في أول تجربة إخراجية لريم الأعرج
"الظل والقنديل" يحيي نضال الطلبة الجزائريين خلال حرب التحرير
- 985
قامت مخرجة الفيلم المطول "الظل والقنديل"، ريم الأعرج، أول أمس، بعد نهاية عرض فيلمها بقاعة سينما المغرب ضمن المنافسة الرسمية لمهرجان وهران للفيلم العربي، بوقفة تحية وإجلال لنضال الطلبة الجزائريين الذين شنوا إضرابا عاما في 19 ماي 56، وكان لهم الفضل في نشر الوعي الوطني بين صفوف الطلبة الجزائريين بتأسيسهم لاتحاد الطلبة المسلمين الجزائريين، حيث كان رد المستعمر الفرنسي شرسا وسعى من خلاله لكبح جماع الثورة التحررية، وقمع النخبة الجزائرية.
وقالت المخرجة إن قوات الاحتلال ألقت القبض على الشهيد طالب عبد الرحمان وأعدمته وتمكنت من تشميع مقر الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين لكنها لم تتمكن من وضع حد لنضال الطلبة الذي استمر أثناء الثورة التحريرية ومن ثم ساهم في بناء الجزائر المستقلة.
وقد نجحت المخرجة وبذكاء، في العودة إلى تلك الحقبة التاريخية المهمة من نضال الشعب الجزائري ضد الاحتلال، وكذا تسليط الضوء على الكفاح والعمل البطولي للطلبة الجزائريين آنذاك ومساهمتهم الجوهرية في الرد على اعتداءات منظمة اليد الحمراء الإجرامية.وعبرّت المخرجة ريم لعرج عن سعادتها بتعاونها مع كاتب سيناريو الفيلم رابح ظريف الذي اشتغل عليه لمدة 4 سنوات، حيث جمع شهادات حيّة لمجاهدين عايشوا تلك الأحداث، وهو ما أعطى حسبها مصداقية أكثر للعمل، كما لم تخف صعوبة هذا العمل لكونه يتناول موضوع تاريخي، كما يعد أول تجربة سينمائية لها. كما ثمنت مستوى الأفلام المشاركة في مهرجان وهران، خاصة الفيلم الجزائري
«البئر" للمخرج لطفي بوشوشي الذي كان مؤثرا جدا.
كما اعتبرت المخرجة أن مشاركتها بالمهرجان خطوة إيجابية جدا في مسيرتها المهنية، وكما ثمنت الدعم المعنوي الذي تلقته من والديها الأديبين والروائيين واسيني وزينب الأعرج طوال فترة تصوير الفيلم، فيما تمنت إخراج إحدى روايات والدها واسيني الأعرج.
كما أبدت المخرجة تفاؤلها بعودة السينما الجزائرية إلى عصرها الذهبي بفضل جيل من الشباب السينمائيين من مخرجين وممثلين يشتغلون بجد من أجل تقديم أعمال سينمائية في المستوى، فيما كشفت تحضيرها لإخراج فيلم طويل حول فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم يحمل عنوان "الأقدام الماسية".