نتائج البكالوريا بعيون الأحزاب

الظروف الاستثنائية لم تؤثر على نسبة النجاح

الظروف الاستثنائية لم تؤثر على نسبة النجاح
  • 757
 محمد / ب محمد / ب

هنأت التشكيلات السياسية الناجحين في امتحان بكالوريا 2016، واعتبر غالبيتها النسبة المحققة والمقدرة بـ49,79 بالمائة نسبة مقبولة بالنظر إلى الظروف غير المسبوقة التي أحاطت بهذا الامتحان، ودفعت الحكومة إلى إقرار دورة ثانية جزئية بعد فضيحة تسريب المواضيع، وفيما حملت بعض الأحزاب الجهة الوصية عن القطاع وحدها مسؤولية ما يصيب المنظومة التربوية من اضطرابات تؤثر على السير العادي للدراسة وعلى آداء وتحصيل التلاميذ، اعتبر بعضها الآخر واجب ترقية الأداء التعليمي والتربوي مسؤولية جميع مكونات المجتمع، التي ينبغي عليها، حسبها النأي بقطاع التربية الوطنية عن الحسابات السياسية. كما ثمنت غالبية الأحزاب السياسية الاستقرار الذي عرفه العام الدراسي المنقضي، مشيدة بالدور الإيجابي الذي لعبته نقابات القطاع وتغليبها للغة الحوار.

جبهة التحرير الوطني  تثمين الدور الإيجابي للنقابات  في استقرار القطاع

وإذ هنأ عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني المكلف بالإعلام حسين خلدون، التلاميذ الناجحين في امتحان شهادة البكالوريا 2016 متمنيا حظا أوفر للراسبين في السنة القادمة، أبرز في تصريح لـ"المساء" أمس الظروف الهادئة والاستقرار الذي ميز العام الدراسي ككل، مشيرا إلى أن هذا الاستقرار يعود إلى كون لغة الحوار كانت السيدة والغالبة في علاقة الوزارة الوصية بمختلف النقابات النشطة في القطاع.

وأكد السيد خلدون بالمناسبة بأن حزب جبهة التحرير الوطني يثمن عاليا الدور الإيجابي الذي لعبته نقابات القطاع، من خلال تبنيها للحوار الجاد، والذي قابلته وزارت التربية الوطنية بالتكفل الحقيقي بكل المسائل البيداغوجية والمهنية والاجتماعية" داعيا إلى مزيد من العمل لتحسين آداء القطاع والمنظومة التروية بصفة عامة. وحسب المكلف بالإعلام في "الأفلان" فإن الاستقرار الذي عرفته السنة الدراسية التي لم تعرف توقفا عن الدراسة، انعكس إيجابيا على مستوى التحصيل العلمي للتلاميذ، بدليل أن المؤامرة التي حيكت ضدهم من خلال تسريب المواضيع، لم تتسبب في تراجع كبير في مستوى النجاح في شهادة البكالوريا، حيث انخفض معدل النجاح بـ2 بالمائة فقط مقارنة بالعام الماضي، فيما لم يتجاوز في 2014 نسبة 44 بالمائة. 

في سياق متصل اعتبر المتحدث بأن قطاع التربية لا يعتبر وحده المسؤول على ما وقع من تسريبات في دورة جوان لامتحان البكالوريا، مثمنا الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتمكين التلاميذ من فرصة ثانية لإعادة الامتحان في دورة جزئية، وتوقيفها للمتورطين في عملية التسريب، داعيا إلى أخذ ما وقع كتجربة لتحسين الأمور مستقبلا في إطار مسعى إصلاح المنظومة ككل وإصلاح شهادة البكالوريا تحديدا، حتى يكون هذا المسعى في مصلحة التلاميذ على وجه الخصوص.

  التجمع الوطني الديمقراطي   نتائج إيجابية ودعوة لإبعاد السياسة عن  المدرسة

وصف الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي صديق شهاب نتائج امتحان شهادة البكالوريا 2016 بالجد إيجابية، بالنظر على الظروف التي أحاطت بها هذه السنة، ودعا إلى ضرورة النأي بقطاع التربية عن الرهانات السياسية والعمل على جعله وغيره من القطاعات الأساسية قطاعا رائدا.

