الطبعة الـ38 لمهرجان تيمقاد الدولي

تأكيد على العالمية ودعوة للاستثمار الثقافي

تأكيد على العالمية ودعوة للاستثمار الثقافي
  • القراءات: 575
ع. بزاعي ع. بزاعي

أجمع فنانون ممن افتتحوا مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته الـ38 على أهمية هذه التظاهرة التي قطعت أشواطا كبيرة نحو العالمية بالنظر لتنوّع برنامجها الذي شمل تنشيط سهرات من قبل فرق وفنانين عالميين لهم من الشهرة ما يمكن أن يشكل سندا للمهرجان، وطالبوا في هذا السياق بضرورة توظيفه في بعده الفني والثقافي واستغلال خصوصيات المنطقة وفتح مجالات الاستثمار لدعم الثقافة والسياحة التي تمثّل دعما آخر للاستثمار بالمنطقة التي ترقد على كنوز ومعالم أثرية وتاريخية كفيلة بجلب السياح.

في هذا الشأن، أقرّ وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، الذي أشرف على حفل الافتتاح بأنّ تنوّع البرنامج يعدّ دعامة أساسية لبلوغ الأهداف المرجوة، مشيدا بأهمية التواصل من خلال المهرجان الذي صنّفه في خانة المهرجانات الكبيرة، وأكّد في السياق على ضرورة إشراك الخواص للاستثمار في تسيير المهرجانات الفني والثقافية، مضيفا أنّ وزارة الثقافة مستعدة لتقديم الدعم اللازم لمرافقة المستثمرين ليكونوا شركاء دائمين في أيّ عمل ثقافي.  

ميهوبي أوضح على هامش الافتتاح أنّ الخريطة الجديدة للمهرجانات أبقت على 77 مهرجانا في مرحلة تقييم وفرز أوليين مع إمكانية تقليصها لاحقا واقتصارها على مهرجانات مجدية سيكون لها دور في الدفاع عن صورة الجزائر في الخارج، أما الباقي فهي في نظره فعاليات ثقافية تتم على المستوى المحلي تتكفل بها مديريات الثقافة، وأشار في سياق آخر إلى أنّ القطاع يعمل حاليا على مراجعة كلّ القوانين حتى تتكيّف مع مستجدات الحياة الثقافية، وقال الوزير إنّه سيتمّ محاربة "ثقافة الريع" خاصة في التظاهرات الثقافية الكبرى والعمل على تطابق الكم مع النوع بشأن المنتوج الثقافي مقارنة بالدعم المالي المخصّص، متسائلا عن جدوى قيامها وهي لا تمتلك أدنى المعايير التي تؤهلها لمستويات ناجحة مضيفا أنّ الوقت حان ليدفع المواطن ثمن شراء التذكرة كما يفعله لدخول ملاعب كرة القدم.

وفي رده عن سؤال لـ"المساء" حول تفعيل دور الجمعيات الثقافية للإسهام في خدمة المهرجان، أكّد على ضرورة مواكبة التطوّر الحاصل، حسبه، في المجال التقني الفني، وأضاف أنّ الاحترافية المنشودة للارتقاء بالمهرجان نحو العالمية تتطلّب تضافر جهود الجميع، وهو ما يرى فيه الوزير دعما آ٧خر للتعاون الفني الثقافي، مضيفا أنّ للإعلام دور مهم في ترقية المهرجان،.وبخصوص عزوف القطاع الخاص عن تمويل الفعل الثقافي، ردا على الشق الثاني من سؤال "المساء"، قال الوزير أنّ على المستثمرين الخواص أن يكتشفوا المجال الثقافي ومردوده وسيدركون ساعتها أنّها رافد من روافد كسب المال.

وفي أجواء ثقافية مزجت بين التراث الأصيل على وقع أنغام الرحابة لفرقة "الرفاعة" لمدينة نقاوس التي دشّنت السهرة بديكور الأصالة لتصنع من السهرة الحدث الفني الذي ألفته المنطقة سنويا، وفي شقها الثاني خصّصت السهرة للأغنية الشبابية.وتنوّع الطبوع من شاوي وقبائلي عصري إلى لون الراي. 

