أكد تمسّك الدولة بقاعدة 51 / 49 لحماية للاقتصاد

بوشوارب: الاستثمارات الجديدة ستقلص فاتورة الاستيراد بـ30مليار دولار

بوشوارب: الاستثمارات الجديدة ستقلص فاتورة الاستيراد بـ30مليار دولار
  • 1040
زولا سومر زولا سومر

تسعى الحكومة لتقليص فاتورة الاستيراد بـ30 مليار دولار خلال الثلاث أو الأربع سنوات القادمة بالتخلي عن استيراد العديد من المنتوجات التي يمكن صناعتها محليا بعد الشروع في تطبيق التدابير الجديدة التي ينص عليها مشروع قانون الاستثمار الجديد وقوانين المالية التي أقرت عدة تحفيزات لخلق صناعات ناشئة تماشيا مع التوجهات الجديدة للاقتصاد حسبما أفاد السيد عبد السلام بوشوارب وزير الصناعة والمناجم.

وأضاف السيد بوشوارب أن الاستثمارات الجديدة التي أطلقتها الدولة مؤخرا ستمكن من تقليص فاتورة الاستيراد بتحقيق اكتفاء ذاتي في عدة مواد وسلع خاصة ما تعلق بمواد البناء كالاسمنت حيث ستتخلى الدولة نهائيا عن استيراد الاسمنت ابتداء من السنة المقبلة بعد استلام وحدات الإنتاج الجديدة وتوسيع وحدات أخرى عملياتية مثل وحدتي بسكرة اللتين ستشرعا ابتداء من الأسبوع المقبل في إنتاج 4 ملايين طن سنويا، بالإضافة إلى الوصول إلى إنتاج ما قدره 9 ملايين طن من مادة الحديد ابتداء من 2018، بالإضافة إلى الفوسفات حيث ستوقع وزارة الصناعة يوم الإثنين المقبل على عقود مع شريك أندونيسي لإقامة ثلاثة مشاريع لإنتاج الفوسفات ببلادنا يصل معدل إنتاجها إلى 6 آلاف طن سنويا ابتداء من 2019، وهي كمية كافية لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتوجيه كميات معتبرة للتصدير حسب الوزير. 

وأشار السيد بوشوارب في رده على تدخلات أعضاء مجلس الأمة خلال مناقشة مشروع القانون المتعلق بترقية الاستثمار أمس إلى أن المشروع الجديد المتعلق بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الذي سيصدر في شهر سبتمبر القادم والذي يعد مكملا لقانون الاستثمار سيجسد هذه الرؤية التي سطرتها الدولة كأولوية لتقليص فاتورة الاستيراد بدعم الإنتاج الوطني وتقديم تحفيزات للمستثمرين لتشجيعهم على الإنتاج وخلق منافسة قوية.

وجدد السيد بوشوارب التذكير في رده عن مداخلات أعضاء الغرفة السفلى للبرلمان بأن الدولة متمسكة بقاعدة الشراكة 51 / 49 ولن تتخلى عنها حماية للاقتصاد الوطني. غير أنه لم يستبعد صعوبة تطبيق هذه القاعدة في كل القطاعات بالنظر للظروف الاقتصادية الراهنة، مما يستدعي التفكير في كيفية تكيفها مع هذه التحولات لترقية الشراكة وحماية مصالح كل الأطراف.

وفي السياق قال السيد بوشوارب أن الدولة تريد أن تحقق من خلال هذه القاعدة شراكة حقيقية تضمن الربح للشريك الأجنبي وتحافظ على مصالح الطرف الجزائري والاقتصاد الوطني.

وفي حديثه عن حق الشفعة أكد الوزير أن هذا الأخير لم تطرأ عليه تغيرات وكان محل تجديد لجعله يتماشى مع التحولات الجديدة التي يعرفها الاقتصاد في كل العالم.

وصرح السيد بوشوارب أن قانون ترقية الاستثمار وبالرغم من التحفيزات التي جاء بها فانه غير قادر على حل كل المشاكل الاقتصادية للبلاد وحده، بل لا بد من تهيئة المناخ الاقتصادي بمحاربة البيروقراطية وتوفير العقار الصناعي بفتح سوق العقار للخواص.

