«المساء" تسجل انطباعات المرحلين في العملية الـ21

دموع للفرح وأخرى للألم.. وزوخ يطالب بالصبر

دموع للفرح وأخرى للألم.. وزوخ يطالب بالصبر
  • القراءات: 482
  نسيمة زيداني  نسيمة زيداني

امتزجت عملية الترحيل الـ21 في مرحلتها الثالثة، بفرحة المستفيدين من السكنات الاجتماعية وبين إقصاء البعض الآخر، إضافة إلى حلم عديد العائلات المتبقية في نيل سكن لائق، بالمقابل جدد والي العاصمة، عبد القادر زوخ وعده بإعادة إسكان المعنيين، على أمل التحلي بالصبر لان العملية تحتاج لوقت كاف لتجنب الوقوع في الزلل.

على وقع الزغاريد وأصوات الزرنة، تم ترحيل 1600 عائلة إلى الموقع الجديد بالخرايسية، حيث لمست "المساء" فرحة كبيرة لدى المستفيدين من السكنات الجديدة، بالمقابل صنعت العائلات المقصاة والتي تنتظر دورها من البرنامج الحدث من خلال الاحتجاج و طلب تدخل الوالي.

سكنات جديدة بهندسة معمارية راقية

انتقلت "المساء" إلى موقع 1600 مسكن بالخرايسية، إذ لم يكن الوصول إلى الحي بالأمر الهين، نظرا للطوابير الطويلة للشاحنات المحملة بأغراض العائلات المرحلة والمصطفّة إلى غاية داخل الحي، يقابلها أعوان الدرك الوطني والشرطة لتنظيم السير على طول الطريق.

كانت هناك حركة دؤوبة، سيارات هنا وهناك محملة بالعائلات، مكاتب توجيه مملوءة عن آخرها لمنح المفاتيح وتوجيه المستفيدين، زغاريد تنطلق من الشرفات وشباب مجند لحمل الأغراض ونقلها من الشاحنات إلى أعلى الشقق، ويبقى أهم ما لفت انتباه "المساء" هو الهندسة المعمارية الراقية التي بنيت بها السكنات انطلاقا من المدخل، أما الشقق فتتكون من غرفتين إلى ثلاث غرف تتوسط عماراتها حي كبير يضم مختلف المرافق، تتخلله مساحات خضراء وأماكن للترفيه.

فرحة، زغاريد ودموع

أعربت بعض العائلات المستفيدة من السكنات الاجتماعية بحي الخرايسية عن فرحتها بـ«شقق الكرامة" كما سميت، حيث أكدت لنا إحدى السيدات التي دخلنا بيتها الجديد أنها تتنفس الصعداء بعد سنوات طويلة من التعب في البيوت القصديرية، فيما ذرفت امرأة كبيرة في السن دموع الفرح متمنية حياة طويلة لرئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي بفضله تمكنت من التنقل من حياة الأقبية إلى الحياة الكريمة، حسبما أكدت لنا، كما أوضحت إحدى النسوة أنها تحلم بعدما قضت العشرات من السنين تحت سقف من "الترنيت"، تقاسي أنواع الشقاء والبؤس، بعدما ظلت الحشرات والجرذان والأفاعي الأنيس غير المرغوب والمفروض عليهم، وأضافت وهي تذرف دموع الفرحة، وأخيرا طلّقنا حياة الشقاء بعد صبر طويل "اللي يصبر ينال".. هي الكلمة التي طالما رددتها كل النسوة اللائي عبّرن عن فرحتهن بالزغاريد.

حي "بلاطو سيدي مسعود" بين السعادة والأمل

في الوقت الذي أشرف فيه عبد القادر زوخ، على عملية تهديم السكنات الهشة بحي "بلاطو سيدي مسعود" التابع لبلدية بلوزداد عقب ترحيل العائلات المستفادة إلى الخرايسية، اقتربت "المساء" من أحد المستفيدين الذين أعربوا عن فرحتهم من انتشالهم من سكنات الجحيم، مثلما وصفوها، والتي كانوا يقطنون بها لمدة خمس سنوات وكانت الفرحة بادية على وجوه المعنينن، عكس العائلات الأخرى التي تقطن بنفس الحي والتي لم تحظ بسكن لائق.

وأكد لنا ممثل عن الحي، أن 250 عائلة تسكن هذا الحي المتواجد في أعالي الجبال، حيث لم تلق الشكاوى المودعة لدى مصلحة الحالة الاجتماعية ببلوزداد آذانا صاغية، حيث أوضح محدثنا أنهم يتجرعون مرارة العيش غير اللائق منذ سنوات وأملهم الوحيد، يفرّج الوالي عليهم بسكنات محترمة تضمن المعيشة الطيبة لابنائهم.

وقد تعدت أزمة السكن البناء القصديري والسكن الهش، ولم يجد المواطن من بديل سوى استغلال بعض الهياكل البيداغوجية، مثلما هو الحال بمدرسة "طيب خليفة" بالمقرية التي ودع سكانها سنوات الشقاء، حيث أعربت العائلات المرحلة عن فرحتها التامة لإعادة إسكانها في بيوت  «الكرامة" وسط أجواء سادتها الفرحة، فيما سجل ديوان الترقية 

والتسيير العقارية للدار البيضاء 10 طعون مع انطلاق عملية الترحيل كلها  سيتم دراستها من طرف اللجنة المختصة، حسبما أكده عبد القادر زوخ، منبها إلى أن الطعون ستأخذ بعين الاعتبار ومن يملك الحق في السكن يعاد إدراجه صمن القائمة في حالة الخطأ، لكن بالمقابل شدد على المتحايلين من عدم التلاعب بالملفات، مشيرا إلى أنه قام بطرد أربع عمال من الولاية حاولوا التلاعب بالملفات واعتبره مساس بسمعة هيئته.

   عائلات تنتظر بشغف وزوخ يطلب التحلي بالصبر

في الوقت الذي أفرجت الولاية على 1600 عائلة، لا تزال عديد العائلات تنتظر دورها بشغف، خصوصا سكان "الحفرة" بواد سمار و«كوكو" ببرج البحري، وهي الأحياء التي أوضح زوخ أنها تندرج ضمن العملية الرابعة من المرحلة الـ21 المقررة بداية سبتمبر المقبل، بالمقابل أكد السكان أنهم انتظروا كثيرا وتم وعدهم بنقلهم إلى الأحياء الجديدة مباشرة عقب انتهاء شهر رمضان، لكن زوخ طلب منهم التحلي بالصبر والتعقل لإنجاح عملية الترحيل وإسكان كافة المحتاجين، مشيرا في نفس الوقت أن الاحتجاجات ليست في صالحهم وأي تشويش يستدعي تطبيق القوانين.