اختتمت أمس، التسجيلات الجامعية النهائية عبر جميع جامعات الوطن، على أن يكون الدخول الجامعي لسنة 2016 / 2017 يوم 4 سبتمبر المقبل، وسيتم بصفة استثنائية إعادة فتح باب التسجيلات للطلبة المتأخرين مطلع سبتمبر تماشيا ومرحلة التحويلات. وحسب معطيات من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، فقد بلغت نسبة التسجيلات أكثر من 95 بالمائة، في حين تم تأجيل عملية التسجيل للإستفادة من مختلف الخدمات الجامعية على غرار الإيواء والنقل لبداية شهر سبتمبر. 

وقد حرص وزير التعليم العالي والبحث العلمي، السيد الطاهر حجار، أمس، لدى إشرافه على اختتام التسجيلات الجامعية من جامعة محمد طاهر بولاية بشار، على ضرورة تجنيد كل الإمكانيات المادية والبشرية لتكون المدارس والجامعات مستعدة لاستقبال الطلبة في الموعد المحدد، مع تسريع عملية تقسيم ساعات التدريس على الأساتذة وتوزيع الطلبة على الأفواج.

كما أشار حجار، إلى أن نسبة الطلبة المتأخرين عن موعد التسجيلات ضعيفة، مشيرا إلى إحصاء 17 ألف طالب من أصل 333131 ناجحا في البكالوريا، وهو ما أرجعه الوزير إلى التحاق عدد منهم بمدارس وزارة الدفاع الوطني، ومنهم من فضّل تجميد دراسته العليا لأغراض شخصية.

وقصد إعطاء فرصة  جديدة للطلبة ـ يقول الوزير ـ تقرر تخصيص أيام استثنائية مع الدخول الجامعي المقبل للتسجيل،  بشرط عدم المطالبة بإحدى الرغبات المقترحة من طرف الطالب لأن التوجيه سيكون مرتبطا بتوفر المقاعد البيداغوجية. 

من جهة أخرى دعا ممثل الحكومة القائمين على المكتبة الجامعية إلى  تسريع عملية الأرشفة  الرقمية للمؤلفات المتوفرة قصد وضعها في المكتبة الافتراضية ابتداء من الدخول الجامعي المقبل، مشدّدا في نفس الإطار على الباحثين والأساتذة بضرورة الابتعاد عن ظاهرة سرقة البحوث والمقالات العلمية والاتكال على معارفهم عند إعداد مذكراتهم العلمية، مشيرا إلى تنصيب فريق عمل على مستوى الوزارة لمراقبة كل ما ينشر من طرف الأسرة الجامعية. 

وعن ظروف تنظيم عمليات التسجيل الجامعي، أعرب الوزير عن ارتياحه لسير عمل النظام المعلوماتي المعد بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي لعصرنة الإدارة الجامعية، مشيرا بحضور الطلبة، إلي أن الجامعة ستحدد رقما خاصا لكل طالب يرافقه طوال مشواره الدراسي، وهو ما يسهل التسجيلات في السنوات المقبلة، مع تحديد العراقيل الدراسية لكل طالب وتحديد النسبة الحقيقية للراسبين.

100 ألف منصب بيداغوجي جديد 

على صعيد آخر أكد حجار، أن السنة الجامعية المقبلة ستتميز بفتح 100 ألف منصب بيداغوجي جديد، بالإضافة إلى دعم الديوان الوطني للخدمات الجامعية بـ55 ألف سرير لإيواء الطلبة عبر مختلف جامعات الوطن، مؤكدا أن الوزارة تحصي اليوم 1,6 مليون طالب يزاولون دراساتهم العليا عبر مختلف التخصصات والأطوار. 