وأشار السيد شيهاب في تصريح لـ"المساء" إلى أنه بالنظر للظروف التي أحاطت بظروف البكالوريا هذه السنة فإن النتائج المحققة جد إيجابية، إذا ما قارناها بسنة 2014 حيث تم تحقيق نسبة النجاح بـ44 بالمائة وبسنة 2015 حيث بلغت 51 بالمائة، لافتا إلى أنه من بين إيجابيات هذه الدورة أيضا أنه لأول مرة في تاريخ هذا الامتحان بالجزائر تحتل شعبة الرياضيات صدارة الشعب، "بعد أن كانت الصدارة سابقا تحتلها العلوم التجريبية التي تراجعت هذه السنة بفعل تسريب مواضيعها، وما ترتب عنه من توتر لدى التلاميذ".

كما أبرز السيد شيهاب بالمناسبة أهمية الاستقرار الذي عرفته السنة الدراسية، التي خلت من الإضرابات وغيرها من العوامل التي كانت تسبب اضطراب القطاع، مثمنا من جهته آداء النقابات الممثلة للقطاع، "التي كانت قد أبرمت بعد تفاوض مع الوزيرة ميثاق أخلاقيات قطاع التربية، وهو ما ساهم في استقرار القطاع".  وإذ نوه السيد شيهاب باسم "الأرندي" هذا الاستقرار الذي تحقق حسبه بفعل "تغلب لغة الحوار على التهور"، اعتبر بأن توجه قطاع التربية اليوم إلى صرامة أكبر ومردود ونجاعة بيداغوجية أفضل مما كان عليه في السابق، سينعكس إيجابا على المستوى العام للتعليم "والذي كنا نشتكي من تدهوره بالنظر على سياسات التسيب التي ميزت القطاع"، مشددا في الأخير على ضرورة جعل قطاع التربية الذي يعتبر من القطاعات الاساسية في البلاد، في منأى عن الرهانات والحسابات السياسية، باعتباره يكرس قيم الأمة والمجتمع "ولابد أن نعمل جميعا مهما كانت مشاربنا السياسية على جعله قطاعا رائدا".

حركة مجتمع السلم  العبرة في نوعية التحصيل والتفكير في مستقبل الراسبين

ثمن النائب عن حركة مجتمع السلم نعمان لعور الاستقرار الذي تميز به السنة الدراسية المنقضية " رغم بعض الاستفزازات التي أثيرت في بداية الموسم"، وجدد موقف الحركة الداعي إلى تبني إصلاحات التي تكرس القيم والمبادئ التي يقوم عليها المجتمع الجزائري، معتبرا ان العبرة في تقييم نتائج البكالوريا تكمن في "التفكير في مستقبل الراسبين وتحسين مستوى التحصيل العلمي لأبنائنا".

وأوضح السيد لعور في تصريح لـ"المساء" أن السنة الدراسية لم تعرف أي اضطرابات أثارتها الجهات العاملة فيه، باستثناء ما وصفه "بالاستفزازات التي أثارتها الجهات الوصية في بداية العام الدراسي من خلال محاولة فرض اللغة "العامية" في المدرسة، ثم محاولة إلغاء التربية الإسلامية من مقررات التعليم".

وخلافات لرأي الأحزاب الأخرى تعتبر حركة مجتمع السلم حسب السيد لعور، وزارة التربية الوطنية المسؤولة الأولى عن كل ما يصيب المنظومة التربوية، مجددا بالمناسبة دعوة الحركة إلى إشراك كل المعنيين بترقية القيم الوطنية في برنامج الإصلاحات الذي ينبغي حسبه أن يكرس ثوابت الأمة وقيم المجتمع الجزائري.

ولفت المتحدث إلى أن تقييم الحركة لنتائج البكالوريا لا ينحصر في تقدير نسبة 49,79 بالمائة للناجحين، وغنما أيضا في التفكير في مآل الـ51 بالمائة من الراسبين، "الذين يمثلون فئة هامة من الشباب لابد من التفكير في تأطيرها وتمكينها من مستقبل يجعلها تؤدي دورها في خدمة البلاد".