سهرة ليست كبقية السهرات في تناولها مضامين الأصالة والتاريخ وتعزيز الروابط الأخوية فيما بين أبناء الشعب الجزائري والدعوة الصريحة للالتفاف حول مشروع الوحدة الوطنية، وهو ما تجسّد عند نهاية السهرة عندما ختمها جموع الفنانين الذين مروا على المنصة أنور، الجابوني، بلبش، طاوس والشاب خلاص، بأغنية جماعية تعيد إلى الأذهان الألحان الجزائرية التي تحرّك المشاعر في الملاعب والمهرجانات الفنية.

الديكور الذي يروي الموروث الحضاري للجزائر تقاطعت فيه الحناجر والهدف واحد لإنجاح العرس الجزائري الذي يصنعه تيمقاد سنويا دون أن يفقد بريقه اعتبارا من أن الفن وسيلة نضال ورسالة مترجمة بألوان الموسيقى لمختلف اللغات.

ثيمقاديات..

❊ لاحظ الحضور غياب درع المهرجان لأوّل مرة، بعد أن أصبح سنّة عند تكريم الفنانين الذين ينشطون سهرات مهرجان تيمقاد الدولي، وبدل ذلك وزّعت الورود على الفنانين المشاركين.

❊ شوهدت السيدة نسيمة شريط، أوّل منشطة للمهرجان بعد إعادة بعثه سنة 1997، ضمن المدعوين وكأنّ الحنين راود هذه الإعلامية (كانت في وقت سابق مديرة لإذاعة باتنة الجهوية) لاسترجاع ذكرياتها  مع التنشيط .

❊ تلقى زميل من الصحافة المحلية الرعاية الطبية والإسعافات الأولية من قبل أعوان الحماية المدنية بمدخل مدينة ثاموقادي بعدما شعر بآلام وغثيان بالحافلة التي كانت تقل الفريق الإعلامي المكلف بتغطية المهرجان، وخصّصت مصالح الحماية المدنية 100 عون لمرافقة المهرجان وجنّدت كلّ إمكانياتها المادية والبشرية للحدث.

❊ لم يسجّل أيّ ظهور لمسؤولين سياسين وشخصيات فنية هذه السنة على خلاف الطبعات السابقة شوهد فيها رؤساء أحزاب وشخصيات فنية، إذ اقتصر الحضور على وزير الثقافة ووالي الولاية ومنتخبي الولاية في مختلف المجالس ونواب بالبرلمان.

❊ تجنّد عمال فندق "شيليا" لخدمة ضيوف المهرجان حيث خصّص لإيواء الصحفيين والفنانين وتنشيط الندوات الصحفية، وحرص مدير الفندق عبد الوهاب غالم على الحضور الشخصي لضمان التكفّل الأنجع بضيوف المهرجان وشوهد في مختلف أجنحة الفندق، مؤكدا على ضرورة تقديم الخدمة، وللإشارة ظهر الفندق مغايرا لسنوات ماضية من حيث التنظيم وتحسين ظروف الاستقبال إذ عرف عمليات ترميم لإعطاء صورة جيدة عن فنادق باتنة رغم قلتها. 

❊ ظهر الكفيفان الحسن والحسين كعادتهما بلباس موحد حتى لا تكاد تميّز بينهما، وشوهدا في المدرجات وشدا إليهما الأنظار وهما يتفاعلان مع كل الطبوع الجزائرية ورقصا مطوّلا، وكان التوأم لحسن والحسين قد عرفا بنشاطهما الدؤوب خلال الشهر الفضيل مع جمعية الضحى للتضامن والإسعاف لولاية باتنة. 

❊ قال كادير الجابوني الذي عرف بتجربته كيف يتعامل مع الشباب والمعجبين الذين التفوا به لأخذ صور تذكارية أنّ مهرجان تيمقاد الدولي يستقطب كلّ الأصوات الجزائرية وهو بالتالي متفتّح على الثقافات العالمية. 

❊ سئل الشاب انور عن عدد مشاركاته بمهرجان تيمقاد، فلم يجد الرد مكتفيا بقوله "لقد الفته، وليس المهم أن أعد مشاركاتي"، وأضاف قد تفوق الـ6مرات.