للحد من تلوث المحيط
"ناس الخير" تدعو إلى ثقافة المشاركة في تنظيف الشواطئ
- 4135
دعا مصطفى مكاوي، عضو بالجمعية الخيرية "ناس الخير"، وفاعل في العديد من الجمعيات الناشطة في حماية البيئة والمحيط، إلى ضرورة رفع الوعي البيئي للحد من أزمة التلوث ومخاطرها التي تهدد الحياة البحرية، مشيرا إلى ضرورة التحلي بثقافة "التطوع" الإرادي للمساهمة في حملات النظافة التي تستهدف الشواطئ، مبرزا أنه من المستحسن أخذ المبادرة لتنظيم هذا النوع من الحملات التي تساهم في نظافة المحيط وحمايته من تهديدات التلوث.
يشهد العالم اهتماما واسعا بقضايا البيئة وحمايتها من مخاطر التلوث، التهديدات التي تتزايد يوما بعد يوم، بسبب تطور حياة الإنسان واستعانته بالتكنولوجيا التي سهلت عليه حياته من جهة إلا أنها خلفت له سلبياتها ومنها المساهمة في تلوث البيئة، لكن تقدم الوعي بأهمية هذه القضية التي هي في الأساس مسؤولية جماعية، تستدعي مشاركة جميع أفراد المجتمع ومؤسساته، لا تزال رهينة العديد من العوامل منها عدم ارتقاء بعض الأفراد أو المؤسسات بمستوى الوعي البيئي.
في هذا الخصوص، أكد الشاب مصطفى أن حدّة المخاطر الناتجة عن بعض تجاوزات الإنسان بلغت مداها، من جهة بسبب التطورات الصناعية والتكنولوجية الحديثة، ومن جهة أخرى بسبب عادات بسيطة لكنها جد خطيرة للإنسان الفاقد للوعي البيئي، ومن تلك العادات رمي الفضلات في أحضان الطبيعة ما ينعكس على سلامتها وجمالها. وكغيرها من القضايا التي يهتم بها العالم، تشكل قضية المحافظة على البيئة هاجسا ملحا، إذ أن مفهوم حماية البيئة يعني التوازن بين التنمية المستدامة والبيئة.
خص مصطفى الحديث في مجال البيئة عن التلوث البحري، الذي يبلغ ذروته في موسم الصيف، بسبب التدفق الكبير للمصطفين على الشواطئ وتبني العديد من السلوكيات الخاطئة المضرة بالمياه وبالكائنات التي تعيش بها، ما ينجم عنه العديد من الأضرار الجسيمة منها انقراض بعض الكائنات من جهة أخرى، ومن جهة أخرى، انعكاساته على صحة الإنسان.
وفى هذا الخصوص، دعا المتحدث إلى ضرورة تبني ثقافة "عدم الإساءة للبيئة"، برمي النفايات، حيث تتكرر مشاهد تهز الوجدان وتقشعر لها النفوس عند الجلوس على الشاطئ، حيث تجد البعض يلقي بأكياس وقارورات بلاستيكية وكذا علب تغليف البسكويت وغيرها من الفضلات المضرة بالكائنات البحرية وبالمنظر الطبيعي لتلك الشواطئ.
وأكد الشاب أنه آن الأوان لتتسارع الجهود الوطنية من مختلف الأطراف الفاعلة في البيئة لإصدار القوانين والتشريعات الهادفة لحماية المحيط، هذا فضلا عن ضرورة تكثيف الحملات التحسيسية والتوعوية التي تمس كل شرائح المجتمع من أجل ترسيخ ثقافة المحافظة على البيئة، ومواجهة الأزمات التي تؤدي إلى انقراض الكائنات الحية التي تعد المتضرر الأول لأنها مرهونة ببيئتها.
وعلى صعيد آخر، شدّد مكاوي على أن تلك المناظر التي باتت تشاهد على معظم الشواطئ التي تعرف توافدا كبيرا للمواطنين خصوصا القريبة من المدن كشواطئ العاصمة، تهدد السياحة المحلية والأجنبية على السواء.
ومن هذا المنطلق تعزز الجمعيات الفاعلة خلال موسم الاصطياف نشاطاتها في تكثيف حملات تنظيف الشواطئ ـ يقول المتحدث ـ بتطوع العديد من الشباب والأطفال والرجال والنساء لرفع الفضلات المتواجدة على الشواطئ، هذا مع شن حملة لتوعية المصطافين بضرورة الإبقاء على نظافة تلك الأماكن التي يعد تلوثها سببا رئيسيا في إصابتهم بالعديد من الأمراض. كما شدد المتحدث على أن تلك الأنشطة من حملات تنظيف الشواطئ هي برهان حقيقي لتحلي الإنسان بخصلة عدم الأنانية، وروح المبادرة وعدم انتظار الغير لتحريك أي ساكن، فالأخذ بالمبادرة من أجل حمل الأوساخ التي خلفها الغير فيه نوع من اللذة يحبها الله ويجازي عليها الفرد، فتلك الحملات التي مست العديد من الشواطئ، وسوف تستهدف باقي الشواطئ طيلة موسم الاصطياف تعد تجربة نجاح تنمية هؤلاء المتطوعين المشاركين بأسس راسخة تعكس الأصالة وتؤثر على باقي المجتمع في الاقتداء بنفس السلوكيات، فهذا الاهتمام الفردي ثم التطوع الجماعي والمشاركة في الحملات، أدى إلى ظهور العديد من الهيئات منها الجمعيات الفاعلة في المحافظة على حماية البيئة والمهتمة بشؤونها، تشمل حماية وتطوير البيئة البحرية والحد من تلوث المياه والهواء وإدارة النفايات وإعادة تدويرها ومكافحة التصحر والتنوع البيولوجي والحفاظ على الحيوانات المهددة بالانقراض.