وأشار ممثل الحكومة إلى أن مشروع قانون ترقية الاستثمار جاء تنفيذا لأحكام الدستور الجديد الذي رسم لأول مرة منذ الاستقلال معالم واضحة للاقتصاد الوطني كاقتصاد حر مبني على مبادئ اجتماعية، مضيفا أن المشروع أدخل تحفيزات جديدة وحرص على ترشيد المنظومة الاقتصادية بالتقليل من تكاليف الاستيراد.

كما استطرد قائلا بأن المشروع يأتي في ظرف حساس يتطلب تجنيدا شاملا على كافة الأصعدة لتطوير الاستثمار بفتح الاقتصاد أمام علاقات الشراكة للخروج من التبعية النفطية بالبحث عن استثمارات منتجة لخلق الثروة وجلب العملة الصعبة.

وصبت جل تدخلات أعضاء مجلس الأمة حول المطالبة بإنشاء هيئة للاستثمار تضم خبراء ومستثمرين ومسؤولين تنفيذيين تشتغل بالتنسيق مع الولاة لدراسة ملفات الاستثمار، مع المطالبة بإيجاد الآليات الكفيلة لحل مشكل العقار الذي يبقى أكبر عائق يقف في وجه المستثمرين.

كما دعا أعضاء المجلس لوضع آليات تتعلق بمحاربة الرشوة والفساد لتشجيع الأجانب على الاستثمار بالجزائر، والعمل على إلغاء الصعوبات التي تواجههم بسبب تعقد المنظومة البنكية التي لا زالت بحاجة إلى إصلاحات عميقة لمرافقة الاستثمار على حد قولهم.

 بوشوارب يذكّر مستوردي السيارات بشرط مباشرة الاستثمار  لوكلاء يفقدون رخصهم مطلع2018

أكد السيد عبد السلام بوشوارب، وزير الصناعة والمناجم أن الحكومة لن تمنح وكلاء السيارات أي مهلة إضافية لتطبيق ما نص عليه قانون المالية لسنة 2014 والقاضي بسحب رخص نشاطهم التجاري وتجريدهم من حصة الاستيراد الخاصة بهم إذا لم يجسدوا أي استثمار في مجال الصناعات الميكانيكية قبل الفاتح من جانفي 2017.

وأضاف السيد بوشوارب أن القانون واضح في هذا المجال، حيث قال في تصريح للصحافة على هامش عرض مشروع قانون ترقية الاستثمار بمجلس الأمة أمس أن هذا القرار ليس قراره الشخصي، بل هو قرار نص عليه القانون منذ 2014 حيث منح وكلاء السيارات متسعا من الوقت للتفكير في تجسيد استثمارات بعد ثلاث سنوات من صدوره، مشيرا إلى أن الحكومة لن تمدد آجال تطبيق العقوبات على الوكلاء المخالفين لهذا القرار، حيث قال بصريح العبارة إنه "لا يستطيع مخالفة القانون بمنحهم مهلة إضافية".

وكانت وزارة الصناعة قد أصدرت نهاية شهر جوان الأخير تعليمة أكدت فيها أن كل وكلاء السيارات المعتمدين الذين استفادوا من حصة استيراد، مطالبين بولوج مجال صناعة السيارات والاستثمار في هذا المجال من خلال إقامة مصنع تركيب خاص بالعلامة التي يمثلونها أو من خلال الدخول في مجال المناولة وصناعة قطع الغيار.

وذكرت الوزارة بأن كل متعامل من المتعاملين الـ40 الذين قدمت لهم وزارة التجارة رخص الاستيراد، مطالبون بالاستثمار في هذا المجال خلال الـ3 سنوات التي أعقبت إصدار دفتر الشروط، وهو ما يعني منذ 2014 وإلى غاية جانفي 2017، أي أن المتعاملين مطالبون بالإعلان عن استثماراتهم في هذا المجال قبل هذا التاريخ من أجل استيفاء شروط وزارة الصناعة التي وردت في الدفتر. 

وأضافت التعليمة أن المتعاملين الذين يتخلفون عن إعلان استثماراتهم في مجال صناعة السيارات سيتعرضون لعقوبات صارمة تصل إلى سحب الاعتماد منهم وحرمانهم من حصصهم في الاستيراد وإلغاء رخصهم.

وتجدر الإشارة إلى أنه من مجمل 40 وكيلا معتمدا ببلادنا، لم يتم تسجيل لحد الآن سوى 6 مشاريع لعلامات ترغب في إنجاز مصانع للتركيب منها اثنان انطلقتا في الإنتاج وهما علامتا رونو ومرسيدس بالشراكة مع الشركة الوطنية للصناعات الميكانيكية.