يمكن أن تُنسى".  

وعوّض المنتخب البرتغالي جماهيره عن فقدان اللقب الأوروبي في نسخة 2004، عندما خسر الفريق النهائي على أرضه أمام اليونان. وقد كان رونالدو لاعبا واعدا في التاسعة عشر من عمره حينذاك. وسادت نشوة الفوز معسكر المنتخب البرتغالي، الذي احتفل مع مشجعيه "باستاد دو فرانس"، ولم يكن الانتصار ثمرة جهد خط الهجوم فقط، وإنما أدى الدفاع دورا بارزا في اعتلاء منصة التتويج.وكانت الخيبة كبيرة في فرنسا، التي وضعت كل الإمكانيات للفوز بهذا اللقب القاري، غير أن الحظ لم يكن إلى جانب غريزمان وجيرود، لكن بعد حوالي عشر سنوات من الغياب عن المنافسة بجدية، بنى المدرب ديدييه ديشامب فريقا بات مستعدا للسعي لإحراز لقب كأس العالم القادمة، فقد تجاوز "الديوك" كل التوقعات، حيث كان النقاد لا يتوقعون أن يتجاوزوا الدور نصف النهائي، ناهيك عن الفوز على ألمانيا لأول مرة في مباراة رسمية في 58 عاما، فالمنتخب الفرنسي وضع أساسا صلبا، وبعض التعديلات البسيطة ستجعله أقوى لإحراز لقب كأس العالم في روسيا بعد عامين. فهجوم فرنسا الذي كان مصدر قوّتها الرئيسة في البطولة هو من خذلها، حيث افتقر المنتخب الفرنسي لهذه اللمسة الأخيرة من أجل وضع الكرة في المرمى، لكن في غياب كريم بن زيمة أبرز مهاجميها عن البطولة، ووجود ألكسندر لاكازيت لاعب أولمبيك ليون في الانتظار، واستمرار تطور أنطوني مارسيال، فإن المستقبل يبدو مشرقا.

رئيسا فرنسا والبرتغال يتصدران كبار الحاضرين  

تصدّر الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند ونظيره البرتغالي مارسيلو ريبيرو، قائمة كبار الشخصيات التي حضرت مباراة النهائي لبطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم "أورو 2016"، والتي جرت بين منتخبي بلديهما بملعب ستاد "دو فرانس" بالضاحية الباريسية. 

ورافقهما رئيسا الوزراء الفرنسي مانويل فالس والبرتغالي أنطونيو كوستا، وعدد آخر من المسؤولين من كل دولة، بحسب قائمة كبار الحضور للاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا".

وحضر المباراة أيضا رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما، ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، إلى جانب أمير موناكو ألبير الثاني ورئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز. 

وتصدّر قائمة الحاضرين من شخصيات عالم كرة القدم، كل من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" جياني إنفانتينو. كما تم توجيه الدعوة لرئيس الاتحاد الأوروبي الموقوف ميشال بلاتيني. 

225 ألف أورو مكافأة لكل لاعب برتغالي

من المنتظر أن يحصل كل لاعب من منتخب البرتغال لكرة القدم، على مكافأة قدرها 275 ألف أورو بعد الفوز بلقب كأس الأمم الأوروبية "أورو 2016"، على حساب المنتخب الفرنسي يوم الأحد. وتُوّج منتخب البرتغال باللقب الأوربي بعد فوزه على نظيره الفرنسي بهدف من دون رد في الوقت الإضافي، وذلك بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي في لقاء جرى على ملعب فرنسا الدولي. 

وأشارت صحيفة "إيبولا" البرتغالية أمس الإثنين، إلى أن كل لاعب من منتخب البرتغال سيكون قد حصل على 300 ألف أورو، على اعتبار المبلغ الذي حصل عليه اللاعبون قبل وخلال مشوار البطولة. وسيحصل الاتحاد البرتغالي لكرة القدم على 25.5 مليون أورو من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وهو إجمالي قيمة الجوائز المالية التي يحصل عليها المنتخب المتوَّج بلقب كأس الأمم الأوروبية. 

واستحوذ المنتخب البرتغالي على الرصيد الأكبر من الجوائز المالية من بين المنتخبات المشاركة في بطولة أورو 2016، وحصد 25.5 مليون أورو، فيما حصل منتخب فرنسا على 23.5 مليون أورو.

غريزمان يتوَّج بلقب هداف "يورو 2016"

تُوّج النجم الفرنسي أنطوان غريزمان بلقب هداف بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2016" بفرنسا، بعد تسجيله ستة أهداف مع نهاية منافسات البطولة مساء الأحد. 

وتفوّق غريزمان (25 عاما) على كل من غاريث بيل لاعب ويلز وديميتري باييت لاعب فرنسا، وألفارو موراتا لاعب إسبانيا، أوليفيه جيرود لاعب فرنسا، وكريستيانو رونالدو لاعب البرتغال برصيد ثلاثة أهداف لكل منهم، وكان غريزمان قد أعرب عن حزنه العميق بعد خسارة بلاده أمام البرتغال بهدف بدون رد في مباراة نهائي بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2016 " التي جمعت بينهما على ‘’استاد دو فرانس’’ بالضاحية الباريسية. كما عبّر عن فخره بالمسيرة التي حققها منتخب بلاده طوال منافسات اليورو، لافتا في الوقت ذاته إلى أن خسارة فريقه أمام البرتغال تشكل ثاني هزيمة له في مباراة نهائية خلال نحو شهر، وذلك في إشارة إلى هزيمة نادي أتليتيكو مدريد، الذي يلعب في صفوفه أمام ريال مدريد، في نهائي رابطة أبطال أوروبا في نهاية شهر مايو الماضي.