كما تفقد حجار، على هامش الزيارة لولاية بشار، مختلف هياكل كلية الطب التي فتحت أبوابها في سبتمبر 2014، وتحصى اليوم 40 طالبا ينحدرون من مختلف ولايات جنوب وغرب البلاد، مع العلم أنها شهدت هذه السنة  تسجيل 95 طالبا جديدا، وحسب تصريح الوزير  فإن هذه الكلية تشكّل دعامة "في غاية الأهمية" لتعزيز قطاع الصحة بجنوب الوطن، واعدا بتدعيم هذا الهيكل بكل إمكانيات التكوين عن بعد قصد السماح للطلبة بحضور محاضرات تبث عبر الأنترنت ينشطها أكبر  الأساتذة والجراحين. 

جامعة "الجزائر 3" تقترح تطبيقا إلكترونيا للطلبة قصد التقرّب من الإدارة

ومن بين الجامعات التي بلغت نسبة التسجيلات الجامعية بها أكثر من 98 بالمائة، جامعة «الجزائر3 " التي تضم أربع كليات، وهي العلوم والاقتصاد، الإعلام والاتصال، علوم سياسية وعلاقات دولية وكلية  التربية البدنية، وحسب تصريح عميد الجامعة الأستاذ رابح شريط، فقد تم توفير كل مرافق الراحة للطلبة وأوليائهم من خلال حسن التوجيه وتخصيص قاعة المكتبة المكيّفة لإتمام كل مراحل التسجيل في ظرف قياسي، حيث يتحصل كل طالب على بطاقته بعد 15 دقيقة.

من جهته كشف نائب مدير الجامعة المكلّف بالتكوين العالي في الطورين الـ1 و2 والتكوين المتواصل والعالي في التدرج الأستاذ النذير خلف الله، عن اقتراح تطبيق إلكتروني جديد لكل طلبة الجامعة يسمح لهم بالتعرّف على الكليات الأربع التابعة لعمادة الجامعة، النظام الداخلي، بالإضافة إلي التعرّف على مختلف الخدمات المقترحة والاطلاع مستقبلا على كشف نقاطهم عن بعد، وهو التطبيق المعد من طرف الأستاذ خلف الله، و المقترح باللغتين العربية والفرنسية قصد تقريب الإدارة من الطالب.

وعن سير عملية التسجيلات التي انتهت مساء أمس، أشار نائب المدير إلى تسجيل 9 آلاف طالب، منهم 6500 طالب في كلية العلوم الاقتصادية، و1700  طالب في كلية الإعلام 

والاتصال، 300 طالب في كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية و500 طالب في كلية التربية البدنية.

وقد تم فتح 10 شبابيك مؤطرة من طرف عدد من  أعوان الكليات الأربع لتسهيل عملية دفع مستحقات التسجيلات المحددة بـ200 دج، وبغرض تسريع العملية تم اقتراح نظام معلوماتي جديد يسمح بمعالجة الملفات في ثوان معدودة. 

وعن تواريخ إعادة فتح التسجيلات الجامعية للمتخلّفين، أكد خلف الله أن كل الجامعات تنتظر الرزنامة المخصصة من طرف الوزارة الوصية، متعهدا بالنسبة للسنة الجامعية الجديدة بالسهر على تخفيف الضغط عبر الأفواج لإنجاح نظام "أل أم دي".

وردا على سؤال لـ«المساء" حول إمكانية فتح أبواب الكليات لساعات متأخرة قصد تكوين عدد إضافي من أفواج الطلبة وتخفيف الضغط عن الأقسام، صرح نائب مدير الجامعة أن الأمر مرتبط بتوفير الأمن ووسائل النقل للطلبة والأساتذة على حد سواء، مشيرا إلى أن عدد المستخدمين الإداريين يكفي للعمل بالتناوب وهناك عدد من الأساتذة من يفضّل التدريس بعد الساعة الخامسة مساءا، لذلك فإن الجامعة تنتظر تطمينات الوزارة قبل الشروع في العمل بنظام المداومة إلى غاية ساعات متأخرة.