سكيكدة
حدائق وتماثيل نادرة في وضع كارثيّ
- 2406
صرحت بولاية سكيكدة 19 بلدية من أصل 38 بعدم حيازتها على مساحات خضراء؛ أي ما يعادل 50 بالمائة من مجموع بلديات الولاية؛ مما يعني أنه يتواجد بولاية سكيكدة 75 مساحة خضراء؛ أي ما يعادل 0.18 بالمائة، منها 27 مساحة خضراء بمدينة سكيكدة لوحدها.
ما يعني أن العديد من بلديات الولاية لا تولي أهمية لمثل هذه المساحات بالخصوص على مستوى المجمعات السكنية، التي تحولت إلى أحياء مراقد أمام شبه افتقار للمسحة الجمالية، وهذا بالرغم من عمليات التحسين الحضري التي باشرتها المصالح المختصة، والتي تحتاج هي الأخرى إلى تحسين، وما زاد الطين بلة غياب الحس المدني.
الإهمال يطال أجمل الحدائق العمومية
والحديث عن المساحات الخضراء يجرنا حتما للحديث عن الحدائق العمومية بعاصمة الولاية، التي تُعد من بين أغنى بلديات الوطن؛ فبالرغم من المكانة السياحية التي تحتلها هذه الأخيرة وعلى جميع الأصعدة، إلا أن واقع الحدائق بها وعلى قلّتها يدفعنا للتساؤل عن المتسبب الحقيقي فيما آلت إليه، وكعيّنة على ذلك الوضع المأساوي لحديقة عمر قنون العمومية المتواجدة على مستوى شارع زيروت يوسف بمحاذاة دار البريد المركزي، التي تُعد امتدادا لما يُعرف بالمجمع العمراني شارل مونطالو، الذي يضم كلا من النزل البلدي والبريد المركزي والبنك المركزي وما يحيط بها من حدائق وما تحتويه من تماثل نادرة، تعكس صراحة الإهمال الذي تعاني منه. والملاحَظ في هذا المكان الانتشار الواسع للقاذورات وتراكم المياه القذرة على مستوى مدخل الحديقة بالقرب من النافورة وانعدام الأزهار والحشائش الخضراء أمام غياب التهيئة الحقيقية التي تليق بمقام هذه الأخيرة، خاصة أنها تتواجد على بعد أمتار فقط من مقر البلدية، وفي موقع يعتبره السكيكديون من الأحياء الراقية بالمدينة.
تمثال "الابن الضال" بلا رعاية
وما زاد من مأساوية هذه الحديقة الإهمال الذي طال التمثال الذي يتوسطها، والمعروف بتمثال "عودة الابن الضال" للفنان العالمي أرنيست دوبرا، الذي قام بإنجازه، حسب مصدر من مديرية الثقافة للولاية، حوالي سنة 1936 بطلب من بول كيطولي رئيس بلدية سكيكدة خلال الحقبة الاستعمارية. والغريب في أمر هذا التمثال وبالرغم من الشهرة العالمية التي اكتسبها، إلا أنه لم يتم إلى حد الآن تصنيفه كغيره من التماثيل الأخرى التي كانت موجودة في بعض أجزاء الحدائق المتواجدة على امتداد هذا المجمع العمراني، ونفس المصير آلت إليه الحديقة المتواجدة داخل البنك المركزي من الجهة المقابلة لنهج سكيكدة ناحية الميناء؛ ما ترك نوعا من الاستياء لدى سكان المدينة، الذين تأسفوا للحالة التي آلت إليها هذه الأخيرة بعد أن كانت من أجمل وأنظف وأرقى حدائق سكيكدة. ونفس الأمر ينطبق على الحديقة المتواجدة بمحاذاة مقر الأمن على بعد خطوات قليلة من دار البلدية.
أما الحديقة المحاذية للمسرح الجهوي فهي تعاني نفس المصير بعد أن أصبحت مرتعا للمنحرفين الذين يتعاطون فيها الخمر، وكذلك بالنسبة للحديقتين المتواجدتين عند مدخل مدينة سكيكدة بالمكان المعروف بباب قسنطينة، والتي تعود للحقبة الاستعمارية التي لم تعد هي الأخرى تحمل سوى الاسم، ليظل السؤال مطروحا: ما موقع الحدائق العمومية من الإعراب بسكيكدة؟
المساحات الخضراء مشكل آخر...
وفيما يخص المساحات الخضراء وعلى الرغم من الأهمية التي تشكلها بالخصوص داخل المجمعات السكنية، فإن العديد منها لم يرق بعدُ إلى المستوى المطلوب؛ فإلى جانب افتقارها للأشجار المناسبة ودائمة الاخضرار والأزهار المتنوعة ولساحات اللعب، وذلك وفق المقاييس والأهداف المحددة في القانون 06/07 المتعلق بتسيير المساحات الخضراء وحمايتها وتثمينها، فإن بعضها لم يعد يحمل سوى الاسم بالرغم من عملية التهيئة التي خضعت لها، كما هي الحال بالمساحات الخضراء بحي ممرات 20 أوت 55 وحي 500 مسكن.