المخرج السينمائي حسان فرحاني:

حب السينما يبدأ وينتهي مع صناعة الأفلام

حب السينما يبدأ وينتهي مع صناعة الأفلام
  • 529
ج.الجيلالي ج.الجيلالي

المخرج السينمائي حسان فرحاني الذي تُوج فيلمه الوثائقي "في راسي رومبوان"، دخل عالم السينما وهو شاب صغير انطلاقا من نشاطه المتميز في واحد من أعرق نوادي السنيما بالجزائر العاصمة.

أخرج أول أفلامه في فئة الأفلام القصيرة سنة 2006 بعنوان "خلجان الجزائر"، وشارك به في العديد من المهرجانات الدولية.

اشتغل، قبل ذلك، كمساعد في عالم الإخراج، ليُخرج بعدها فيلما ثانيا في فئة الأفلام القصيرة بعنوان "فندق إفريقيا"، ثم فيلما آخر في فئة الأفلام الوثائقية بعنوان "طارزان دون كيشوط ونحن"، ليطل بعدها بفيلم "في راسي رومبوان" الذي شارك به في العديد من المهرجانات الدولية ونال العديد من الجوائز في مهرجان قرطاج التونسي ومهرجان بواتييه بفرنسا.

في مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي حصل الفيلم على الوهر الذهبي مقابل منافسة شرسة مع أفلام عربية كبيرة أخرى، الأمر الذي جعله يعبّر بصدق عن إحساسه الكبير بأن مجرد دخوله عالم التنافس في المهرجان مع أفلام لمخرجين كبار في حد ذاته، انتصار. وعن المهرجان وعالم السنيما كان لنا معه هذا الحوار.

 أولا، "مبروك" التتويج.

شكرا، إنه لمن دواعي الفرحة أن يلقى العمل الذي نتقدم به إلى المنافسة، اهتمام الجمهور أولا، وينال إعجاب لجنة التحكيم كذلك؛ لأن هذه الأمور مهمة جدا في حياة السينمائي والممثل قبل المخرج في الكثير من الحالات.

 كيف وجدت التنافس مع غيرك من المخرجين؟

 أنا في حقيقة الأمر لست هنا لأقيّم أعمال غيري من السينمائيين والمخرجين، ولكن كل ما أود أن أقوله هو أن العمل السينمائي لا يتوقف أبدا، وبالتالي فإن الفوز بالجائزة مهم، لكنه ليس كل شيء.

 هو مهم في مواصلة العمل بكل حزم؟

لا أبدا، أنا أعتبر الفوز بالمنافسة مجرد جرعة أوكسيجين، يمكّن السينمائي من أداء عمل آخر في هدوء وراحة ولكن بعزيمة التحدي التي تعمل على تقديم الأحسن والأجود للجمهور، الذي يبقى في آخر المطاف هو الحكَم على نجاح العمل أو فشله؛ إنه – حسب رأيي – لا قيمة للتتويج إذا كان الجمهور لا يتابع العمل السنيمائي المتوّج. 

بعيدا عن الفيلم وعالم التتويج، كيف يرى المخرج الشاب حسان فرحاني عالم السينما؟

 أراه ـ بكل صدق ـ مغيّبا، وهو ما جعل الكثير من المخرجين الشباب لا يستطيعون تقديم الأعمال التي يحلمون بها؛ لأنه من غير المعقول أن يتدهور الإنتاج في بلادنا و الأمة العربية قاطبة في الوقت الذي أصبحت الوسائل التقنية متوفرة وفي متناول الجميع.

 هذا يفتح الباب أمام الدخلاء لتسقط "المهنة" بين أيدي من لا علاقة له بعالم السينما؟

 حتى إن كان الأمر كذلك فإن أعمالهم تفضحهم، وبالتالي لا يستطيعون الصمود أمام السينمائيين المحترفين أمثال أحمد راشدي أو علواش أو السعيد ولد خليفة أو بشير درايس، وغيرهم كثر لا مجال لذكرهم كلهم في هذا المقام.

 وكيف ترى دور السينما في مجال تجسيد النمو والإبداع وبعث التنمية؟

 السينما لها دور كبير في مجالات عديدة، أهمها التوعية وبعث الفكر المتجدد وإحياء روح المبادرة من خلال الاستغلال الأمثل للطاقات الفكرية الموجودة، ومن ثم فإن حب السينما يبدأ وينتهي في مجال التصوير، الذي من خلاله يمكن إظهار مظاهر التخلف مثلا، والعمل على محاربتها وإظهار الكثير من مظاهر الرقي والعمل على تجسيدها في المجتمع.

 وماذا عن مشاريع الشراكة وهل تفكر في شيء من هذا القبيل؟

 أنا لا أرى أي مانع لتجسيد مثل هذه الأفكار البنّاءة والجيدة التي تخدم أولا الشعوب العربية، وتمكن من تحقيق التواصل في مختلف المجالات، وتعطي الفرصة للممثلين والمبدعين والمخرجين لتبادل الأفكار والآراء؛ الأمر الذي من شأنه أن يطور العمل ويرتقي بالعلاقات إلى الأعلى ويسمو بها.

 والآن، ما هي المشاريع التي يعمل عليها المخرج فرحاني؟

 هي موجودة، وتتعلق بالعمل على تنوير الفكر الإنساني.