كما أشار المتحدث إلى أن ما يهم المجتمع الجزائري ليس النتائج الإدارية أو السياسية وإنما النتائج الحقيقية التي تعكس مستوى التحصيل، وقال في هذا الصدد بأن العبرة في تقييم هذا المستوى يكمن في تحقيق نوعية عالية من التحصيل العلمي وليس في الاهتمام بالمسائل المتعلقة بالكم وبالهياكل، لافتا بالمناسبة إلى نسبة الرسوب الكبيرة المسجلة لدى طلبة السنة الأولى الجامعي في السنوات الاخيرة، والتي تعكس حسبه، المستوى الضعيف لتحصيل لدى التلاميذ في الاطوار الثلاث القاعدية.

وخلص البرلماني نعمان لعور في تقييمه لنتائج البكالوريا لهذه السنة إلى أن النتيجة جاءت بفعل تأثير عملية تسريب المواضيع التي شوشت على امتحان البكالوريا، مجددا مطلب الحركة بضرورة إطلاع الرأي العام بنتائج التحقيق حول هذه الفضيحة، "ليعرف الجميع ما وقع ودوافع المتورطين في التسريب وكذا مصيرهم".

حزب تجمع أمل الجزائر "تاج"  الحفاظ على منظومة التعليم واجب كلّ فئات المجتمع

اعتبر المكلف بالإعلام في حزب تجمع أمل الجزائر "تاج" مسؤولية الحفاظ على منظومة التربية والتعليم في الجزائر لا تنحصر في دائرة وزارية واحدة، وإنما هي واجب على كل فئات المجتمع، بما فيها الأحزاب السياسية وتنظيمات المجتمع المدني، وذلك لكون  هذه المنظومة حاملة لمراجع وقيم الشعب والأمة.

وأكد السيد يحياوي في تصريح لـ"المساء" بأن نسبة النجاح المعلن عنها بخصوص امتحان شهادة البكالوريا لدورة 2016، تعتبر نسبة مقبولة بالنظر إلى الظروف الاستثنائية التي أحاطت بهذا الامتحان بعد فضيحة التسريبات، "التي كادت أن تعصف حسبه، بمصداقية البكالوريا لولا تدخل الحكومة لإقرار إعادة الدورة.."، مشيرا إلى أن حزب تجمع أمل الجزائر "تاج" يعتبر دوما بأن قطاع التربية والتعليم العالي لابد أن يكون محل اهتمام المجتمع كله، بما فيها مؤسسات الدولة والأحزاب السياسية والمجتمع المدني وكذا أولياء التلاميذ والتنظيمات النقابية، "وذلك لكون التربية والتعليم تحمل مراجع كل الأمة وكل البلد، وبالتالي لابد من المحافظة على هذه المراجع الحقيقية والحرص دائما على الحفاظ على مصداقيتها ومكانتها في المجتمع".

كما أشار السيد يحياوي إلى أن العبرة في تقييم مستوى النجاح في البكالوريا لا يمكن حصرها في مستوى النسبة المعلن عنها، وإنما تتجاوز النسب، إلى قضايا مصيرية أخرى، تتعلق بما إذا كانت المدرسة الجزائرية تكون حقا أجيال قادرة على تحمل مسؤوليات المستقبل، "وهل هؤلاء التلاميذ الذين تحصلوا على البكالوريا هم بالفعل تلاميذ متمكنون علميا وهل الجامعة الجزائرية ستستجيب لطموحات وتطلعات هؤلاء الناجحين؟". ليخلص محدثنا إلى أن مسؤولية الحفاظ على مستوى منظومة التربية والتعليم في البلاد ليست مسؤولية دائرة وزارية واحدة، بقدر ما هي مسؤولية الجميع بالنظر إلى أهمية القيم التي تصنعها هذه المنظومة، معربا بالمناسبة عن تهاني حزب "تاج" للناجحين في هذه الدورة وتمنياته للراسبين فرصة أخرى..

التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية  لابد من إصلاح جاد ومعمّق للمنظومة التربوية

اعتبر المكلف بالإعلام في التجمع الوطني الديمقراطي عثمان معزوز الحديث عن مستوى العام للمنظومة التربوية أهم من مجرد تقييم لنتائج امتحان البكالوريا والظروف الخطيرة التي ميزته هذه السنة، وأشار في تصريح لـ"المساء" إلى أن موقف "الأرسيدي" لا زال يدعو إلى إجراء إصلاحات حقيقية ومعمقة على هذه المنظومة بشكل يجعلها مطابقة لما هو معمول به في الدول المتقدمة، مقدرا بأن "ما يتم الحديث عنه من إصلاحات للمنظومة التربوية في بلادنا، هي إصلاحات غير جادة ولا ترق إلى المستوى المطلوب".

جبهة العدالة والتنمية   لابد من مراجعة المنظومة القانونية لتنظيم البكالوريا

دعا القيادي في جبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف إلى ضرورة مراجعة المنظومة القانونية والتنظيمية التي تنظم امتحان شهادة البكالوريا، وذلك حفاظا على مصداقية هذه الشهادة التي تبقى تشكل حسبه الشهادة الوحيدة التي تحمل قيمة علمية ومصداقية كبيرة سواء في الداخل أو الخارج.

وإذ أشار البرلماني إلى تقارب نسبة النجاح المعلن عنها أمس بالنسبة لدورة بكالوريا 2016 مع النسبة المحصل عليها العام الماضي، اعتبر في تصريح للمساء بأنه "بغض النظر عن نسبة النجاح يبقى أن الكارثة الكبيرة التي وقعت في امتحان شهادة البكالوريا هذا العام والمتعلقة بتسريب مواضيع الامتحان والتي أدت إلى إعادة تنظيم دورة أخرى جزئية لم تحدث من قبل ولا مرة"، مشيرا إلى أن هذه الواقعة بينت وجود مشكلة في تنظيم هذا الامتحان الذي بدأ يفقد مصداقيته". وتابع السيد بن خلاف يقول بأن ما وقع العام الماضي وهذا العام من تسريبات لمواضيع البكالوريا يؤكد ضرورة إجراء مراجعة شاملة للمنظومة القانونية والتنظيمية التي تنظم هذه الشهادة"، متأسفا لكون هذه الشهادة التي كانت لها في السابق مصداقية كبيرة جدا في الداخل أو في الخارج، بدأت تتأثر بفعل محاولات تكسير هذه المصداقية.

واعتبر محدثنا السبب الرئيس في ما وقع من تسريبات مست السير الحسن لامتحان البكالوريا، "هو الصراع السياسي الموجود في البلاد عامة، والصراع الموجود حول المنظومة التربوية بشكل خاص"، منتقدا ما اعتبره "توجه وزيرة التربية الوطنية نحو فرض وتجارب أثبتت فشلها من قبل، على التلاميذ الذين أصبحوا ضمن هذا التوجه مجرد فئران تجارب".

كما اعتبر بن خلاف بأنه بالرغم من الحديث عن مباشرة القطاع للإصلاحات التي تمت مباشرتها في هذا القطاع "إلا أنه يمكن ان نقول اليوم أننا لم ننطلق بعد في أي إصلاح، وأن هذا الوضع يفرض مراجعة المنظومة التربوية عامة بشكل يناسب الموروث الحضاري للشعب الجزائري وتناسب دستور البلاد". ليخلص في الأخير إلى أن نتائج امتحان شهادة البكالوريا تعتبر تحصيل حاصل لمنظومة تربوية وقانونية تعاني من نقائص واختلالات كبيرة، "حتى أننا وصلنا إلى حد تضييع أوراق امتحان التلاميذ مثلما وقع في قسنطينة في سابقة خطيرة"، داعيا إلى معالجة هذه الاختلالات مستقبلا والوقوف ضد كل من يريد ضرب مصداقية شهادة البكالوريا   وقيمتها العلمية المميزة.