البنايات القصديرية تغزو المزارع بالعاصمة

طرد 24 عائلة من السكنات الجديدة بخرايسية

طرد 24 عائلة من السكنات الجديدة بخرايسية
  • 1948
 زهية.ش زهية.ش

كشفت مصادر مؤكدة من بلدية خرايسية لـ "المساء"، أن مصالح ولاية الجزائر تدخلت بصفة مستعجلة لإخراج حوالي 24 عائلة من السكنات التي استفادت منها بغير وجه حق، في إطار المرحلة الثالثة من العملية الـ21 لإعادة الإسكان التي انطلقت بداية الأسبوع الماضي بالعاصمة. وحسب هذه المصادر، فإن هناك تلاعبا كبيرا في ملفات المستفيدين على مستوى البلديات التي مستها العملية، فيما جاءت هذه العملية بناء على تعليمات من والي العاصمة عبد القادر زوخ.

... أوضحت مصادر "المساء" أن المستفيدين من الشقق التي انتُزعت منهم، سبق لهم أن تحصلوا على سكنات، حيث قاموا بتزوير الملفات من أجل الاستفادة المتعددة التي ستعرضهم لعقوبات، مثلما أكد المسؤول الأول عن ولاية الجزائر خلال الندوة الصحفية التي عقدها بمناسبة إشرافه على انطلاق المرحلة الثالثة من عملية إعادة الإسكان الـ 21.

من جهتها، دعت ذات المصادر الوالي زوخ أجل التدخل لوقف نهب العقار بمنطقة خرايسية  وتزايد البنايات الفوضوية التي تنتشر كالفطريات يوما بعد يوم، رغم تعليمات سلطات ولاية الجزائر، التي تؤكد على وضع حد لهذه الظاهرة في إطار برنامج القضاء على السكنات الهشة التي تشوّه وجه العاصمة.

وحسب ذات المصادر، فإن المناطق التي تشهد تنصيب بنايات فوضوية جديدة، هي حي شرشالي بوعلام المعروف بمزرعة عكروط الطاهر، ومزرعة رحماني محمد، ومزرعة حمامة مصطفى وحمامة مجيد ومزرعة بن سالم إبراهيم، حيث يُنتظر أن تعرف هذه المنطقة ومناطق أخرى بالعاصمة، انتشار أحياء قصديرية جديدة في حالة عدم فرض الرقابة من قبل السلطات المحلية وعلى رأسهم "الاميار"، الذين شدد الوالي على ضرورة خروجهم من المكاتب لمعرفة ما يحدث في الميدان، والتبليغ عن أي تجاوز من أجل القيام بالهدم الفوري للبنايات الفوضوية؛ إذ أدى تهاون بعضهم وتواطؤ البعض الآخر إلى تشكل أحياء قصديرية كبيرة تحيط بالعاصمة وتشوّه مظهرها وجمالها.

على صعيد آخر، ذكر بعض السكان المرحّلين الأسبوع الماضي إلى حي 1200 مسكن بسيدي سليمان بخرايسية، أن الحي لم تكتمل به الأشغال، ويشهد فوضى عارمة بسبب الورشة المفتوحة التي يتواجد بها العمال الصينيون المكلفون بإتمام التهيئة، مؤكدين أن فرحة الحصول على شقة لائقة لم تكتمل بسبب النقائص الكبيرة التي اكتشفوها، منها الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي والانعدام التام للمحلات، حيث يضطرون للتنقل على بعد أكثر من كيلومتر لاقتناء أبسط الضروريات، وانتشار الغبار الذي يعم كل النواحي، حيث أكدت مصادر من المنطقة لـ "المساء"، أن الأرصفة والطريق المؤدي إلى الحي تمت تهيئتها بصفة مستعجلة ليلا لاستقبال الوالي، داعين إلى ضرورة إتمام تهيئة الحي قبل حلول موسم الأمطار.

من جهة أخرى، أشار المشتكون إلى أن مسألة الأمن تُعتبر هاجسا بالنسبة لهم بالنظر إلى العدد الكبير من السكان الذين تم استقدامهم من مختلف الأحياء بالعاصمة على مستوى الحي الجديد 1200 مسكن سيدي سليمان وحي 834 المجاور له، الذي سبق أن استقبل العائلات المرحّلة، فضلا عن سكان خرايسية الذين شيدوا سكناتهم الخاصة، مؤكدين أن غياب مركز للأمن داخل الحي الجديد، سيُحدث ما لا يُحمد عقباه إذا لم تتدخل السلطات المعنية لحل المشكل.

وفيما يتعلق بالتلاميذ المتمدرسين يتوقع أولياؤهم موسما دراسيا صعبا نتيجة النقص الفادح في المؤسسات التربوية، حيث أشار بعض هؤلاء إلى أن حي 834 مسكنا بسيدي سليمان يضم مدرسة ابتدائية وحيدة، وملحقة متوسطة العربي بغدادي التي سُجل فيها هذا العام 500 تلميذ، بدون الحديث عن التلاميذ الجدد المرحلين إلى حي 1200 مسكن، حيث يُنتظر أن تعرف هاتان المؤسستان اكتظاظا رهيبا داخل الأقسام، بل يستحيل ضم كافة التلاميذ في المؤسسات المتوفرة حاليا، والبعيد عن مقرات سكناهم.