كريستيانو سيغيب مدة شهر عن الملاعب

 كشفت الفحوص الأولية التي خضع لها المهاجم كريستيانو رونالدو بواسطة الجهاز الطبي للمنتخب البرتغالي، عن تعرضه لالتواء في الرباط الجانبي الداخلي من ركبته اليسرى، حيث سيغيب لمدة شهر واحد عن الملاعب، وستكون أمامه أربعة أسابيع من أجل التعافي من الإصابة والالتحاق بمواجهة إشبيلية في المباراة النهائية من كأس السوبر الإسبانية، في 9 أوت القادم في مدينة تروندهايم النرويجية.

وتعرّض كريستيانو رونالدو لهذه الإصابة ضد منتخب فرنسا في المباراة النهائية من كأس الأمم الأوروبية "يورو 2016" يوم الأحد الماضي، عندما حصل ديميتري باييت على الكرة منه. وسقط نجم ريال مدريد على أرض الملعب بعد شعوره بآلام كبيرة في الركبة، قبل أن يخرج من الميدان من خلال نقالة والدموع تسيل من عينيه، لعدم قدرته على الاستمرار.

ديشان باق على رأس المنتخب الفرنسي

 أكد ديدييه ديشان، مدرب المنتخب الفرنسي، أنه سيبقى في منصبه عاميين إضافيين رغم خسارة فريقه أمام البرتغال مساء الأحد، في نهائي كأس أمم أوروبا 2016.

وأجاب ديشان لدى سؤاله عن إمكانية رحيله بعد فشله في الفوز بلقب اليورو: "سأبقى، وهذا الأمر كان مقررا من قبل كما تعرفون. أنا لا أفكر في نفسي ولكن أحتاج للوقت من أجل تخطي الأمر مثل اللاعبين تماما". وتابع المدرب الفرنسي: "سننهض بالتأكيد من أجل الاستحقاقات التي تنتظرنا في العامين المقبلين". ويُذكر أن ديشان تولى تدريب المنتخب الفرنسي خلفا لزميله السابق لوران بلان في 2012. وقرر الاتحاد الفرنسي تمديد التعاقد معه حتى عام 2018، بسبب الأداء الجيد الذي قدمه في مونديال البرازيل 2014 رغم خروجه من ربع النهائي أمام ألمانيا بخسارته بهدف من دون مقابل.

الصحافة الفرنسية تنتقد المنتخب الأزرق 

أجمعت الصحف الفرنسية أمس الإثنين على بكاء منتخب "الديوك" غداة الهزيمة أمام نظيره البرتغالي صفر-1، في نهائي كأس أوروبا 2016 لكرة القدم التي استضافتها فرنسا. 

وحفلت الصفحات الأولى بعبارات عكست هذا الإحباط الكبير، مثل "مسحوقون" و«فظيع جدا"، و«الحلم المكسور" و«خيبة الأمل"، واستخدم قسم كبير من هذه الصحف صغيرة كانت أم كبيرة، كلمة "فظيع" للتعبير عن الألم الذي أصاب الفرنسيين بعد الخسارة غير المتوقعة، فيما اتجه القسم الآخر نحو الإشادة برجال المدرب ديدييه ديشان، مثل "شكرا على هذه اللحظة" و«شكرا للمنتخب الأزرق". وكتب جيروم كازاديو في صحيفة "ليكيب" الشهيرة تحت عنوان "مسحوقون"، أن فرنسا "تستفيق هذا الصباح بشعور الخسارة الكبيرة"، مرفقا مقاله بصورة لبول بوغبا وهو يبكي. 

في المقابل، جاء في صحيفة "لافوا دي نور": "شكرا للمنتخب الأزرق". وأوردت صحيفة "لو باريزيان" في افتتاحية دونات فيدال ريفل: "شكرا أيها السادة". وقالت صحيفة "لو ريبوبليكان" إن هذا الجيل الجديد من اللاعبين نجح، في الواقع، في إعادة حياكة تاريخ الحب بين المنتخب وأمة المشجعين". وكتب باسكال كوكي في صحيفة "ديرنيير نوفيل دالزاس"، أن اللاعبين "كسبوا حب الشعب، وهم يدركون أن هذا هو أجمل أنواع الانتصارات". وذهبت كارول نوييه في صحيفة "لونيون" في نفس الاتجاه؛ "هذه البطولة الأوروبية أيقظت شعبا". واعتبرت سيسيل كورنوديه أن "الحماس الوطني الذي خلقته البطولة يقدم الفرصة لإصلاح أمر الفرنسيين. الأعلام كانت ترفرف في نوافذ المنازل، كما رفرفت بعد اعتداءات نوفمبر". وكتب باتريك آبل-مولر في "لومانيتيه" أنه في هذه الفترة الكئيبة، نجح المنتخب في زرع "بعض الأمل" في النفوس، لكن "أثر البطولة سيكون قصير المدى"، حسب برونو بيكار من صحيفة "لا نوفيل ريبوبليك". 

وفي صحيفة "لا هوت مارن" تساءل كريستوف بونفوا: "إلى متى سنعرف كيف نستفيد من هذه البطولة؟".